هل هو إخفاق أم نجاح للكرة الإيطالية؟

17 يونيو 2023
منتخب إيطاليا خسر نصف نهائي دوري الأمم أمام إسبانيا (مايكل بودلر/ Getty)
+ الخط -

بالإضافة إلى غياب المنتخب الإيطالي عن مونديال قطر للمرة الثانية على التوالي، بعد الغياب عن نهائيات كأس العالم في روسيا، كان الموسم الكروي بالنسبة إلى الإيطاليين مليئاً بالتناقضات التي يصعب تصنيفها، إن كانت إنجازات أو اخفاقات، من خلال وصول ثلاثة أندية إلى ربع نهائي مسابقة دوري الأبطال، وبلوغ ثلاثة أندية نهائيات المسابقات الأوروبية، وهي إنتر وروما وفيورنتينا، حيث خسرتها جميعاً، مثلما خسر منتخب أقل من 20 سنة نهائي كأس العالم في الأرجنتين أمام أوروغواي، وخسر المنتخب الأول نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام إسبانيا، وهي نتائج يعتبرها البعض تراجعاً مستمراً، بينما يرى فيها البعض الآخر من المحللين مؤشرات إيجابية على عودة الكرة الإيطالية إلى الواجهة بجيل جديد على مستوى الأندية والمنتخبات.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، في موسم اعتبره البعض حزيناً بعد رحيل رئيس ميلان السابق سيلفيو برلوسكوني، واعتزال الأسطورة السويدية زلاتان إبراهيموفيتش في النادي نفسه، واستقالة المدير التنفيذي باولو مالديني من على رأس نادٍ عاد إلى الواجهة الإيطالية والأوروبية فنياً، وعادت معه الهموم والمتاعب بسبب ملّاك لا ينفقون، إضافة إلى خسارة اليوفي معركته مع القضاء الذي حسم منه 10 نقاط تمنعه من المشاركة في مسابقة دوري الأبطال الموسم القادم، دون إغفال الأزمة المالية الخانقة التي تعيشها أكبر الأندية الايطالية، وتمنعها من استقطاب النجوم، في ظل ندرة المواهب الإيطالية وشحّ الأموال، رغم تألق المدربين الإيطاليين مع إنتر وميلان ونابولي وفيورنتينا في موسم استثنائي يصعب توصيفه في خانة التميز أو الإخفاق.

بلوغ المنتخب الايطالي أقل من 20 سنة نهائي كأس العالم في الأرجنتين اعتبره البعض دليلاً على وجود مواهب شابة متميزة لا تُمنَح الفرصة للعب مع الأندية في الدوري المحلي، ووصول ثلاثة مدربين إيطاليين من أصل أربعة إلى نصف نهائيات المسابقات الأوروبية للأندية، على غرار إنزاغي مع إنتر، وبيولي مع ميلان، وإيتاليانو برفقة فيورنتينا، إضافة إلى وصول لوسيانو سباليتي إلى ربع نهائي دوري الأبطال مع نابولي، اعتبرها البعض مؤشر عودة قوية للمدربين والأندية الإيطالية إلى الواجهة بعد إخفاقات عديدة ومتكررة على مدى سنوات، بلغ فيها المنتخب الفرنسي نهائي كأس العالم مرتين متتاليتين، وسيطرت فيها الأندية الإنكليزية والإسبانية على المسابقات الأوروبية للأندية، بينما كان تتويج منتخب إيطاليا بكأس أمم أوروبا 2021 برفقة روبيرتو مانشيني، إنجازاً استثنائياً كبيراً في الظروف الحالية.     

أما الفشل الجماعي في التتويج بكأس العالم لأقل من 20 سنة، ودوري الأمم الأوروبية، ومختلف الكؤوس الأوروبية للأندية، وتراجع إقبال النجوم الأجانب على أندية الدوري الأيطالي، فقد اعتبره البعض إخفاقاً يُضاف إلى سلسلة إخفاقات تشهدها الكرة الإيطالية، منذ فشل المنتخب الأول في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018، ثم نسخة 2022 بقطر في سلسلة نكسات، اعتبرها البعض الآخر نجاحات، لكن تتويج ميلان بلقب الدوري الموسم الماضي بفريق متواضع وميزانية ضعيفة، وتتويج نابولي بلقب دوري هذا الموسم بعد 23 سنة منذ آخر تتويج، رغم أحقيته على حساب يوفي وإنتر، يمكن اعتباره دليل تراجع آخر للأندية الكبيرة التي تملك تقاليد كروية عريقة مع الإنجازات والتتويجات عبر التاريخ.

بين هؤلاء وأولئك، وبين تثمين الوصول إلى مختلف النهائيات، واعتبار خسارتها إخفاقاً، يصعب على المحللين في إيطاليا تقييم الوضع الفني للاعبين والمدربين والأندية ومختلف المنتخبات، في ظل شحّ الموارد المالية وقلة المواهب الكروية المحلية، خصوصاً مع استمرار العقلية الإيطالية والنهج الفني الذي يستند إلى منظومة لعب دفاعية تسعى لتجنب الخسارة، قبل البحث عن صناعة اللعب والفوز بالمباريات والألقاب، ليبقى السؤال المطروح: الكرة الإيطالية إلى أين؟        

 
 

المساهمون