هل أخطأ محرز في تجديد عقده مع سيتي؟

10 سبتمبر 2022
يُعاني رياض محرز من بداية سلبية هذا الموسم (Getty)
+ الخط -

ما يحدث للاعب الجزائري، رياض محرز، في بداية هذا الموسم مع فريقه مانشستر سيتي الإنكليزي، يثير عدداً من التساؤلات وعلامات الاستفهام في الأوساط الفنية والجماهيرية، البريطانية والجزائرية على حد سواء، خصوصاً منذ تجديد عقده مع الفريق الصيف الماضي، ورحيل رحيم ستيرلينغ وغابرييل جيسوس، والتحاق النرويجي هالاند رغم إنهائه الموسم الماضي على رأس هدافي الفريق، إذ بقي حبيس دكة البدلاء بعد ست جولات من انطلاقة الموسم.

ولم يشارك فيها أساسياً سوى مرة واحدة ولم يسجل أي هدف، وظهرت عليه بوادر التراجع الفني والبدني، والآثار النفسية والذهنية التي تنذر بموسم صعب إذا لم يتدارك الموقف، ولم يتفهم بيب غوارديولا وضعه، ويمنحه فرصاً أخرى تجعله يستعيد توازنه ومستواه، وإلا سيكون مضطراً للرحيل خلال الميركاتو الشتوي.

وفي هذا الإطار، كتب أحد الصحافيين الإنكليز مقالاً تحت عنوان "أين هو رياض محرز؟"، في إشارة إلى تراجع مستواه وتراجع غوارديولا عن الاعتماد عليه منذ بداية الموسم، وكتب آخر تغريدة في تويتر تساءل فيها "هل انتهى عهد رياض؟"، في وقت عبّرت بعض جماهير مانشستر سيتي عن امتعاضها من معاملة المدرب للاعب، والتي لا تختلف حسب تقديرها عن معاملة رحيم ستيرلينغ في وقت ما، وأدت إلى رحيله إلى فريق تشلسي مثلما رحل غابرييل جيسوس، لذلك يتوقعون رحيله خلال الميركاتو الشتوي، رغم رغبته في العيش في مدينة مانشستر برفقة زوجته الجديدة وابنته، وتخوفه من خوض مغامرة جديدة، خاصة إذا كانت خارج إنكلترا، ما دفع مدير أعماله لرفض كل العروض التي وصلته الصيف الماضي، والقبول بتجديد العقد مع مانشستر سيتي دون أية زيادة في راتبه، الذي يبقى مع ذلك من أعلى الرواتب في أوساط لاعبي سيتي.

بعض المتتبعين كانوا يعتقدون بأن رحيل رحيم وجيسوس وتجديد عقد رياض محرز يمنحه فرصة اللعب بانتظام واسترجاع إمكانياته وثقته بنفسه، وبالتالي مكانته الأساسية التي تسمح له بالتألق، في حين يسود الاعتقاد منذ بداية الموسم بأن الجزائري أخطأ في تجديد عقده مع مانشستر سيتي بقيادة مدرب لم يعد يثق فيه كثيراً، ولا يمنحه نفس الفرص التي يحظى بها رفقاؤه عندما يتراجع مستواهم، مثلما كان عليه الحال في المواسم السابقة، دون أن يبدي تذمرا أو احتجاجا، أو حتى عدم رضاه، مثل ما كان يفعل أغوير، رحيم ستيرلينغ، وحتى غريليتش، في وقت بقي محرز منضبطاً وملتزماً، في حين يعتقد البعض الآخر أن بقاء محرز في كرسي الاحتياط منذ بداية الموسم هو أمر منطقي بسبب تراجع مستواه ومروره بفترة فراغ ناتجة عن عوامل بدنية وأخرى نفسية، تتعلق به قبل غيره.   

المؤشرات توحي بأن وضع محرز لن يتحسن مع التحاق النرويجي، إيرلينغ هالاند، الذي دفع بغوارديولا إلى تغيير منظومة اللعب التي ترتكز عليه كثيرا، وجعلت منه هدافا تاريخيا في ظرف ستة أسابيع سجل فيها عشرة أهداف، في وقت يتألق الثنائي فيل فودن وبرناردو سيلفا.

ومع عودة جاك غريليش إلى مستواه الذي كان عليه في أستون فيلا، ما أدى بالمدرب إلى بناء مشروعه في بداية هذا الموسم على هؤلاء إلى غاية تراجع مستواهم، تأثر رياض محرز بالوضع الجديد لدرجة فقدان الثقة في قدراته، حتى أنه لم يعد يضيف شيئا عند دخوله بديلا كل مرة، وشعوره بالتهميش من طرف مدربه وزملائه فوق أرض الملعب، سواء دخل أساسياً أو احتياطياً، وسواء كان في أحسن أحواله أو سيئاً مثلما هو عليه الحال بداية هذا الموسم.

اضطراب حياته الخاصة بعد طلاقه ثم زواجه من جديد، وقضائه عطلة طويلة الصيف الماضي، كلها عوامل كان لها تأثير على مردوده ومعنوياته، مقابل ارتفاع أسهم فودن وبرناردو سيلفا والوافد الجديد هالاند، وتحسن مردود النادي واستقرار نتائجه لحد الآن، مما ينذر بموسم صعب لرياض محرز، وربما رحيل مرتقب يصعب التكهن بوجهته في ظل تراجع أسهم اللاعب، مما يرجح فكرة تسرعه في تجديد عقده لأسباب ذاتية وموضوعية أمست واضحة للعيان. 

المساهمون