هاري كين يصنع الحدث في ألمانيا!

02 سبتمبر 2023
تألق كين في بداية رحلته مع بايرن ميونخ الألماني (كريستينا بانكي/ Getty)
+ الخط -

في وقت يخطف الاستقطاب السعودي للنجوم الأنظار في الأوساط الإعلامية والجماهيرية بسبب الأسماء ومبالغ صفقات انتقالها إلى دوري روشن، لا تزال ألمانيا تعيش على وقع واحدة من أكبر صفقات الميركاتو الصيفي، بعد انتقال الدولي الإنكليزي هاري كين من توتنهام إلى البايرن مقابل 100 مليون جنيه إسترليني، والذي شكل أكبر رقم في تاريخ "البوندسليغا"، وأكبر مفاجأة بالنظر للعروض الكثيرة التي كان يتلقاها من أندية إنكليزية منذ سنوات، مفضلاً خوض تجربة خارجية مع البايرن، الذي يتيح له فرصة التتويج بألقاب لم يحرزها في إنكلترا طيلة مشواره الكروي، رغم إحرازه على عديد من الألقاب والجوائز الفردية كهداف من الطراز العالي.

في اليوم الأول من التوقيع جرى بيع 15 ألف قميص يحمل اسم هاري كين وحقق البايرن أرباحاً فاقت مليون يورو، وبعد أسبوع بيع 50 ألف قميص آخر، قبل أن يتجاوز الرقم 100 ألف قميص في ظرف شهر، وهي أرقام لم يحققها سوى ميسي ورونالدو عند انتقالهما إلى الباريسي والنصر السعودي.

ولم يحقق مثلها حتى نيمار بعد التحاقه بالهلال قبل أيام، لكن هاري كين في أول تصريحاته لم يول أهمية لأرقام المبيعات ولا قيمة الصفقة بقدر تركيزه على عدد الأهداف التي يسجلها مع فريقه والبطولات التي يفوز بها على مدى أربع سنوات من مدة عقده الذي يمتد إلى غاية 2027، يكون فيها أحسن خليفة للبولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي رحل نحو البرسا الموسم الماضي.

لقد بدأ تعويض مبلغ الصفقة من الناحية المادية من خلال بيع الأقمصة ومداخيل الإعلانات، قبل أن يبدأ مفعول انضمام اللاعب للفريق من الناحية الفنية بتسجيله ثلاثة أهداف في مباراتين من عمر الدوري وتقديم تمريرتين حاسمتين لزملائه في مواجهة فيردر بريمن وأوغسبورغ ليصبح ثالث لاعب في تاريخ البايرن يسجل ثلاثة أهداف في أول مباراتين له في الدوري الألماني بعد غوستاف يونغ سنة 1967، وأدولفو فالنسيا عام 1993، ويتحول في ظرف وجيز إلى نجم الفريق الأول الذي تستند إليه منظومة لعب تعطلت في السنوات الأربع الماضية بسبب التغييرات المتكررة التي حدثت على مستوى المدربين وأثرت على المردود الجماعي للفريق ونتائجه محلياً وأوروبياً.

على مدى سنوات طويلة في مشواره الكروي لم يحصل كين على أي لقب مع توتنهام منذ 2009 رغم مشاركته في 435 مباراة في جميع المسابقات سجل فيها 280 هدفاً، وسجل 58 هدفاً مع منتخب بلاده، كانت لديه عروض خارجية مغرية، وأخرى محلية كثيرة من تشلسي ومانشستر يونايتد والسيتي منذ سنوات.

لكن كين فضل خوض التجربة الألمانية رغم تجاوزه سن الثلاثين بحثاً عن الألقاب والبطولات التي لم يتحصل عليها في إنكلترا مع توتنهام ولا مع المنتخب الإنكليزي رغم بلوغه نهائي دوري الأبطال ونهائي بطولة كأس أمم أوروبا ونصف نهائي كأس العالم واقترابه كل مرة من التتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز دون أن يناله.

المؤشرات توحي بأن البايرن لم يرم 100 مليون جنيه إسترليني من النافذة، لأنه سيعوضها في أقل من موسمين، وسيبقى يتسيد الدوري الألماني ويعود إلى واجهة المنافسة على دوري الأبطال بفضل هاري كين وجيل متميز من اللاعبين يقوده جمال موسيالا وكيميتش وكومان وغنابري وساني، تحت إشراف المدرب توماس توخيل، الذي كان أكثر المتحمسين لاستقدام هاري كين والمقنعين له بالانضمام إلى مشروع يحقق معه الألقاب التي تنقصه.

المساهمون