استمع إلى الملخص
- التعليم كان له دور محوري في مسيرة رودري، حيث أصرّت عائلته على إكمال دراسته، مما ساعده في بناء شخصية ناضجة ومتوازنة، بجانب تأثره الكبير بلاعب برشلونة السابق سيرجيو بوسكيتس.
- انتقاله إلى الدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي تطلب منه التكيف مع متطلبات اللعب البدني، مما أثرى تجربته الاحترافية وزاد من قوته البدنية.
ارتفعت أسهم لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، الإسباني رودري (28 عاماً)، المتوج بالكرة الذهبية، بشكل كبير في المواسم الأخيرة، خاصة منذ أن سجل هدف تتويج فريقه بدوري أبطال أوروبا، في نهائي 2023 في شباك إنتر ميلانو الإيطالي، قبل أن يُزين مسيرته بتألق تاريخي مع منتخب بلاده، ليتوج بدوري الأمم الأوروبية في 2023، ثم بطولة أمم أوروبا في 2024، وفاز بجوائز فردية عديدة مع فريقه ومنتخب بلاده.
وتختزل ثلاث نقاط مسيرة لاعب مانشستر سيتي، ساعدت في تكوين شخصيته، أولها أهمية التعليم في مسيرته، إذ كشف رودري في حوار سابق، مع موقع فريقه، أن عائلته كانت حريصة على أن يحصل على الشهادات العلمية ويكمل دراسته، لإيمانها الراسخ بأن كرة القدم هي هواية ولا تضمن له مستقبلاً، وبالفعل فقد كسب الرهان وحصل على العديد من الشهادات العلمية، إذ قال: "بالنسبة لي، كانت الدراسة دائماً أولوية لأن مستقبلي لم يكن مضموناً في كرة القدم. لقد حاول والداي غرس النضج في داخلي، وتعليمي أهمية التعليم وأن كرة القدم مجرد هواية. بدأت دراستي عندما كان عمري 18 عاماً، وكنت مع فريق شباب فياريال. ولم أشارك لأول مرة مع الفريق الأول بعد، ولم أكن أعرف ما إذا كان ذلك سيحدث، لذا أردت الحصول على هذه الشهادة. ما زلت أدرس، وهذا يمثل تحدياً بالنسبة لي".
أما المعطى الثاني الذي أثر في مسيرته، فهو علاقته الكبيرة بلاعب نادي برشلونة السابق، سيرجيو بوسكيتس، إذ يرى رودري بأنه استفاد كثيراً من اللعب إلى جوار بوسكيتس في منتخب إسبانيا، وأن هذا اللاعب كان ملهماً له، وقال عنه: "من خلال العمل معه في المنتخب الإسباني (بين عامي 2018 و2022)، تمكنت من التعلم منه. لقد أعطاني كثيراً من المعلومات والأدوات اللازمة للتطور، كان يقدم لي بعض النصائح أحياناً، ولكن قبل كل شيء كنت قادراً على مراقبته عن كثب، إنه حقاً الأقوى في التاريخ، من خلال أسلوبه بالطبع، ولكن أيضاً، وقبل كل شيء، من خلال هذا الانتظام المذهل لسنوات عديدة. بالنسبة لي، هذا هو المقياس الحقيقي للتميز". كما كشف رودري أنه طلب منه معلومات عن أسلوب عمل بيب غوارديولا، وذلك عندما تعاقد مع النادي الإنكليزي، حتى يكون قادراً على التعامل مع حرفية هذا المدرب الذي يطالب لاعبيه بمجهود مضاعف.
أما الجانب الثالث الذي أثر في مسيرته، فهو تجربته في الدوري الإنكليزي، الذي يختلف عن الدوري الإسباني، إذ أكد رودري، في حوار مع صحيفة آس الإسبانية، أنه اضطر إلى العمل أكثر بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي، وقال عن ذلك: "لقد كسبت عشرة كيلوغرامات منذ وصولي إلى إنكلترا. من الضروري أن يتكيف جسمك مع خصوصيات اللعب، يعتبر خبراء التغذية لدينا أنه مع بطولة أكثر بدنيةً نحتاج إلى مزيد من القوة". ولم تشهد مسيرة رودري محطات كثيرة، بما أنه نشأ في أكاديمية أتلتيكو مدريد، ثم انضم إلى فياريال (2015ـ2018)، قبل أن يعود إلى أتلتيكو مدريد، ويحقق حلمه باللعب للفريق الأول لمدة موسم واحد، وبعدها رحل إلى مانشستر سيتي الإنكليزي في عام 2019، بصفقة بلغت قيمتها 70 مليون يورو.