أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الخميس، في بيان رسمي على موقعه الإلكتروني تعاقده مع المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش لتولي زمام الجهاز الفني للخضر، خلفاً للمدرب المقال جمال بلماضي منذ الخروج من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا الماضية في ساحل العاج.
ولن تكون مهمة المدرب فلاديمير بيتكوفيتش سهلة في هذه التجربة الجديدة له في القارة الأفريقية، كونه سيكون على موعد مع الكثير من التحديات، ما يجعله مطالباً بتوظيف تجربته الكاملة من أجل النجاح بهذه المهمة مثلما كان الحال مع المنتخب السويسري الذي قاده لـ7 سنوات كاملة.
تجديد الدماء
أول تحدٍ ينتظر فلاديمير بيتكوفيتش في تجربته مع منتخب الجزائر، هو تجديد صفوف منتخب "الخضر" الذي عاش 3 خيبات متتالية تحت إشراف المدرب السابق جمال بلماضي، وهذا سيكون عبر ضمّ لاعبين جدد متألقين سواء في الدوري المحلي أو المواهب المنتشرة في القارة الأوروبية، في وقت هناك أسماء يبدو أن مسيرتها مع كتيبة "المحاربين" قد شارفت على النهاية على غرار المخضرم إسلام سليماني ويوسف بلايلي وحتى القائد رياض محرز الذي تراجع مستواه كثيراً في الفترة الماضية.
المشاكل النفسية والذهنية
عمل المدرب البوسني صاحب الـ60 عاماً لن يقتصر على الجانب الفني فقط، بل سيكون كذلك مطالباً بإحداث رجة بسيكولوجية وكذلك ذهنية داخل تركيبة المنتخب الجزائري، فالمتابعون يرون أن ذلك من أسباب الخيبات التي عاشها الخضر في الفترة الماضية، إذ لا يعقل أن منتخبا يعج باللاعبين المميزين ومختلف المواهب المحترفة في أعرق الأندية الأوروبية، يفشل في المرور إلى الدور الثاني لنهائيات كأس أمم أفريقيا مرتين متتاليتين رغم أن الصعود شمل 3 منتخبات من كل مجموعة، ما يعني أن المشكل أعمق بكثير من الخطط التكتيكية واختيار اللاعبين.
بيتكوفيتش مطالب بالتأقلم مع المحيط
أما التحدي الثالث الذي ينتظر فلاديمير بيتكوفيتش مع منتخب الجزائر فهو متعلق بشخصه، كونه سيكون مطالباً بالتأقلم مع محيط جديد في مسيرته التدريبية التي اقتصرت على أندية أوروبية وكذلك منتخب سويسرا، في حين أن أفريقيا تملك خصوصيات عجز عن تجاوزها مدربون معروفون على الساحة العالمية، مع الأخذ بعين الاعتبار المحيط المعقد الذي تعيشه الكرة الجزائرية منذ سنوات، وهو من أسباب اعتذار البرتغالي، كارلوس كيروش عن تولي هذه المهمة، رغم أنه كان يملك اتفاقاً مبدئياً مع رئيس اتحاد الكرة وليد صادي.
العودة لكأس العالم
بالعودة للجانب الرياضي، فالمدرب فلاديمير بيتكوفيتش سيعمل على تحقيق تحد هام وهدف رئيسي فيه عقده مع المنتخب الجزائري، وهو تأهيل منتخب الخضر إلى نهائيات كأس العالم 2026 وبعد الغياب عن نسختي 2018 و2022، ولو أنه على الورق تبقى المهمة في المتناول كون رفقاء رامي بن سبعيني يتصدرون مجموعتهم بـ6 نقاط بعد الفوز في أول جولتين على حساب الصومال وموزامبيق، لكن الحذر سيكون مطلوباً إثر الخيبة الأخيرة في كأس أمم أفريقيا.