ترقب وقلق من المستقبل...ميلان بين البيع والتأجيل

06 مارس 2017
ميلان عانى كثيراً في السنوات الأخيرة (Getty)
+ الخط -
تزداد الأمور تعقيداً في ميلان يوماً بعد آخر، فيما يخص عملية البيع تحديداً، التي شابها الكثير من الترنح والتخبط في الفترة الأخيرة، من السيد "بي تايتشوبول" وصولاً إلى المستثمرين الصينيين الحاليين.

في كل مرة يظن الجميع أن قصة رئيس الوزراء الأسبق ورئيس النادي الحالي سيلفيو بيرلسكوني انتهت مع النادي اللومباردي، تعود القصة أدراجاً إلى الوراء وتتبدل الأمور من جديد، فمؤخراً كان من المتوقع أن يدفع المستثمرون الجدد الأموال لإكمال شراء النادي ونقل الأسهم بأكملها إلى الصينيين.

تفاصيل القصة الأخيرة
حين جرت مباراة ميلان الأخيرة في "سان سيرو" معقل الروسونيري، تحدثت الصحافة الإيطالية عن أنها المرة الأخيرة التي سيكون فيها سيلفيو رئيساً للميلان، لكن بعدها بأيامٍ تبدلت الأمور، خرج نائب الرئيس وصديق بيرلسكوني، أدريانو غالياني، ليعلن رسمياً عن تأجيل صفقة البيع للمستثمرين الصينيين، والتي كانت مقررة يوم الجمعة.

غالياني أكد أن المفاوضات مع مجموعة سينو-يوروب سبورتس الصينية لم تتوقف حتى الآن وأن صفقة البيع لن تتم في الفترة الحالية كما كان متفقاً، وذلك بعد اجتماع الجمعية العامة للمساهمين التي تم استدعاؤها لتكون شاهداً على الصفقة بين مجموعة "فينينفست" القابضة التابعة لبيرلوسكوني ومجموعة "سينو-يوروب سبورتس".

وبحسب غالياني فإن مجموعة "فينينفست" تبحث إمكانية إيجاد اتفاق يقضي بتنازل سريع عن مساهمتها في النادي، إذ أجمعت الصحف الإيطالية على أن المستثمرين الصينيين طلبوا تأجيل التوقيع مع إمكانية تسديد دفعة جديدة بقيمة 100 مليون يورو بسبب انسحاب أحد المستثمرين الصينيين لأنه لم يستطع الحصول على تصريح بإخراج 80 إلى 100 مليون يورو من الصين.

ودفع الصينيون حتى الآن مبلغ 200 مليون يورو من خلال دفعات سابقة، وهم يواجهون صعوبات مالية بعد انسحاب المستثمر الأخير، وكان سيلفيو بيرلوسكوني قد وافق في شهر أغسطس/ آب 2016 على بيع النادي الذي يرأسه منذ ثلاثة عقود مقابل 740 مليون يورو، إلا أن موعد إنجاز الصفقة التي تتم على مراحل، تأجّل أكثر من مرة ما وضع الكثير من علامات الاستفهام.

الجماهير قلقة
عاشت جماهير ميلان في السنوات الأخيرة حالة من الترقب الشديد وكذلك الحزن على واقع الفريق المرير، فآخر ألقابه التي تحققت في دوري أبطال أوروبا كانت عام 2007، وهو الذي يعتبر أنجح فريق إيطالي على الصعيد القاري بعد ريال مدريد الذي حصد لقب التشامبيونزليغ 11 مرة.

ميلان عانى في المواسم الماضية من شحٍ ماليّ كبير في الخزينة ومن تخبط في الصفقات وحتى في المدربين، فلم يتعاقد النادي منذ عام 2011 مع أسماء رنانة أي منذ رحيل زلاتان إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا إلى باريس سان جيرمان، يوم حقق النادي اللومباردي لقب الدوري الإيطالي آنذاك.

وتتحدث الجماهير في الوقت الحالي عن أن صفقة البيع بات مشكوكاً بأمرها وهي غير قادرة بالأصل على إعادة النادي إلى مكانه الطبيعي بين كبار الكالتشو والقارة العجوز وذلك لعدة أسباب منطقية بالفعل.

وطرح عشاق الروسونيري سؤالاً مهماً بقي من دون إجابات واضحة، فكيف لمجموعة مستثمرين يعانون من أجل تأمين مبلغ معين لدفعه لبيرلسكوني أن ينفقوا ما يقارب الـ 150 مليون يورو أو 200 في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة؟ وبذلك فإن الجميع في الروسونيري سيعيشون موسماً جديداً من التعاقدات الشحيحة مع أسماء غير قادرة على صناعة الفارق أو تغيير مسار المباريات وإعادة ميلان إلى الطريق الصحيح كما كان من قبل.

المحافظة على اللاعبين
يحتاج ميلان في الفترة الحالية إلى إبرام صفقات كبيرة أي أن يتعاقد مع أسماء قادرة على تطوير الفريق أمثال الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ لاعب بروسيا دورتموند أو حتى الفرنسي كريم بنزيمة ولاعبين آخرين جرى الحديث عنهم مؤخراً.

لكن هناك مشكلة كبيرة تخيف الجماهير بشكل أكبر، ألا وهي المحافظة على اللاعبين الحاليين، فالجميع يعلم أن الفريق يحقق نتائج جيدة نسبياً هذا الموسم مع المدرب الإيطالي فيتشينزو مونتيلا وهو يسعى للتأهل إلى مسابقة الدوري الأوروبي الموسم المقبل، والتي ستكون محطة مهمة لجذب اللاعبين المميزين.

من جانب آخر، سيتوجب على إدارة الميلان المحافظة على اللاعبين الحاليين، وعلى رأسهم الحارس الشاب جيانلويجي دوناروما الذي بلغ عامه الثامن عشر منذ فترة، لكن المشكلة تكمن في أن وكيل أعماله فيتشنزو رايولا يرغب بمعرفة خطط الصينيين الذين لم يصلوا فعلاً للرئاسة قبل أن يحدد مصير اللاعب الذي سميّ بخليفة بوفون.

كما سيحاول الروسونيري حماية بعض الأسماء الأخرى التي ظهرت هذا الموسم بمستوى مذهل على غرار الإسباني سوسو، والذي لم يكن بهذا الأداء حين كان في فريق ليفربول الإنكليزي قبل أن يجد نفسه في الفريق حالياً.

اسم آخر تخشى جماهير ميلان أن تفقده وهو المدافع المميز أليساندرو رومانيولي، والذي بات يشكل في الفترة الحالية أحد أهم دعائم الفريق لما يمتلكه من قوة بدنية وسرعة وذكاء في قطع الهجمة، وهو الذي أراد المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي أن يتعاقد معه في بداية الموسم الحالي. وبعد ذلك تطفو للعلن مشكلة كبيرة وهي كثرة الإعارات، إذ سيعود اللاعب الفرنسي دولوفيو إلى فريق إيفرتون وكذلك بازاليتش إلى تشلسي الإنكليزي.


دلالات
المساهمون