واعتبر الكثير من الخبراء والمحللين أن قرار الاستغناء عن أوزيل كان خاطئا باعتباره المورد الرئيسي للأهداف بالنسبة للبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الفريق الأول، بل ورأى غيرهم أن رحيله سيؤدي إلى توقف ماكينة الأهداف البرتغالية، وذهبت بعض الصحف إلى ما هو أبعد من ذلك حيث نشرت تصريحات منسوبة إلى مصادر داخل الفريق تؤكد رغبة "صاروخ ماديرا" في بقاء أوزيل.
لم يرضخ فلورنتينو للضغوط وقرر الإقدام على بيع أوزيل لأرسنال لتعويض قيمة الصفقات الضخمة التي أبرمها، وبعدها في بداية الموسم كان ينظر إلى الصاعد حينها إيسكو، الوافد الجديد من مالاجا، على أنه سيكون خليفة اللاعب الألماني.. أدى إيسكو بعض المباريات الطيبة ولكن الإيطالي أنشيلوتي بعد أن قضى وقتا أكبر مع الفريق، استقر به القرار على توظيف الأرجنتيني أنخل دي ماريا في كل المراكز تقريبا.
على مدار الموسم الماضي منح دي ماريا أنشيلوتي الكثير من الخيارات الخططية المتنوعة، فلقد لعب تقريبا في أغلب المراكز الهجومية، كصانع ألعاب متأخر وكجناح أيسر في غياب رونالدو وأيمن في غياب بيل.. لعب وأبدع، وسجل أهدافا، الكثير منها في مباريات حاسمة، وما قدمه على سبيل المثال في نهائي كأس الملك أمام برشلونة وفي دوري الأبطال أمام أتلتيكو لا يمكن إنكاره.
دي ماريا على الرغم من هذا لم يكن لاعبا مفضلا لدى الصحافيين الإسبان، الذين بالمناسبة انقلب دفاعهم عن أوزيل بعد رحيله للـ"جانرز" إلى هجوم عليه ونشر أخبار تفيد بأن السبب وراء رحيله يعود إلى سهراته الليلية، وعلى مدار الموسم لم تتوقف الصحف المدريدية ذائعة الصيت مثل (ماركا) و(أس) في نشر أخبار تمهد لرحيل الأرجنتيني، حتى أنهم حاولوا إلصاق تهمة توجيه إشارة بذيئة من قبله لجمهور الفريق الملكي، الأمر الذي لم يحدث بتاتا.
في الخلف وفي المرآة المعاكسة يقف الكولومبي رودريجز يراقب الأمر، صحيح أنه يدرك إيمان أنشيلوتي بامكاناته وسعيه للاعتماد عليه، ولكنه في نفس الوقت يدرك أن المقارنة، خاصة في البداية، مع دي ماريا، تعد أمرا صعبا، فالمبلغ الذي دفعه النادي الملكي للحصول على خدماته لم يكن قليلا.. 80 مليون يورو.
وسيبدأ رودريجز موسمه في ظروف مشابهة كثيرا لتلك الخاصة بالأرجنتيني الموسم الماضي مع الريال بعد رحيل أوزيل، الفارق أن اللاعب الكولومبي سيخوض تجربته كوافد جديد تماما، على عكس دي ماريا.
ستة أهداف سجلها جيمس مع منتخب كولومبيا في المونديال كانت كفيلة باقناع مسؤولي الريال بضمه، ولكن السؤال المطروح كم هدفا يحتاج الكولومبي لصناعته وتسجيله مع الريال في موسمه الأول ليثبت أن قرار ضمه لم يكن خاطئا؟ الأيام وحدها ستحكم.