ديربي ميلانو بين الحاضر والماضي

19 ابريل 2015
+ الخط -


يطلق على المباراة التي تجمع قطبي كرة القدم في مدينة ميلانو، إي سي ميلان وإنتر ميلان، في إيطاليا اسم 'Derby Della Madonnina' وهو اسم التمثال الذي يوجد في الجزء العلوي من كنيسة الدومو.

كانت الاعتقادات الشائعة في المدينة بأن الإنتر هو شعب الطبقة الوسطى، وخلافا لمنافسه ميلان الذي يدعم من قبل الطبقات الشعبية، كان في ذلك الوقت جماهير الإنتر تذهب إلى ملعب السان سيرو عن طريق الدراجات الهوائية على عكس جماهير ميلان التي كانت تستخدم وسائل النقل العامة فقط، وهذه الفجوة بين الطرفين انتهت في القرن العشرين من عقد الستينيات وبالتزامن مع إعادة تشكيل الواقع الاجتماعي والاقتصادي في إيطاليا.

ديربي ميلانو المباراة التي سجلت كأحد أشهر وأهم مباريات الموسم على مستوى الفرق من نفس المدينة، وفي الواقع أندية ميلانو هي من الأندية النادرة في أوروبا التي حققت جميع البطولات المحلية والأوروبية والقارية وهذا الشيء لم يحدث مع مباريات أخرى من هذا القبيل على سبيل المثال ديربي مدريد بين ريال مدريد وأتليتكو مدريد.

قبل الانقسام بين الطرفين كان هنالك ديربي رئيسي بين الروسونيري وميلانو، وهي مجموعة تأسست في عام 1902 حققت مركز الوصيف مرتين في الدوري، وفي عام 1928 أراد النظام الفاشي أن يدمج اسم النادي إلى (أمبروسيانا إنتر) وذلك حدث بين ديسمبر/كانون الأول 1931 حتى أكتوبر/تشرين الأول 1945 وبعد سقوط النظام الفاشي فورا تمت تسمية النادي (إنترناسيونالي) والتي تعني النادي الدولي لكرة القدم.

أول ديربي حقيقي بين الطرفين كان في تاريخ 18 أكتوبر/تشرين الأول 1908 كانت مباراة ودية لعبت في بلدية كياسو التي تقع في مقاطعة ميندريسيو في جنوب سويسرا انتهت المباراة بفوز الروسونيري بهدفين مقابل هدف، مباراة أخرى انتهت لمصلحة ميلان ولكن بنتيجة 2-3 وكانت أول مباراة رسمية بين الطرفين، حيث تلك المباراة لعبت في ميلانو دي بورتا مونفورتي.

ومنذ ذلك الحين وضع الفريقان نفسيها باعتبارهما من أقوى المشاهد الوطنية في كرة القدم المحلية، حيث حقق الفريقان العديد من الأمجاد وتحديدا في القرن العشرين من عقد الستينات مع أساطير الناديين جياني ريفيرا مع ميلان وأول لاعب إيطالي يحقق الكرة الذهبية في عام 1969، وأيضا ساندرو ماتزولا إبن الراحل فالانتينو، كل من الطرفين فاز في ذلك الوقت ببطولة الكأس الأوروبية (دوري أبطال أوروبا حاليا) في موسم 1963/1962 ميلان تحت قيادة المعلم نيريو روكو فاز على بنفيكا في ملعب ويمبلي بهدفين مقابل هدف، بينما الإنتر فاز مرتين بشكل متتال مع الأرجنتيني هيريرا أولا على ريال مدريد 1-3 ثانيا على بنفيكا بهدف نظيف في موسمي 1963 /1964 و 1964 /1965 حتما إنها ثلاث سنوات متتالية تحت سيطرة أندية ميلانو، وبعد أربعة سنوات تماما جاء نيريو روكو مع ميلان مجددا وحقق البطولة الثانية لمصلحة ميلان بفوزه على أياكس أمستردام بنتيجة 1-4 .

بعد سبعين عاما على الصعود والهبوط، فترة الثمانينيات تعد أسوأ فترة في تاريخ ميلان حيث سقط مرتين للدرجة الثانية الأولى كانت بسبب قضية التوتونيرو وهي قضية المراهنات الشهيرة وكان ذلك في موسم 1980/1979 وثانيا كانت في موسم 1981 /1982 بسبب مشاكل الإفلاس وفي موسمي 1981/1980 و 1983/1982 لم يستطع العالم رؤية ديربي ميلانو بسبب هبوط ميلان.

ولكن بعد 4 سنوات جاء رجل يدعى سيلفيو بيرلسكوني وهو واحد من أغنى رجال إيطاليا والعالم حيث بفضل استثماراته الضخمة في النادي ساعد ميلان بين عامي 1988 إلى 1996 من التواجد دائما في القمة سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي أو حتى القاري.

بكل تأكيد تحت قيادة عباقرة كرة القدم الإيطالية أريجو ساكي الذي كان يقول "الهجوم أفضل وسيلة للدفاع". وبسببه غير الكثير من عقلية ومفاهيم أسلوب كرة القدم الإيطالية، والآخر كان فابيو كابيللو الذي أعطى نهج حديث وقوي في مفاهيم العمل الجدي والقوة التكتيكية والبدنية، كل ذلك كان تحت قيادة العديد من الإيطاليين الكبار على سبيل المثال فرانكو باريزي وباولو مالديني والثلاثي الهولندي فرانك ريكارد ورود خولييت وماركو فان باستن.

الإنتر باستثناء موسم 1990/1989 تحت قيادة المدرب الشهير جيوفاني تراباتوني لم يحقق الكثير من الإنجازات الهامة في تلك الفترة حتى عندما جاء إبن أنجيلو موراتي الذي يدعى ماسيمو موراتي في عام 1995 الذي بسبب تخبطاته الشهيرة لم يحقق الكثير إلا في العقد الواحد والعشرين.

على المستوى الأوروبي في القرن الواحد والعشرين تقابل الطرفان في موسم 2003/2002 في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا واستطاع ميلان التأهل للنهائي على الرغم من نتيجة الذهاب 0-0 والإياب 1-1، وفي موسم 2005/2004 تقابل الطرفان أيضا في أوروبا ولكن في الربع النهائي وتأهل ميلان على حساب الإنتر في الذهاب 0-2 والإياب كانت النتيجة 0-1 لمصلحة ميلان قبل أن تأتي الكورفانورد وهي جماهير الإنتر من إلقاء القنابل الدخانية إلى أرضية الملعب بسبب قرار الحكم بإلغاء هدف كامبياسو وقرر في ذلك الوقت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم احتساب نتيجة تلك المباراة 0-3 لمصلحة ميلان إذن المجموع كان 5 أهداف مقابل لا شيء.

في موسم 2006/2005 انتهى الإنتر في مركز الثالث وظهرت فضيحة كبيرة في إيطاليا تسمى "الكالتشيوبولي" تورط بها يوفنتوس وميلان أصحاب المركز الأول والثاني في ترتيب الدوري الإيطالي وطالب الإنتر في ذلك الوقت لقب الاسكوديتو والذي حصل عليه في نهاية المطاف.

بدءاً من موسم 2006 /2007 بقيادة المدرب روبيرتو مانشيني استطاع الإنتر تحقيق ثلاثة بطولات اسكوديتو قبل أن يأتي البرتغالي جوزيه مورينهو ويحقق أيضا مرتين بطولة الاسكوديتو وفي موسمه الثاني حقق دوري أبطال أوروبا بعد غياب دام تقريبا 45 عاما من أخر بطولة.

بالنسبة إلى منافسات الطرفين على مستوى الكؤوس الإيطالية لعب الفريقان مرتين الأولى كانت في عام 1977 ضمن منافسات نهائي كأس إيطاليا فاز ميلان بهدفين والثانية كانت في العاصمة الصينية بكين في تاريخ 6 أغسطس / آب 2011 بنتيجة 1-2 لمصلحة ميلان ضمن منافسات كأس السوبر الإيطالي.

وبالنسبة إلى تاريخ مواجهات الطرفين: على مستوى جميع المباريات الرسمية لعب الطرفين 213 مباراة، فاز الإنتر 76 مرة وميلان 74 مرة وانتهت نتيجة التعادل في 63 مرة، الإنتر سجل 291 هدفا بينما ميلان سجل 287 هدفا.

أكبر انتصارات ميلان في الديربي: نتيجة 3-5 في عام 1960، نتيجة 2-4 في عام 1968، نتيجة 0-5 في عام 1998 ونتيجة 0-6 في عام 2001، بينما أكبر انتصارات الإنتر على ميلان: 1-3 و1-5 في عام 1910، نتيجة 2-3 في عام 1914، نتيجة 1-4 في عام 1931، نتيجة 2-5 في عام 1965، نتيجة 0-4 في عام 1967، نتيجة 1-5 في عام 1974، نتيجة 0-4 في عام 2009، نتيجة 2-4 في عام 2012.

هداف الديربي على مر التاريخ هو الأوكراني أندريه شيفشينكو مع ميلان في 7 سنوات لعبها مع النادي منذ عام 1999 حتى عام 2006 ، أكثر لاعب شارك في مباريات الديربي هو أسطورة ميلان باولو مالديني في 56 مباراة.

منذ عام 1912 حتى هذا اليوم هنالك 40 لاعبا لعب مع الفريقين، أولهم كان لويجي كيفينيني وأخرهم ماتيا ديسترو في عام 2015، أيضا هنالك 7 مدربين قاموا بتدريب الفريقين وهم " البلغاري جوزيف فيولا، جيوسيبي بيونينيو، لويجي راديتشي، إيلاريو كاستانير، جيوفاني تراباتوني، ألبيرتو زاكيروني وأخيرا البرازيلي ليوناردو".

هنالك أيضا 7 مدربين لعبوا مع الطرفين ولكن قاموا بتدريب ناد واحد وهم " جيوسيبي مياتزا، أوزفالدو بانيولي، أوتافيو بيانكي مع الإنتر، فرانتشيسكو سولديرا، أتالو غالبياتي، جورجيو موريني وكلارنس سيدورف مع ميلان".

وأخيرا نعم ديربي ميلانو لم يعد ذلك الديربي الكبير بسبب هبوط كبير في مستوى الفريقين، ولكن تبقى قمة يوم الأحد القادم هي قمة تاريخية لا يمكن الاستهانه بها بل ستتم متابعة هذه المباراة كحال المباريات الكبيرة وبلا شك ديربي ميلانو هو أقوى وأفضل ديربي يمكن أن تشاهده على مر التاريخ.

لمتابعة الكاتب... https://twitter.com/SULTANO_91

المساهمون