هل حسم مصير المتأهلين إلى مونديال 2026؟

قرعة تصفيات كأس العالم الخاصة بمنطقة أفريقيا، التي احتضنتها العاصمة الإيفوارية أبيدجان الخميس الماضي، رسمت نظرياً وعلى الورق خريطة المنتخبات المرشحة للتأهل إلى مونديال 2026، بعد أن كشفت عن معالم المجموعات التسعة التي جاءت في صالح المصنفين في خانة كبار القارة، إلا إذا حدثت مفاجأة تبقى واردة في مشوار طويل يمتد على مدى سنتين من المنافسة تلعب فيها المنتخبات الأفريقية عشر مباريات تصفوية على غير العادة، تتخللها بطولتا كأس أمم أفريقيا 2024 و2025، تكون لها انعكاسات على معنويات العديد من المنتخبات سلباً وإيجاباً حسب مردودها ونتائجها، ويكون فيها عنصر المفاجأة قليل التأثير لأن التدارك ممكن في منافسة من عشر مباريات لكل منتخب.

المغرب الذي بلغ نصف نهائي مونديال قطر، أحسن منتخب أفريقي حالياً، وقع في مجموعة لن تكون سهلة في وجود زامبيا والكونغو وتانزانيا، وهي منتخبات عنيدة تبحث عن أول مشاركة في نهائيات كأس العالم على حساب رابع منتخب في مونديال قطر وأحد أفضل المنتخبات العالمية حالياً، خاصة وسط ثقة تبدو مفرطة في الأوساط الجماهيرية والإعلامية المغربية التي استصغرت المنافسين، في حين يأتي بطل أفريقيا، المنتخب السنغالي، في مجموعة أسهل بكثير برفقة توغو وكونغو الديمقراطية، وفي واحدة من أجمل فترات الكرة السنغالية المتوجة أيضاً ببطولة كأس أفريقيا للمحليين، وبطولة أفريقيا لأقل من 17 سنة، والمتألقة في كلّ الأصناف بفضل أجيال واعدة ومبدعة تضمن استمرارية التألق للكرة السنغالية على الصعيدين القاري والدولي.

القرعة كانت رحيمة بتونس كالمعتاد في وجود غينيا الاستوائية وناميبيا ومالاوي، وفي صالح المنتخب الجزائري رغم الفترة الانتقالية التي يمر بها منذ نكسة الكاميرون، حيث أوقعته القرعة في مجموعة سهلة نسبياً برفقة غينيا وأوغندا وبوتسوانا وموزامبيق والصومال، وهي منتخبات لا تملك المواهب التي تتوفر عليها الجزائر ولا المحفزات التي تدفع بالمدرب جمال بلماضي الى تجنب نكسة أخرى بمنتخب يشكل مزيجا بين المخضرمين المطالبين بتعويض خيبة مونديال قطر، وجيل آخر شاب وصاعد يسعى إلى إثبات وجوده وتحقيق حلم المشاركة في نهائيات كأس العالم، رغم الضغوطات الإعلامية والجماهيرية الكبيرة التي يعيشها المنتخب الجزائري خلال السنتين الماضيتين، وتعيشها الكرة الجزائرية على كل المستويات الفنية والادارية والتنظيمية.

كرة عربية

التحديثات الحية

مجموعات متوازنة لمنتخبات أفريقيا العربية الكبرى المؤهلة للمونديال

بقدر ما كانت قرعة كأس العالم 2026 رحيمة بالجزائر وتونس، فإنّها لم تكن كذلك مع منتخب مصر الذي وقع في مجموعة يوجد فيها منتخب بوركينا فاسو العنيد، الذي كان قريباً من التأهل الى نهائيات كأس العالم في البرازيل سنة 2014، وقريباً من بلوغ المباراة الفاصلة أمام نفس المنافس، المنتخب الجزائري، في تصفيات مونديال 2022، وبالتالي، سيكون المنتخب المصري مطالبا ببذل جهد أكبر وعدم تضييع نقاط في مواجهة منتخبات غينيا بيساو وسيراليون وإثيوبيا وجيبوتي، ومطالب بالاستثمار في تألق الأهلي محلياً وقارياً بكلّ لاعبيه الدوليين المتميزين، المتعطشين للمشاركة في نهائيات كأس العالم التي ستكون الأخيرة للنجم محمد صلاح.

المجموعة التاسعة ستخطف الأنظار في وجود مالي رفقة غانا، بينما لن يجد الكاميرون ونيجيريا وساحل العاج صعوبات لبلوغ نهائيات كأس العالم المقبلة، التي تجرى لأول مرة بمشاركة 48 منتخباً، لا يغيب عنها سوى التعيس والضعيف والفاشل من المنتخبات الأفريقية المصنفة ضمن العشرة الأوائل في القارة السمراء...