نهاية جيل العمالقة

19 يوليو 2021
ميسي مع رونالدو بين آخر العظماء حالياً (Getty)
+ الخط -

عاش عالم كرة القدم أجيالاً ذهبية تداولت على اللمعان والبروز وافتكاك النجومية، وكانت دائما حديث كلّ المتابعين للمستديرة المجنونة.

الكلّ يتذكر عديد اللاعبين الخارقين للعادة، يتقدمهم الملك بيليهن الذي أدهش العالم بموهبته المبكرة، والذي بقي إلى حد الآن النجم الوحيد الذي توج بكأس العالم ثلاث مرات أعوام 1958 و1962 و1970.

وما زاد في قيمة وقوة بيليه تزامن عديد النجوم العمالقة في تلك الفترة، أمثال المذهل غارينشا والموهوب جايير زينهو والداهية جرسون وريفلينو.

منتخب السامبا كان خارج دائرة المقارنة. وانطلاقاً من وسط السبعينيات، تفتّح العالم على جيل جديد من الأقدام الذهبية التي تألقت بصفة صارخة بقيادة النجم الهولندي يوهان كرويف، والذي، في النهاية، لُقّبَ بالملك من دون تاج نظراً لعجز منتخب هولندا في نهائيين مختلفين لكأس العالم 1974 و1978، ولكن كرويف رسم اسمه بأحرف من ذهب في سقف الكرة العالمية. 

وواصلت الكرة تقديمها النجوم التاريخيين انطلاقاً من 1979، في أول حديث عن الخرافي دييغو مارادونا، الذي أذهل العالم بلعبه الفلكي، لينتزع شعبية عالمية غير مسبوقة. ورغم تزامن عديد النجوم الآخرين العمالقة، أمثال البرازيلي زيكو والفرنسي بلاتيني، فإنها أفَلَت أمام توهُج الفتى الذهبي للكرة الأرجنتينية.

ومع بداية نهاية مارادونا، كان كلّ العالم في انتظار اكتشاف الخليفة المنتظر ومدى قدرته على تخطي فنيات وإشعاع دييغو، لتأتي الإجابة بسرعة ومن نفس البلد حاملة اسم ليونيل ميسي، الذي أدخل العالم في دوامة مذهلة من خلال موهبة ربانية لا حدود لها. ميسي دمّر كلّ الأرقام القياسية وأهدى العالم أيقونة فريدة من نوعها، وأصبح بصفة واضحة حبيب الملايين وسيد أسياد اللاعبين.

 

وحتى تزامن العملاق البرتغالي الرهيب رونالدو زاد من قوة المنافسة لدى البرغوث الأرجنتيني، الذي انفرد بست كرات ذهبية لم يمتلكها أي لاعب غيره إلى حدّ الآن. 

والحيرة كلّ الحيرة حالياً في أوساط الكرة العالمية هي عدم بروز لاعب نجم بمواصفات من سبق ذكرهم. فلا نيمار البرازيلي ولا هازارد البلجيكي ولا غيرهم من الأسماء الحالية، يفتقدون لنيل لقب أفضل لاعب في العالم. وحتى في المستقبل القريب لا يوجد من بإمكانه أن يكون من سلالة بيليه أو مارادونا أو كرويف أو ميسي أو رونالدو. صبراً جميلاً.

المساهمون