هل فقد غوارديولا تأثيره على نجوم مانشستر سيتي؟

01 اغسطس 2024
غوارديولا ربما يفقد لاعبين جدد في مانشستر سيتي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **نجاح بيب غوارديولا في جذب النجوم**: غوارديولا نجح في جذب النجوم إلى برشلونة، بايرن ميونخ، ومانشستر سيتي بفضل أسلوب لعبه، مما ساهم في تحقيقه للعديد من الألقاب، بما في ذلك دوري أبطال أوروبا 2022-2023.

- **التحديات الأخيرة في الاحتفاظ بالنجوم**: غوارديولا واجه صعوبات في إقناع بعض اللاعبين بالبقاء مع مانشستر سيتي، مثل غوندوغان، رياض محرز، وكول بالمر، مما أثر على الفريق.

- **التحديات المستقبلية واللاعبين المحتملين للرحيل**: رغبة بعض اللاعبين في الرحيل عن مانشستر سيتي، مثل كيفين دي بروين، إيدرسون، وألفاريز، تشير إلى صعوبة الحفاظ على استقرار الفريق مستقبلاً.

نجح المدرب الإسباني بيب غوارديولا (53 عاماً)، في إقناع عدد كبير من النجوم بالانضمام إلى مانشستر سيتي الإنكليزي الذي يدربه منذ عديد من المواسم، وهو أمر حدث أيضاً خلال إشرافه سابقاً على برشلونة الإسباني وكذلك بايرن ميونخ الألماني، حيث درّب غوارديولا طوال مسيرته أبرز نجوم كرة القدم في العالم، ذلك أن أسلوب اللعب الذي يعتمده في كلّ المحطّات يُحفز اللاعبين على الانضمام إلى كتيبته.

ونادراً ما فشل غوارديولا في إقناع لاعب بدعم صفوف فريقه طوال مسيرته الاحترافية الطويلة، ولهذا فقد نجح الإسباني في تدريب أفضل اللاعبين في كل الفرق، كما أنه نجح في إقناع إدارات الأندية بالإنفاق من أجل جلب أفضل اللاعبين والنجوم، وهو ما يُفسّر نجاحه في حصد أفضل الألقاب والتتويجات طوال مسيرته، وآخرها دوري أبطال أوروبا، في موسم 2022ـ2023 مع مانشستر سيتي.

وخلال آخر موسمين، أصبح المدرب الإسباني يُواجه صعوبات في سبيل إقناع عدد من اللاعبين بالاستمرار مع مانشستر سيتي، فقد خسر بطل الدوري الإنكليزي بعض النجوم الذين يُعتبرون من الركائز في خطط المدرب، رغم أنه لم يكن متحمساً لرحيلهم عن النادي طالما أنهم يُشاركون ضمن التركيبة الأساسية ويصنعون الفارق، ولكن الإسباني عجز عن الاحتفاظ بهم في صفوف الفريق، ما يوحي بأنه لم يعد قادراً على السيطرة على النجوم.

وكان رحيل الألماني غوندوغان عن مانشستر سيتي في الموسم قبل الماضي، في صفقة انتقال حرّ، بمثابة الخسارة المضاعفة بالنسبة إلى الفريق الإنكليزي، حيث كان المدرب يعتمد على هذا اللاعب بشكل مستمرّ وهو يحمل شارة القيادة، وكان مفتاح الكثير من الانتصارات التي حققها الفريق. ورغم أن مانشستر سيتي كان في قمّة المجد، فإن المدرب لم يقدر على إقناع قائده بالبقاء مع الفريق وقد اختار الرحيل إلى برشلونة الإسباني، ليفقد غوارديولا لاعباً مهماً في حساباته التكتيكية. ومباشرة بعد انطلاق تحضيرات بطل الدوري الإنكليزي لموسم 2023ـ2024، أصرّ الجزائري رياض محرز على الرحيل عن الفريق، وبالفعل حقق مبتغاه وانضمّ إلى الأهلي السعودي، وقد أشار المدرب الإسباني لاحقاً إلى أنه لم يكن يُساند قرار محرز ورغب في استمراره مع الفريق، ولكنه في النهاية اضطرّ إلى قبول الأمر الواقع ووافق على رحيل النجم الجزائري، حيث عجز عن إقناعه بالبقاء مع النادي ومواصلة التجربة الناجحة بما أن الإسباني كان وراء التعاقد مع رياض محرز قادماً من ليستر سيتي.

كما أن اللاعب الإنكليزي الواعد كول بالمر رفض الاستمرار مع مانشستر سيتي وأصرّ على الانضمام إلى تشلسي، رغم أن النادي اللندني لم يكن في أفضل حالاته ولكنّ النجم الواعد رفض عرض البقاء مع النادي، ولم يُفلح الإسباني في إقناعه بقوّة المشروع الرياضي لمانشستر سيتي، وبالتالي رحل إلى تشلسي وتألق مع الفريق بشكل لافتٍ في الموسم الماضي وكان من بين أفضل اللاعبين في الدوري، وهو ما ضمن له المشاركة في بطولة أمم أوروبا.

وخلال الميركاتو الصيفي الحالي، كان البلجيكي كيفين دي بروين أول اللاعبين الذين رغبوا في الرحيل عن الفريق، وأعلن صراحة في مؤتمر صحافي أن الانتقال إلى الدوري السعودي يستهويه ولا يُمانع في خوض التجربة، ولكن منذ أيّام قليلة أنهى غوارديولا الجدل عندما أكد أن النجم البلجيكي مستسرّ مع الفريق في الموسم المقبل، حيث اتضح أن عائلة دي بروين هي التي تعارض الانتقال إلى الدوري السعودي رغم انفتاح اللاعب على العرض، وبالتالي فإن استمراره لم يكن بطلب من المدرب أو نجاح من قبله في إقناع اللاعب بالبقاء بقدر ما يعود إلى أسباب خارجية.

كما تردّدت أخبار عن رغبة الحارس البرازيلي إيدرسون في الرحيل عن الفريق، حيث ارتبط بعرض من فريق النصر السعودي، ولكن الفشل في الوصول إلى تسوية بخصوص الجانب المالي حرمه من الرحيل إلى حدّ الآن، حيث شرع المدرب الإسباني في البحث عن الحارس البديل الذي سيحل مكانه في الموسم المقبل. وقد ظهر الحارس البرازيلي مصراً على خوض تجربة جديدة بعيداً عن ملعب الاتحاد.

وكان آخر اللاعبين الذين رغبوا في الرحيل عن مانشستر سيتي الأرجنتيني ألفاريز الذي بات يفكر فعلياً في الانتقال إلى فريق جديد والابتعاد عن مانشستر سيتي، رغم أنه شارك في عددٍ كبير من المباريات خلال الموسم الماضي، وحاول مساعدة الفريق في العديد من المناسبات، ولكن عدم الاعتماد عليه أساسياً هو الذي حفّزه على الرحيل عن الفريق والبحث عن فريق جديد يمنحه فرصة خوض أكبر عدد من المباريات. ولم يُعلن المدرب الإسباني موقفه النهائي من رغبة الهداف الأرجنتيني، وقد يرفع "الفيتو" باعتبار أن موقف "السيتي" سيكون حاسماً، ذلك أن بيب أكد أن على اللاعب أن يحسم موقفه وأن يحدد ما يريده، بما أنه في الموسم الماضي خاض الكثير من المباريات أساسياً مع الفريق، ولكن من الواضح أن المدرب الإسباني لم يعد مُسيطراً على الوضع بشكل كامل.

وسبق أن خسر المدرب الإسباني خدمات عددٍ من اللاعبين البارزين طوال مسيرته التدريبية، مثل زلاتان إبراهيموفيتش وصامويل إيتو ويحيى توري، ولكنّ تمّ ذلك بموافقة مدرب برشلونة سابقاً، الذي دخل في بعض الفترات في صراع مع عددٍ من اللاعبين بسبب الاختلاف على بعض القرارات والخيارات، وبالتالي كان من الطبيعي أن يكسب الصراع، ولكنّه في السنوات الأخيرة أصبح يفقد خدمات لاعبين يعتمد عليهم باستمرار ويرتبط بعلاقة قوية مع معظمهم، ما يوحي بأن أسلوبه لم يعد مغرياً بشكل كبير، إضافة إلى قيمة العروض المالية التي تدفع اللاعبين إلى البحث عن عروض أفضل.

المساهمون