فرنسا وديشامب..مشكلة أن تكون مرشحاً فوق العادة للقب

01 يونيو 2016
منتخب فرنسا مرشح لنيل اللقب (Getty)
+ الخط -


"ديناميكية الفريق وعقلية اللاعبين أمران ضروريان، صحيح أنهما لا يضمنان الفوز بالمباراة، إلا أنه لا يمكن تحقيق الانتصار دونهما"، يتحدث ديديه ديشامب، المدير الفني للديوك الفرنسية، عن خطط بلاده في يورو 2016، مشيرا إلى أن كل شيء ممكن وقابل للحدوث، لذلك يحتاج المنتخب إلى عمل مضاعف، حتى يحقق الحلم الثمين ويعود إلى منصات التتويج بعد غياب طويل.

جيل شامل
يملك المنتخب الفرنسي كتيبة رائعة من النجوم، لوريس ومانداندا في حراسة المرمى، مع بوغبا وكاباي ولاسانا ديارا وكانتي وماتويدي وسيسوكو، بالإضافة إلى صف المهاجمين أمثال كومان وغريزمان وجينياك وباييت وجيرو ومارسيال. فقط خط الدفاع يعاني بعض الشيء بسبب إصابة زوما وفاران ولابورتي وجيرمي ماتيو، ليحاول ديشامب تعويض هذه المشاكل بالاعتماد على مواهب الثلث الهجومي الأخير.

ويعاني المدرب الشاب من انتقادات حادة، بعد استبعاده كلا من كريم بنزيما وحاتم عرفة، لدرجة وصفه بالعنصرية ومحاربة اللاعبين أصحاب الأصول العربية، لدرجة أن النجم الكبير كانتونيا صرح علانية بأن قرار استبعاد الفرنسي كريم بنزيمة، ومواطنه الآخر، حاتم بن عرفة، من صفوف منتخب الديكة، ربما يعود لأسباب عنصرية، لذلك لم يتم استدعاؤهما من قبل المدرب ديديه ديشامب.

ووضع ديديه نفسه في مأزق حقيقي، فالخروج بأي نتيجة أخرى غير الفوز باللقب يعني وضعه تحت المجهر، وبكل تأكيد تعرضه لهجوم كاسح من الجماهير، لأنه استبعد أكثر من نجم وفق رؤيته الخاصة، ولم يترك أي فرصة للمدافعين عنه، خصوصا مع تواجد عدد كبير من المواهب في القائمة الأساسية للمنتخب.

رؤية فنية
ديشامب عندما كان لاعباً، كانت لديه سمعة طيبة كلاعب قائد اعتاد على صنع الفوز، وبدوره نقل هذه الجينات إلى لاعبيه مع تحوله إلى التدريب، خصوصا أنه مؤمن بوجوب إيصال رسائله للاعبيه وأن ينقل لهم الخبرة التي اكتسبها من تجربته الخاصة. يقول المدير الفني عن ذلك في حوار قديم مع فيفا، "أنا محظوظ لأنني أعتمد على لاعبين يتمتعون بحس تنافسي حقيقي، اعتادوا على ذلك مع أندية مطالبة بل ومجبرة على تحقيق النتائج الطيبة".

وفاز ديشامب بعدة ألقاب مهمة مع أندية موناكو ومارسيليا، ووصل بفريق الإمارة الفرنسية إلى نهائي دوري الأبطال في 2004، مع تجربة قصيرة في المنتصف مع يوفنتوس تورينو، ليتحول بعد نجاحه في الجنوب الفرنسي إلى المنتخب مباشرة، ويساهم في صناعة فريق تنافسي بامتياز، قائم على استغلال أبرز الأسماء مع أداء هجومي وتطوير مستمر في ما يخص أعمار اللاعبين.

فرنسا اليوم أمام سياق معيّن، البطولة تقام على أرضها ووسط جماهيرها، حيث تلعب الخبرة دورا غاية في الأهمية بالأدوار النهائية، وعلى كل لاعب أن يتمتع بالقدرة على التحكم في مشاعره ليتمكن من ترجمة الآمال العريضة إلى واقع ناجح، وبالتالي لن يتوقف دور ديديه على الجانب الفني فقط بل أيضا سيهتم أكثر بالناحية النفسية لجميع أعضاء القائمة المشاركة في البطولة.

ثلاثية الوسط
يلعب المنتخب الفرنسي بأسلوب جمالي، قائم على الحيازة والسيطرة، مع الميل إلى اللعب العمودي السريع من الخلف إلى الأمام، بأقل عدد ممكن من التمريرات، ويمتاز بمزيج خاص من المهارات الممتازة والقوة البدنية المطلوبة. ويلجأ ديشامب دائما إلى تركيبة ثلاثي الارتكاز في منطقة الوسط، مع أكثر من شكل مغاير بين لاعبي الهجوم.

يرتكز الديكة على لاعب ارتكاز أقرب إلى "الهولدينغ"، أي مدافع الوسط الذي يقوم بالتغطية خلف لاعبي الوسط وأمام خط الدفاع، مع ثنائي ديناميكي ومتحرك بين العمق والأطراف، ثنائي "الريشة" كأنصاف جناح وأنصاف لاعبي ارتكاز، من أجل ضمان الانتشار الشامل في الخطوط وبينها، ولإغلاق كافة المساحات بشكل طولي أمام لاعبي المنافس.

لاسانا ديارا محط اهتمام الجميع بعد موسم استثنائي مع مارسيليا، ووجوده سيعطي الحرية الكاملة للثنائي بوغبا وماتويدي للقيام بالأدوار الهجومية على أكمل وجه، عن طريق تحول لاعبي الوسط إلى الأطراف، بالتبادل مع لاعبي الرواق في العمق، لذلك سيحصل ديمتري باييت وغريزمان على الفراغ المطلوب، بسبب تواجد وسط يجيد اللعب في كافة المراكز بالمستطيل.

في فرنسا، الجميع يتذكر ديديه ديشامب عندما كان كابتن الديوك ضمن نهائيات كأس العالم فرنسا 1998، وكيف قام بين شوطي نهائي العرس العالمي بزرع الحماسة بين زملائه، والرفع من همتهم رغم أنهم كانوا متقدمين في النتيجة بثنائية نظيفة، وهذا ما يحتاجه المنتخب الوطني في الفترة المقبلة، فهل يفعلها المدرب؟ أم يحمل الفشل على عاتقه في لحظة لن يتحملها أحد من مناصريه؟

المساهمون