عشر جولات في الدوري كانت كافية كي يبدأ البعض بطرح هذا السؤال، عشر جولات أي ما يقارب ربع الموسم، ولم يشاهد أحد أي بصمة إيجابية مهمة لأليغري في الفريق، صعوبة كبيرة في التسجيل، في سبع مباريات هذا الموسم لم يسجل الفريق أكثر من هدف في المباراة، صعوبة كبيرة بصناعة أسلوب واضح، الدفاع المتواصل، الذي يكون مبرراً في مواجهة تشلسي مثلاً، لا يمكنه أن يكون كذلك عندما يتكرر في إيطاليا.
ما هو أكيد أننا أمام بداية فاشلة في الدوري، الفريق قبل انطلاق الموسم كان المرشح الأبرز بحسب أغلب المراقبين في إيطاليا، بحسب أغلب المتابعين للكالتشيو، جمهور الفريق توسم خيراً مع عودة أليغري، معتقداً أن عدم خبرة بيرلو وضعفه كانا السببين الأبرزين في نتائج الفريق في الموسم الماضي، تلك النتائج التي كانت أفضل بخمس نقاط من الآن بعد مرور عشر جولات على البداية.
المشاكل التي يعاني منها يوفي تبدو كثيرة، تقريباً في كل محور يعاني ولو بفترات مختلفة، حراسة المرمى، الدفاع، الوسط وهو مشكلة المشاكل، والهجوم وهو المشكلة المفاجئة فعلاً، لفريق يملك ديبالا، كييزا، موراتا، كولوزفسكي برنارديسكي وكين ومع ذلك يجد كل هذه الصعوبة بالتسجيل!
بالتأكيد حان الوقت الآن كي يقتنع أليغري بتغيير كبير في الأسلوب والعقلية، أليغري الذي قاد يوفي في خمس مناسبات للسكوديتو لا يملك المعطيات، التي تجعله يتصرف بنفس الطريقة والأسلوب، وقتها كان يوفي قادراً فردياً على حسم أغلب المباريات، كان دفاعيا بغاية القوة، ببساطة كان يوفي الذي صنع على مقياس أسلوب أليغري، اختلف الوضع الآن، ولذلك يرى البعض أن الأسلوب يجب أن يختلف أيضاً.
ما هي الحلول الممكنة، ربما إحداث صدمة في الفريق، تحفيز اللاعبين ليس سهلاً، أساسا أليغري بدوره ربما لا يجد الحافز، الذي كان عليه في رحلته الأولى مع يوفي، خمسة ألقاب رقم كبير، والحلم في أوروبا مستحيل حالياً، الحافز ربما يكون برغبة كبيرة لعدم الفشل، لأن الطريق الذي يسير عليه الفريق يوصله إلى مكان كارثي إن استمر كذلك.
لطالما تغنى أليغري بتغييره المستمر للتشكيلة، هذا يريح اللاعبين صحيح، لكن مخاطره عديدة خاصة عندما لا يملك الفريق لاعبين كما كان في السابق، ويبدو غير مفهوم أن يكون كييزا موضع شك أحيانا، وهو الذي يفترض أن يكون نجمه الأول.
عندما اتخذ قرار إقالة أليغري، كان الاعتقاد السائد وقتها أن حقبته انتهت في يوفنتوس، إنه قدم أفضل ما لديه وحان وقت التغيير، جاء ساري وبعده بيرلو، لم يحصلا على فرصة كبيرة، ساري فاز بالسكوديتو أيضا، بيرلو كان من المستحيل أن نتخيل بداية أفضل له في أول سنواته التدريبية، كان يحتاج إلى وقت لم يستطع الحصول عليه، كان القرار بعودة أليغري، عقد كبير لأربع سنوات يكلف النادي ما يقارب الثمانية عشر مليون يورو سنوياً، هو المدرب الأغلى في الكالتشيو، يتفوق على الجميع بما فيهم مورينيو، ينتظر منه الكثير، ما قدمه حتى الآن أداء ونتائج متواضعة لفريق اسمه يوفنتوس، التحدي أمام أليغري أصبح كبيراً لاستعادة الثقة والهيبة، كي لا يجعل أنييلي يندم على قرار عودته، كي لا يؤكد مقولة شهيرة تستخدم في الكالتشيو أيضاً: "إعادة تسخين الحساء ليست أمراً محبباً".