لا يهاب ليونيل ميسي ولا يخشى برشلونة. هدفه الوحيد هو القتال مع رفاقه في أثلتيكو بلباو للتغلب على خصومه. تراجع مستواه مؤخراً لكنه عاد بهدفٍ عالمي جعل شباك الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن تئن من قوته. إنه المهاجم الشاب إينياكي ويليامز الذي قهر "البلاوغرانا"، مساء الأحد، وجعل جماهيره تتحسر ندماً على لقب كأس السوبر الإسباني الذي كان بين أقدام لاعبيها.
ومنذ انطلاق صافرة بداية كأس السوبر الإسباني، ظهر الإسباني ويليامز مُركّزاً للغاية، وتسبب بإنذار الحكم مدافع برشلونة في الدقائق الأولى، لكنه أتعب منافسيه بحركته الدؤوبة على طرفي الملعب، وانتظر انتهاء الحلول، حتى يلعب دور المُنقذ، عندما أطلق تسديدة صاروخية سكنت شباك برشلونة، ليُهدي أثلتيكو بلباو لقبه الثالث في كأس السوبر، ويُعيد ذكريات ما حدث في عام 2015.
ويتميز صاحب الـ(26 عاماً) بالسرعة الكبيرة في تعامله مع الكرة، ويُعد ويليامز مهاجماً غير أناني، وهذا ما يؤكده دوماً في المواجهات التي يخوضها أو عندما تسأله وسائل الإعلام عن السبب، لذلك لا يسجل المهاجم الإسباني الكثير من الأهداف، لكنه يعتبر نجماً أساسياً في تشكيلة أثلتيكو بلباو لم يستطع أي مدرب إبعاده منها.
لم يكن طريقه سهلاً إلى التشكيلة الأساسية لنادي أثلتيكو بلباو، بعدما تجاوز الصعاب في جميع الفئات السنية، حتى وصل إلى مراده في موسم 2014/2015، وأصبح يشارك في المباريات، إلا أنه يمتلك رقماً مميزاً للغاية سيجعله بكل تأكيد الأفضل في المسابقات المحلية في إسبانيا.
ومنذ شهر إبريل/نيسان عام 2016، لم يتغيب المهاجم عن التشكيلة الأساسية لنادي أثلتيكو بلباو، ليخوض معهم 178 مباراة دون التعرض لأي إصابة، ما يجعله محط أنظار الجميع، لا سيما أنه يلعب في مكان يجعله عرضة للإصابة.
ويُعرف عن الشاب إينياكي ويليامز مزاجيته في المباريات، لكن في حال كان متهيئاً لخصمه، فإن المدافعين يشعرون بثقله في الملعب، ويعانون كثيراً حتى ينجحوا بإيقافه، وهذا ما حدث في نهائي كأس السوبر لقلبي دفاع برشلونة.
إينياكي ويليامز مهاجم شاب يفتخر بأصوله الغانية، وقد خاض رحلة مشي في الصحراء الأفريقية مع أهله، من أجل الوصول إلى إسبانيا، والاستقرار في مدينة بامبلونا، بعد صراع طويل، حتى يُحقق والداه حُلم ابنهما بأن يصبح نجماً في كرة القدم، وها هو أصبح اليوم صاحب الهدف الذي قهر برشلونة في نهائي السوبر الإسباني.