حقق منتخب فلسطين فوزاً تاريخياً في مستهل مشواره في التصفيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023 في الصين، وذلك بعدما تغلب على منتخب أوزبكستان بثنائية نظيفة من توقيع عدي الدباغ وإسلام البطران. وخاض منتخب فلسطين المباراة بملعب فيصل الحسيني بمدينة رام الله، في إطار المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً سنغافورة واليمن (تعادلا 2-2)، وكذلك السعودية التي حصلت على راحة في هذه الجولة.
ووسط الاحتفالات التي عمت كافة أرجاء فلسطين، خطف المدير الفني لمنتخب "الفدائي"، الجزائري نور الدين ولد علي، الأضواء بعد المباراة، وذلك بعدما انخرط في نوبة بكاء خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء، وهو ما أثار تساؤلات الحضور حول سبب بكاء المدرب، قبل أن يتّضح أن ذلك راجع لتعرض ابنته لحادث سير في الأيام الماضية، ما اضطرها للمكوث في غرفة العناية المركزة.
إلا أن المدرب الجزائري نجح في قيادة المنتخب الفلسطيني لتقديم واحدة من أفضل المباريات ووضع كل تركيزه مع اللقاء، قبل أن ينهار خلال المؤتمر الصحافي ويدخل في حالة بكاء، جعلته محل تضامن شديد من طرف الجماهير الفلسطينية وكذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تناقلوا صورا وفيديو للمدرب وهو يبكي خلال المؤتمر.
وحظي المدرب نور الدين ولد علي بموجة تعاطف شديدة بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ تفاعل روادها بطريقة رائعة مع اللحظة التي أجهش فيها بالبكاء، وعلق أحد مشجعي "الفدائي" قائلاً: "ربنا يشفيها ويعطيها الصحة، أنت شخص رائع يا كابتن، كل الشكر والتقدير نور الدين ويحميك"، وقال آخر: "ربنا يشفيها ويعطيها الصحة والعافية وكل الشكر والتقدير على جهودك الجبارة مع المنتخب".
وغرّد مشجع آخر: "سلامة قلبها، ما تشوف شر، بصراحة موقف بطولي يشكر عليه من وقف لإسعادنا في ظل ظروفه العائلية"، بينما كتب آخر: "والله هذا المدرب نيته صافية جدا ومخلص لفلسطين، والله أكرمنا فيه، الله يشفيها يا رب والدعاء لها غدا في صلاتنا ولجميع المرضى يا رب".
وخلال السنوات الأخيرة حقق المنتخب الفلسطيني تطوراً كبيراً بعدما تأهل إلى الدور الثاني من تصفيات كأس العالم 2014 و2018، وفاز بلقب كأس التحدي الآسيوي 2014، وشارك مرتين على التوالي في كأس آسيا عامي 2015 و2019. كما خاض المنتخب الفلسطيني بقيادة مدربه الجزائري نور الدين ولد علي بطولة غرب آسيا الشهر الماضي، وحقق خلالها نتائج جيدة باحتلاله المرتبة الثانية بعد مستضيف البطولة منتخب العراق، حيث حقق الفلسطينيون فوزين أمام سورية واليمن، وتعادلوا مع لبنان، فيما خسروا أمام المنتخب العراقي.
وفي الجولة الثانية من التصفيات، التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل، سيلعب المنتخب الفلسطيني أمام سنغافورة. وقال ولد علي بشأن هذه المباراة في مقابلة مع موقع اتحاد الكرة الدولي "فيفا": "المشكل الكبير الذي يعيقنا هو ضيق الوقت وفارق الخمسة أيام بين مواجهتي أوزبكستان وسنغافورة، حيث يتوجب علينا إراحة اللاعبين قبل التوجه إلى سنغافورة من أجل العودة بنتيجة إيجابية من هناك".
ويضع ولد علي نصب عينيه التأهل عن هذه المجموعة كهدف أولي، حيث قال: "المهم هو اللعب من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من النقاط، والبداية تكون بتحصيل 12 نقطة من المواجهات التي نلعبها على أرضنا وعدم تضييع أي منها حتى نحقق الهدف المنشود ونعمل على إسعاد أنصارنا".
Facebook Post |