تتجه أنظار الملايين من جماهير الكرة العربية من المحيط إلى الخليج، وبالأخص في مصر وتونس، صوب العاصمة القطرية الدوحة، عندما تستضيف القمة العربية بين الزمالك المصري والترجي التونسي على لقب بطل كأس السوبر الأفريقي لموسم 2020، بحثا عن بطل جديد للبطولة التي يحمل لقبها في الوقت الحالي الرجاء المغربي.
وتجري المباراة في العاصمة القطرية الدوحة، للعام الثاني على التوالي، وفقا للبروتوكول المبرم بين قطر والاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف"، إذ احتضنت الدوحة، العام الماضي، لقاء الترجي والرجاء الذي حسمه حينها بطل المغرب بوصفه بطلا للكونفيدرالية "السوبر".
ويسعى الترجي إلى إحراز ثالث لقب قاري له تحت قيادة معين الشعباني، المدير الفني، الذي حقق دوري الأبطال مرتين متتاليتين وخسر سوبر 2019 أمام الرجاء المغربي، ونال الترجي لقب بطل السوبر مرة واحدة في تاريخه 1995 وخسر اللقب 3 مرات.
في المقابل، يسعى الزمالك إلى إحراز ثاني لقب قاري له على التوالي، بعد فوزه بالكونفيدرالية الأفريقية العام الماضي، والأول له مع باتريس كارتيرون المدير الفني، وفاز الزمالك بالسوبر الأفريقي 3 مرات آخرها عام 2003، فيما خسر اللقب مرة واحدة فقط.
والمثير في الأمر أن لقاء الدوحة سيكون بداية ملحمة ثلاثية لمواجهات مرتقبة بين بطلي مصر وتونس في سباق البطولات القارية، حيث سيلعبان 3 مباريات في غضون 3 أسابيع، لا بديل فيها عن الفوز، سواء للتتويج في بطولة أو للتأهل للمربع الذهبي في أخرى.
وتبدو الكفة متساوية في أرض الملعب بين الفريقين اللذين نجحا مؤخرا في الحصول على تأشيرة التأهل إلى دور الثمانية لمنافسات دوري أبطال أفريقيا، وأوقعت القرعة الفريقين وجها لوجه في صدام يتكرر يومي 28 فبراير/شباط و6 مارس/آذار في القاهرة ورادس على الترتيب، في جولتي ذهاب وإياب بالغتي الصعوبة في نهائي مبكر للبطولة.
ويدخل الترجي التونسي اللقاء بوصفه الأكثر حظوظا، لفوزه في آخر نسختين لدوري الأبطال، تحت ولاية معين الشعباني، وهو صاحب خبرات كبيرة في مواجهات فرق شمال أفريقيا، ويتسلح بمجموعة من اللاعبين تضم مزيجا بين الخبرة والشباب "القدامى والجدد"، ويتصدر حسابات الترجي في اللقاء الكبير أمام الزمالك مجموعة من العناصر المميزة، مثل معز بن شريفية حارسا للمرمى، ومحمد علي اليعقوبي وسامح الدربالي وإلياس شيتي وخليل شمام في الدفاع، وفوسيني كوليبالي وعبد الرؤوف بن غيث وكوامي وحمدو الهوني في الوسط، وطه ياسين الخنيسي وإبراهيم واتارا في الهجوم.
ويلعب معين الشعباني بطريقتي 4/3/3 و4/2/3/1، ويعتمد كثيرا على السيطرة في منطقة الوسط مع استخدام الكرات العرضية عبر تقدم ظهيري الجنب في هز شباك منافسيه، والرهان على إجادة مهاجميه للتسجيل من ألعاب الهواء، وتضم تلك التشكيلة العديد من الوجوه الجديدة التي لم تحقق إنجاز الفوز بدوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليتين في الموسم الماضي.
في المقابل، يدخل الزمالك اللقاء بتشكيلة مفضلة كثيرا للفرنسي باتريس كارتيرون الذي استعاد ثقة الجماهير مؤخرا بعد الفوز في آخر مباراتين للزمالك في بطولة الدوري المصري، يتصدرها محمد أبو جبل في حراسة المرمى، ومحمود علاء ومحمود حمدي الونش وحازم إمام ومحمد عبد الشافي في الدفاع، وطارق حامد وفرجاني ساسي محوري ارتكاز، وأشرف بن شرقي وأحمد سيد زيزو ويوسف أوباما في الوسط، ومصطفى محمد في الهجوم، مع إمكانية مشاركة محمد أوناجم أو شيكابالا في التشكيلة، سواء كانا أساسيين أو بديلين في أي وقت.
وبدأت مباريات الترجي والزمالك في الظهور على صعيد القارة السمراء قبل 26 عاما، وتحديدا في عام 1994، عندما التقيا وجها لوجه في نهائي دوري أبطال أفريقيا، ووقتها كان الزمالك بوابة الترجي لأول تتويج قاري له، ونال الكأس بعد تعادلهما سلبيا في الذهاب بالقاهرة، ثم فوز الترجي بثلاثة أهداف مقابل هدف في الإياب.
وفي عام 2002، التقيا في مرحلة المجموعات للبطولة القارية، وفاز الزمالك في مباراة بهدف مقابل لا شيء، وتعادل في الثانية بهدف لكل فريق. ثم تقابلا في عام 2005 أيضا في مرحلة المجموعات بالدوري الأفريقي وتعادلا ذهابا بهدف لكل فريق، وكان معين الشعباني، المدير الفني الحالي للترجي، صاحب هدف فريقه التونسي، وفي اللقاء الثاني فاز الزمالك بهدفين مقابل هدف سجلهما حازم إمام وجونيور للأبيض.
من جانبه، أكد معين الشعباني، المدير الفني للترجي، في تصريحات للصحافيين، خوضه اللقاء من أجل كتابة التاريخ وقيادة الفريق لثالث لقب قاري له في أقل من عامين وإسعاد الجماهير التونسية. وقال الشعباني: "نحترم الزمالك بكل تأكيد، ونعلم كل شيء عنه وقدرات مدربه، ونعلم كيف يلعب وما هي عناصره الخطيرة. ولن أطيل في الحديث عن الزمالك، فالترجي فريق بطولة ويسعى للحفاظ على سلسلة الانتصارات وحصد الألقاب التي بدأها في آخر عامين، وسنؤدي بكل قوة من أجل التتويج بالكأس، خاصة أن الفريق لم يوفق في حصد لقب 2019 أمام الرجاء المغربي، ووقتها كانت الترشيحات تنصب صوب تتويج النادي التونسي".
من جهته، وصف باتريس كارتيرون، المدير الفني للزمالك، اللقاء بالنهائي المبكر لسلسلة من النهائيات التي تنتظر فريقه مع الترجي. وقال كارتيرون: "هناك فارق كبير بين لقاء الفريقين في السوبر وما ينتظرنا في ذهاب وإياب دوري الأبطال. اليوم في الدوحة، التي أشعر خلالها بالتفاؤل، علينا خوض 90 دقيقة بتركيز شديد، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة في اللقاء، وأتوقع أن تكون الأخطاء قليلة جدا من جانب أي فريق، ومن يستغل هذه الأخطاء سينال اللقب القاري، فيما مباريات دوري الأبطال تتطلب حسابات رقمية ما بين ذهاب وإياب، وأهمية التسجيل خارج ملعبك والفوز داخل ملعبك، ولم يأت وقتها".