درس العملاق النرويجي، إرلينغ هالاند، عرض نادي مانشستر سيتي جيداً في سوق الانتقالات الصيفية الماضية، قبل قبول خوض تجربة جديدة في الموسم الحالي بالدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، بعدما انتهى مشواره مع فريقه السابق، بوروسيا دورتموند الألماني.
ووضع هالاند الصغير ما حدث لوالده ألفي إينغ مع مانشستر سيتي قبل 21 عاماً نصب عينيه، وظهر مصمماً على أخذ الثأر ممن جعل والده يعاني كثيراً، ويتعرض لأحد أعنف التدخلات الوحشية في الدوري الإنكليزي الممتاز.
والد الصغير هالاند كان أحد نجوم مانشستر سيتي، وتعرض لتدخل عنيف من قبل روي كين قائد مانشستر يونايتد في عام 2001، جعلت ألفي إينغ يعاني كثيراً، ويقضي الكثير من الوقت في رحلة العودة للملاعب مرة أخرى.
لكن هالاند سلك طريقاً عكس والده، بعدما قرر أن يصبح مهاجماً (والده كان يلعب في مركز الوسط الدفاعي)، وبات اسم إرلينغ يتردد في أنحاء العالم، بسبب صعود نجمه مع بوروسيا دورتموند الألماني، الذي سجل معه الكثير من الأهداف.
صحيح أن "البريميرليغ" يعد أحد أصعب الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى أمام المهاجمين، لكن هالاند استطاع في فترة قصيرة أن يحطم العديد من الأرقام القياسية، التي بقيت صامدة طوال السنوات الماضية، وأثبت أنه لا يوجد شيء صعب أو مستحيل يقف أمام من يطارد حلمه.
ذلك الصغير الذي ولد في مدينة ليدز عام 2000، بات كابوساً يطارد حراس المرمى في الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد أن حطم رقم الثنائي الشهير أندي كول وآلان شيرر، اللذين يملكان في رصيدهما 34 هدفا في موسمي 1993/1994، و1994/1995 على الترتيب.
هالاند احتاج فقط إلى 31 مباراة فقط في الموسم الحالي بالدوري الإنكليزي، حتى يحطم رقم الثنائي الأسطوري، كما تمكن من تسجيل أكبر عدد من الأهداف في موسم واحد بـ"البريميرليغ"، منذ موسم 1966/1967.
ولن يتوقف قطار هالاند عن دهس من يقف أمامه، لأن صاحب الـ(22 عاماً) ما زال يمتلك الوقت، لمواصلة هوايته في هز شباك الخصوم، وتحقيق الألقاب، خاصة أن العملاق النرويجي يمتلك عدداً من المزايا.
ويستطيع هالاند اللعب كرأس حربة صحيح، بالإضافة إلى دوره الجديد الذي رسمه بيب غوارديولا لنجمه النرويجي كصانع ألعاب أيضاً، بالإضافة إلى قدرته على العدو السريع، رغم طوله الفارع، ولعبه الكرات الرأسية المتقنة، وقدرته على عمل الحركات الأكروباتية الصعبة.
ومع مهاراته الفنية العديدة، يتبع هالاند نظاماً غذائياً خاصاً، حتى يحافظ على لياقته البدنية الهائلة، من أجل اللعب تحت أصعب الظروف، والضغط الشديد في حال مانشستر سيتي متأخراً بالنتيجة. باختصار النرويجي تعلم من درس والده، وبات كابوساً يطارد الجميع.