نيمار يزيد من متاعب "الباريسي" في ميركاتو مرهق

12 اغسطس 2023
هل يعود نيمار إلى برشلونة هذا الصيف؟ (إتسوو هارا/Getty)
+ الخط -

في ظل الغموض الذي يُرافق وضعية النجم الفرنسي كيليان مبابي مع النادي "الباريسي" الذي يتمسك بمبدأ التمديد أو الرحيل، ويصرُ فيه اللاعب على موقفه بالاستمرار حتى نهاية عقده، لا يزال مصير البرازيلي نيمار معلقاً بين رغبة النادي في التخلص منه وحاجة برشلونة لاستعادته رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة.

وفرض الوضع الاقتصادي على النادي "الكتالوني" الاستغناء عن الجناح الفرنسي عثمان ديمبيلي، وبيع عدد من استوديوهات قناة برشلونة التلفزيونية، بهدف التوقيع مع البرازيلي نيمار، المطالب من جهته بتخفيض راتبه الذي يشكل عبئاً كبيراً، وتضاف إليه أعباء نزواته وتصرفاته وإصاباته المتكررة التي دفعت إدارة "الباريسي" للسعي للتخلص منه رغم قدراته الفنية التي لا يختلف بشأنها اثنان.

والبعض يربط بين التحاق ديمبيلي بباريس بعودة نيمار إلى برشلونة في صفقة تبادلية تبدو معقدة في سيناريو معاكس لما حدث عام 2017، لكن الوضع يختلف هذه المرة، خصوصاً من جهة نيمار المطالب بتخفيض راتبه إلى 12 مليون يورو سنوياً، في حين يسعى محيطه لفسخ عقده مع "الباريسي" والرحيل حراً إلى برشلونة، وهو الأمر الذي لا تريده إدارة باريس، خصوصاً بعد إنفاق حوالي 50 مليون يورو من أجل ديمبيلي، ولا يمكنها أن تستغني عن مبابي ونيمار من دون مقابل، لأن ذلك سيشكل خسارة كبيرة للفريق، وصدمة كبيرة للجماهير التي فقدت ميسي من دون أن تتمكن من تحقيق لقب دوري الأبطال، وتتوجه لفقدان مبابي ونيمار في نفس الوقت.

برشلونة، من جهته، تنفس الصعداء من خلال حصوله على 50 مليون يورو في صفقة ديمبيلي، و60 مليونا من عملية بيع بعض الاستوديوهات الخاصة بالقناة التلفزيونية للفريق، ما يسمح له بدفع راتب نيمار في حالة انتقاله على سبيل الاعارة، خصوصاً بعد موافقة نيمار على تخفيض راتبه والرحيل عن فريق لم يعد يحظى فيه بنفس المكانة، وتحديداً منذ أن خرجت جماهير "الباريسي" في تظاهرات تطالبه بالرحيل بعد الإخفاق في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

ويُضاف إلى إخفاق الأبطال، إخفاق نيمار مع منتخب بلاده في مونديال قطر 2022، في وقت نجح فيه زميله ميسي في تحقيق اللقب، وعليه لا يريد تفويت آخر فرصة للفوز بكأس العالم 2026، من بوابة فريقه السابق برشلونة الذي يفتح له ذراعيه مجدداً بعد 6 سنوات من رحيله.

 صحيح أن نيمار تحول إلى لاعب مزاجي يحب حياة الصخب والسهرات ويصاب كثيراً، لكن عودته إلى برشلونة ربما تكون سببا في استعادة شغفه وإمكانياته ومستواه، ويسمح للنادي "الكتالوني" أيضاً بأن يستعيد هيبته على الصعيد الأوروبي والاستفادة منه اقتصادياً وترويجياً وجماهيرياً، وذلك لأن شعبيته في إسبانيا كبيرة، وبشكل خاص بعد مغادرة رونالدو وميسي وبنزيمة بطولة "الليغا".

لكن تبقى إمكانية التحاقه بالدوري السعودي أو الأميركي أو حتى الدوري الإنكليزي قائمة، نظراً لقيمته الفنية الكبيرة رغم راتبه المرتفع وسعره الذي لا يقل عن 60 مليون يورو لمن يريده، وهو الأمر الذي يضعه في موقع قوة في المفاوضات مع إدارة النادي "الباريسي" والأطراف التي تريد الاستفادة من خدماته. 

وقع باريس مع عثمان ديمبيلي وأصبح قريبا من الاستغناء عن نيمار، وفي نفس الوقت برشلونة يحتاج نيمار، ونيمار يحتاج لبرشلونة رغم تمسكه بالاستمرار، ما يجعل المعادلة قابلة للتحقيق، وهي مفيدة لكل الأطراف، ليبقى لغز مبابي قائماً وتصعب معرفة مصيره، في ظل العناد الحاصل في ميركاتو أصبح مرهقاً لجميع الأطراف المذكورة من دون استثناء...