عاد التوتر الكبير ليفرض نفسه بقوة داخل النادي الأهلي المصري في أعقاب الأزمة، التي أشعلها المغربي وليد أزارو، مهاجم الفريق، وإعلانه التمرد بشكل رسمي عقب التعاقد مع السنغالي أليو بادغي،مهاجم رابيد فيينا النمساوي، رسمياً لأربعة مواسم ونصف الموسم، ليتأكد رحيله عن تشكيلة بطل الدوري في فترة الانتقالات الشتوية.
وبدأت الأزمة عقب دخول أزارو في مشادة مع سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة، وريني فايلر، المدير الفني، داخل غرفة خلع الملابس بسبب عدم منحه الفرصة في لقاء الأهلي الأخير أمام طنطا في الدوري، ووصل به الانفعال إلى كسره لأحد أصابع اليد بسبب "الضرب القوي" على الحائط، وطلب بشكل صريح فسخ عقده مع النادي، رافضاً فكرة الإعارة لفريق آخر في "الميركاتو" الشتوي.
ولم تتوقف الأزمة عند حد كسر الإصبع والاعتراض، بل امتدت لتشمل الغياب عن التدريب الصباحي والتلويح بورقة الانقطاع عن التمارين، في ظل عدم حصوله على الفرصة، والبحث عن ناد آخر يلعب له، مترقباً في الوقت نفسه إجباره النادي على رفع اسمه من القائمة لقيد السنغالي بادغي، وهو الأمر الذي وضع مسؤولي الأهلي في ورطة أكبر لتضغط بشدة على المهاجم لقبول الإعارة لأحد الأندية السعودية حتى نهاية الموسم، يعود بعدها في حال رحيل ريني فايلر مستقبلاً، في ظل التخوف من تفاوضه مع الزمالك من أجل الانتقال إلى صفوفه في "الميركاتو" الشتوي.
وكانت الساعات الأخيرة قد شهدت إجراء أحمد مرتضى، عضو مجلس إدارة الزمالك بالتنسيق مع لاعبه المغربي أشرف بن شرقي، مفاوضات مع أزارو، وعرض عليه التوقيع للفريق مقابل حصوله على مليون دولار سنوياً، وهو يفوق راتبه الحالي في الأهلي "800 ألف دولار" نظير اللعب له لموسمين ونصف الموسم، لكنه اشترط ضرورة فسخه لعقده مع الأهلي بالتراضي في الفترة المقبلة من أجل تجنب سداد قيمة مالية.
وزادت الأزمة بعدما طلب ريني فايلر رفع اسم أزارو من القائمة لقيد بادغي بدلاً منه في الأيام المقبلة، تمهيداً للدفع بالأخير مع الفريق في مباراتي النجم الساحلي التونسي والهلال السوداني، لحل أزمة الهجوم في سباق المنافسة على لقب بطل دوري أبطال أفريقيا، لوجود 4 لاعبين أجانب آخرين مقيدين في القائمة، ورحبت الإدارة، لكنها طلبت مهلة لضمان إعارة اللاعب لنادٍ عربي، ومنع انتقاله إلى صفوف الزمالك الذي يبحث عن رأس حربة سوبر في "الميركاتو" الشتوي والانتقام من الأهلي، بعد ضم الأخير لاعبه السابق محمود عبد المنعم كهربا.
وجاء انفجار أزمة أزارو بسبب شعوره بالظلم من معاملة المدير الفني للفريق الذي استبعده من حساباته، فيما منح الفرصة لأكثر من مهاجم، كان آخرهم مروان محسن الذي سجل 4 أهداف في آخر 3 مباريات له مع الفريق، وكان أزارو يراهن على تألقه في المباريات الأخيرة، حال المشاركة فيها، في تقديم نفسه للجهاز الفني وتجنب فكرة الرحيل لناد خليجي.
في المقابل، أتم الأهلي صفقة التعاقد مع السنغالي بادغي لمدة 4 مواسم ونصف الموسم نظير 2 مليون يورو "40 مليون جنيه" حاز عليها نادي رابيد فيينا النمساوي، بخلاف ما يتقاضاه اللاعب ويصل إلى 80 مليون جنيه في فترة التعاقد.
ويراهن مسؤولو الأهلي على السنغالي بادغي، الذي تألق من قبل في كأس العالم للشباب، برفقة "أسود التيرانغا"، في حل الأزمة التهديفية والمهاجم السوبر الذي طلب ريني فايلر، المدير الفني، التعاقد معه منذ فترة من أجل المساهمة في الفوز ببطولة دوري أبطال أفريقيا، التي يواجه خلالها الأهلي أزمة هجومية كبيرة.