هل يصبح الدوري الإسباني فريسة.. بسبب صفقة البريمييرليج القياسية؟!

16 فبراير 2015
+ الخط -
يبدو أن الأمور في الليجا قد لا تصبح على ما يرام خلال الأيام المقبلة، فبعيداً عن النزاع المحتدم بين ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو على الصدارة وإشبيلية وفالنسيا على المركز الرابع، تظهر معارك جديدة داخلية وخارجية في الأفق لا يمكن الهروب منها، وإلا ستفقد الكرة الإسبانية بريقها.

وعاد موضوع كيفية توزيع نقود حقوق البث في الليجا إلى الطاولة مجددا خلال الأيام الأخيرة، خاصة بعد الصفقة القياسية لبيع حقوق بث الدوري الإنجليزي الممتاز داخل بريطانيا بداية من موسم 2016-2017 وحتى 2018-2019 مقابل أكثر من خمسة مليارات جنيه إسترليني.

القط والفأر:
ظلت الفكرة العامة عن الليجا لوقت طويل تتمحور حول أن الأمور تتعلق فقط بريال مدريد وبرشلونة وممارستهما للعبة القط والفأر، مع تبادل الأدوار كل موسم حتى بدأت ثورة أتلتيكو الموسم الماضي.

انضمت إلى هذه الثورة على استحياء هذا الموسم أندية أخرى، مثل فالنسيا وإشبيلية بفضل بعض الاستثمارات الأجنبية التي ضخت لها ومهارة مدربيها، ولكن كل هذه الأمور من دون الحصول على مكاسب كافية من حقوق البث لن تكون كافية لاستمرارهم في المنافسة.

"سوف نوقف الليجا عن طريق الإضراب إذا لم يتم حل موضوع لوائح الحقوق التليفزيونية.. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لبيعها بصورة جماعية سنقدم على هذا الأمر".. هكذا كانت تصريحات رئيس إسبانيول جوان كوليت لإذاعة (راك أونو) الكتالونية.

ولا تعد تصريحات كوليت بمثابة مفاجأة في ظل المعطيات الحالية، إذ تتفاوض الأندية الإسبانية على صفقات حقوق البث بصورة فردية، وهذا الأمر يعني بكل تأكيد وجود فوارق كبيرة في المبالغ التي يحصل عليها قطبا إسبانيا: ريال مدريد وبرشلونة مقارنة بباقي فرق الليجا.

الأرقام لا تكذب:
ولا يمكن للأرقام أن تكذب، فعلى سبيل المثال حصل ريال مدريد وبرشلونة الموسم الماضي مقابل حقوق البث على 140 مليون يورو لكل منهما، فيما الأتلتي البطل لم يتلق سوى 42 مليون يورو، مع العلم أن أندية مثل ألميريا ورايو فايكانو والتشي وبلد الوليد حصل كل منها على 19 مليون يورو بفارق 121 مليون يورو عن الملكي والبرسا.

وكان هناك مقترح حكومي منذ عامين ببيع حقوق بث الكرة الإسبانية مقابل 800 مليون يورو، بواقع 10% لصالح دوري الدرجة الثانية، على أن يتم توزيع الـ 720 مليون يورو المتبقية على الليجا، بحيث لا يحصل أي نادٍ على نسبة أكثر من 20% من هذا المبلغ.

وظل المقترح مجمدا منذ ذلك الحينن إذ لم يحدث أي تقدم حتى الأول من أمس الجمعة، حينما وقعت أغلب أندية الليجا بما فيها برشلونة وريال مدريد على خطاب لدعوة وزير الدولة الإسباني لشؤون الرياضة ميجل كاردينال لتنفيذ المقترح.

خطر الـ "بريميير ليج"
يمكن تلخيص الوضع الخطر الذي تشعر به أندية الليجا، ومن ضمنها بكل تأكيد ريال مدريد وبرشلونة، من صفقة حقوق البث التي أبرمتها أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في ما قاله كوليت لإذاعة (راك 1) الكتالونية: "الآن يمكن لأي نادٍ في الـ (بريميير) التوقيع مع أفضل لاعبيك عن طريق مضاعفة راتبه، هذا هو ما يحدث وسيستمر في الحدوث بطريقة أكبر إذا لم يتم التعامل مع الوضع".

وتعتبر مسألة التفاوض بخصوص البحث في إنجلترا مختلفة بشكل كبير عن إسبانيا، إذ إن المفاوضات في الأولى تتم بشكل جماعي وليس فردي مثلما يحدث في الأخيرة، لذا فإن أرباح أندية منتصف الجدول في الـ "بريميير" تكون أكبر بكثير من نظرائهم في الليجا.

على سبيل المثال فإن خيتافي، صاحب المركز الـ 13 الموسم الماضي، حصل على 25 مليون يورو فقط مقابل حقوق البث في 2013-2014، بينما كان نصيب كريستال بالاس صاحب نفس المركز في الدوري الإنجليزي الممتاز 98.6 مليون يورو، أي ما يعني أربعة أضعاف ما حصل عليه النادي الإسباني تقريباً.

ويتحمل رئيس رابطة الليجا، خابيير تيباس جزءا كبيرا من المسؤولية لأنه لم يعمل خلال العامين الماضيين على إقناع الأندية بضرورة الموافقة على مقترح الـ 800 مليون يورو الحكومي إلى حين التوصل لحل آخر بصفقة أفضل، تضمن المنافسة مع الأرقام الخرافية التي سيتحصل عليها الـ "بريميير".

ويخشى تيباس في الوقت الحالي من حدوث ما سماه بـ: "هجرة للاعبي الليجا نحو الدوري الإنجليزي على ضوء الرواتب الضخمة التي سيمكن دفعها هناك بسبب حقوق البث، فيكفي القول إنه إذا لم تتغير الأمور سريعاً فإن ما يحصل عليه متذيل الـ "بريميير ليج" مقابل حقوق البث سيكون 140 مليون يورو"، أي ما يتحصل عليه ريال مدريد وبرشلونة من نفس الأمر.

الأمر ربما ينجم عنه صفقات تاريخية تتسبب في رحيل كبار نجوم الليجا مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الأرجنتيني ليونيل ميسي نحو إنجلترا، إذ إن أرباح حقوق البث ستزيد من قوتهم الشرائية في السوق والتطابق مع قواعد اللعب المالي النظيف.

ويبدو أن وكيل اللاعبين البرتغالي خورخي مينديش كان لديه بعد نظر في تصريحاته التي قالها أخيرا بخصوص اعتقاده بأن انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر مقابل 150 مليون يورو سيكون أمرا عاديا في المستقبل القريب، فمثل هذا الأمر قد يحدث في الـ "بريميير"، وستكون الليجا بكل تأكيد بمثابة الفريسة الأولى إذا لم يتم إصلاح الأمور.
المساهمون