يُسدل الستار اليوم على بطولة كأس العالم لكرة اليد السابعة والعشرين في مصر، عندما يلتقي منتخبا السويد والدنمارك في المباراة النهائية، بحثاً عن التتويج بطلاً للمونديال، وحصد الكأس التاريخية.
وتعد المباراة قمة أوروبية كبرى، في ظلّ تقديم المنتخبين عروضا جميلة، هي الأفضل بين كلّ المنتخبات، سواء الدنمارك حامل اللقب والمرشح الأول للتتويج، أو السويد الساعية إلى استعادة عرشها القديم بجيل جديد من اللاعبين فرضوا أنفسهم نجوماً.
وأهم ما يُميز اللقاء، التكافؤ. فالدنمارك لديها حارس مرمى هو الأفضل في العالم، نيكلاس لاندين، الذي أدى دوراً مؤثراً في التأهل إلى النهائي، ويملك خبرات كبيرة. في المقابل، تملك السويد أحد أفضل الحراس وأبرزهم، وبطل موقعة فرنسا الأخيرة "باليكا"، الذي تصدّى لأكثر من 10 تصويبات، ويُعَدّ قائداً حقيقياً لزملائه في أرض الملعب. ويمثل اللقاء بين المنتخبين مواجهة نارية بين نيكلاس وباليكا على لقب الأفضل.
وتراهن الدنمارك كثيراً في حصد الكأس العالمية على نجمها الأسطوري، وأفضل لاعبي العالم 3 مرات من قبل، ميكيل هانسن "الوحش"، كما يطلق على ظهير باريس سان جيرمان الفرنسي، وأحد أبرز نجوم البطولة، والأكثر تسجيلاً للأهداف، وهو الذي نال لقب رجل المباراة أكثر من مرة في رحلة الدنمارك، آخرها أمام إسبانيا.
في المقابل، تراهن السويد على نجمها الكبير هامبوس فان، رابع هدافي المونديال حتى الآن، وأفضل لاعبي السويد في البطولة، وهو قوة تهديفية كبيرة، إذ يسجل متوسط أهداف يصل إلى 6 في المباراة الواحدة، ويجيد اللعب في أكثر من مركز بالخطين الخلفي والأمامي، وورقة رابحة في التشكيلة ظهرت واضحة في لقاء فرنسا عندما سجل 11 هدفاً في نصف النهائي.
وتمثل المباراة حدثاً تاريخياً، فالدنمارك صعدت إلى خامس نهائي لها في التاريخ، وتسعى إلى الفوز بالمونديال للمرة الثانية على التوالي، والحفاظ على سلسلة النتائج الكبرى للجيل الحالي من اللاعبين، وبدء عصر ملاحقة المنتخبات التاريخية، وعلى رأسها فرنسا والسويد في عدد مرات التتويج.
في المقابل، تسعى السويد إلى كسر العقدة التي عانت منها منذ عام 2001، حيث كان آخر ظهور لها في النهائي في مشاركاتها المونديالية، وحصد اللقب للمرة الثانية في مصر، بعدما توِّج به في نسخة 1999 التي استضافتها مصر، وإضافة اللقب الخامس إليها في التاريخ.
من جانبه، أكد نيكولاي ياكوبسن، المدير الفني لمنتخب الدنمارك، في تصريحات إعلامية، ثقته في قدرة لاعبيه على مواصلة الطريق الصعب وحصد لقب بطل العالم للمرة الثانية على التوالي وكتابة التاريخ.
وقال ياكوبسن: "نلعب بطولة رائعة، تعرّضنا لعقبات، ولكننا تخطّينا كلّ الصعاب. نحن الآن في النهائي، ليس هذا بالإنجاز، الإنجاز هو الفوز بالبطولة للمرة الثانية. أشكر اللاعبين على ما قدّموه طوال البطولة، واجهنا فرقاً قوية مثل إسبانيا في الدور قبل النهائي والمرشحة للفوز، وقبلها مصر في الدور ربع النهائي، وهو البلد المضيف، لدينا تشكيلة رائعة ونلعب بأسلوب هجومي جيد، وإذا ما لعبنا كما فعلنا أمام إسبانيا، سنكرر الفوز، وهذه المرة على السويد ونحصد اللقب".
وأشاد المدير الفني بأداء لاعبيه، خاصة ميكيل هانسن، النجم المخضرم، وماتياس غيدزل، الظهير الأيمن وأحد أبرز هدافي الفريق في البطولة.
من جانبه، أكد النرويجي غلين سولبيرغ، المدير الفني للسويد، في تصريحات إعلامية، فخره بقيادة الجيل الحالي من اللاعبين وما قدّموه في البطولة. وقال سولبيرغ: "فخور بأداء اللاعبين في البطولة، وننتظر النهائي، وأتمنى أن نستمر بتلك الصورة مرة أخرى إضافية، وهذه المرة في النهائي، لا يمكنني وصف سعادتي، أعتقد أننا سيطرنا على مباراة نصف النهائي منذ البداية واستحق الفريق الفوز، ونركز في مباراة النهائي، ونتمنى بالطبع تكرار سيناريو التتويج كما حدث في عام 1999".
وكانت الدنمارك قد صعدت إلى النهائي بعد رحلة شاقة وقوية بدأتها في المجموعة الرابعة بالدور الأول، وفازت على البحرين 34-20، وحققت الفوز على الكونغو الديمقراطية 39-19، ثم تصدّرت القمة، وحسمت صدارة المجموعة بالفوز على الأرجنتين 31-11.
وفي الدور الرئيسي، واصلت الدنمارك تفوقها، وفازت على قطر 32-23، ثم فازت على اليابان 34-27، ثم كرواتيا 38-26 في قمة أوروبية، لتتأهل إلى الدور ربع النهائي، لتتغلب على مصر البلد المضيف 4-3 برميات الترجيح بعد التعادل 35-35، قبل أن تفوز على إسبانيا 35-33 في نصف النهائي وتصعد إلى الدور النهائي بحثاً عن ثاني لقب على التوالي.
في المقابل، صعدت السويد إلى النهائي بعد مسيرة قوية، بدأتها في المجموعة السابعة بالفوز على مقدونيا الشمالية 32-20، ثم الفوز على تشيلي 41-26، ثم مصر 24-23 لتتصدر المجموعة.
وفي الدور الرئيسي، تراجعت بداية السويد القوية بتعادلين في البداية مع سلوفينيا 28-28، وروسيا البيضاء 26-26، قبل أن تهزم الاتحاد الروسي 34-20، وتتأهل إلى الدور ربع النهائي، وتلتقي قطر وتتفوق 35-23، قبل الفوز على فرنسا المرشح القوي 32 – 26، لتتأهل إلى النهائي مجدداً.
ويشهد المونديال أيضاً لقاء الجريحين، فرنسا وإسبانيا، اللذين يلعبان وجهاً لوجه لتحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع، وحصد الميدالية البرونزية للبطولة، والحضور شرفياً على منصات التتويج، بعد أن خسر كلّ منهما أحلامه في الحصول على لقب البطولة وبلوغ النهائي عقب السقوط أمام السويد والدنمارك.
وكانت البطولة التي استضافتها مصر اعتباراً من 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، ويسدل عليها الستار اليوم، قد شهدت مشاركة 32 منتخباً قبل أن يُعلَن انسحاب الرأس الأخضر بسبب إصابة لاعبين لديه بفيروس كورونا.
وكتبت البطولة ظاهرة لافتة للنظر تتمثل في تألق حراس المرمى بشكل لافت للغاية، ونالوا النجومية الأكبر، مثل كريم هنداوي ومحمد الطيار في مصر، وساريتش حارس مرمى منتخب قطر، والإدريسي حارس مرمى المنتخب المغربي، وهم من أفضل الحراس.