نجوم الميركاتو العربي يُعانون: متى يُقلع أوناحي وديلور؟

28 فبراير 2023
بداية صعبة لعدد من النجوم العربية (العربي الجديد/ Getty)
+ الخط -

يُواجه عدد من نجوم كرة القدم العربية أزمات في بداية تجاربهم الجديدة، بعد انتقالهم لأندية خلال الميركاتو الشتوي الأخير، إذ لم يقدر الكثير منهم على صنع الفارق حتى الآن، وتقديم الإضافة لفرقهم الجديدة، ولا يمكن الحديث عن فشل باعتبار أن التجارب ما زالت في بدايتها، ولكن البداية كانت صعبة وخالفت التوقعات الأولى.

وتختلف وضعية كل لاعب من نجوم الميركاتو العربي في أوروبا، ذلك أن البداية الصعبة لا تعني أن الاختيار لم يكن موفقاً، فالمهم هو إنهاء الموسم بشكل إيجابي وترك أفضل انطباع قبل التفكير في تحقيق نتائج سريعة. وقد رافق الفشل ثلاثة أسماء صنعت الحدث في الميركاتو الشتوي، وأثار مستقبلها اهتماماً إعلامياً كبيراً في أوروبا.

لم يقدر المغربي عز الدين أوناحي على فرض نفسه أساسياً في صفوف مرسيليا الفرنسي، بعدما انتقل إلى الفريق قادماً من أنجيه، رغم أن مدربه الكرواتي إيغور تودور أثنى كثيراً على قدراته وأكد أنه تابعه قبل انطلاق نهائيات كأس العالم في قطر، ولم ينتظر تألقه مع منتخب "أسود الأطلس" لطلب التعاقد معه.

ورغم هذه الإشادة، فإن أوناحي شارك أساسياً في لقاء واحد في الدوري الفرنسي، وكان أمام فريق تولوز حيث لعب خلال الشوط الأول واستبدله المدرب في بداية الشوط الثاني بسبب ضعف مستواه، وبعد أن كان الفريق متأخراً في النتيجة، فإن مرسيليا قلب الطاولة وفاز بنتيجة 3ـ2. وتبدو الصعوبات التي اعترضت طريق النجم المغربي متوقعة، بما أنه انضم إلى مرسيليا الذي كان يمرّ بفترة انتعاش مميزة في الدوري الفرنسي ويحقق نتائج مميزة ويُنافس على اللقب، ومن الطبيعي في مثل هذه الوضعيات ألا يقوم المدرب بتغييرات على التشكيلة.

كما أن النادي الفرنسي يملك عدداً مهماً من اللاعبين المؤثرين في وسط الميدان البعض منهم دولي وبالتالي كان من الصعب أن يفتك مكاناً أساسياً، وهو مطالب باستغلال الفرصة القادمة التي ستتوفر له من أجل فرض نفسه في حسابات المدرب مجدداً، وخاصة أن الهدف الذي سجله في مرمى نانت قدّم للجميع صورة عن مهاراته الفنية العالية التي من شأنها أن تمنحه دفعاً قوياً لكسب المنافسة في الفريق. وحتى الآن شارك أوناحي في 6 مباريات مع الفريق، منها آخر 10 دقائق في الكلاسيكو أمام باريس سان جيرمان، يوم الأحد، ولم يحصد علامات مميزة من الصحف المختصة في معظم المباريات.

وتعرض المهاجم الجزائري أندي ديلور إلى موقف صعب، يوم الأحد، في الدوري الفرنسي لكرة القدم، حيث لم يكن قادراً على إنقاذ فريقه نانت من السقوط أمام رين على ميدانه، لتتواصل النتائج السلبية لـ"الكناري" في المدة الأخيرة، وتواصل فشل اللاعب الجزائري في التهديف، إذ لم يقدر حتى الآن على ترك بصمته مع الفريق، بل رافقت صيحات الاستهجان عملية تبديله في نهاية اللقاء.

ولم يكن ديلور مستعداً لرفع التحدي خلال هذه التجربة الجديدة، ذلك أن ابتعاده عن المباريات الرسمية فترة طويلة بعد التصعيد الذي قام به من أجل إجبار إدارة فريقه السابق، نادي نيس، على بيع عقده. واعترف ديلور في حديث لصحيفة "ليكيب" الفرنسية، بأنه يتفهم تصرفات الجماهير، ولكنه واثق بأنه سيكون نجم الجماهير في الفترة المقبلة وسيجبرها على مساندته ودعمه بشكل مستمر، وسيحرز الأهداف التي تسعد الجماهير في ملعب "لابوجوار".

وإثر مرور 7 مباريات شارك فيها ديلور مع الفريق في كل المسابقات، لم يقدر بعد على التسجيل، حيث عانده الحظ في اللقاء الأخير، بعدما سجل هدفاً ولكن الحكم المساعد ألغاه معتبراً أن ديلور كان في موقف تسلل.

وعاش المغربي سليم أملاح مع فريقه بلد الوليد بداية تجربة قاسية، ذلك أن الوافد الجديد على الدوري الإسباني لكرة القدم لم يكن موفقاً في مباراته الأخيرة، حيث تعرض إلى الطرد المباشر، وبالتالي سيغيب عن المباريات القادمة مع فريقه، وهو الذي كان يحلم بتوديع كابوس تجربته مع ستاندار دو لييج البلجيكي نهائياً بتحقيق نجاحات كبيرة في "الليغا" ولكن هذا الأمر لم يحصل.

ودفع المغربي ثمن الأزمات التي عاشها مع فريقه وابتعاده عن المباريات الرسمية، ولكن بعد انتهاء العقوبة سيكون أمام فرصة التعويض وكسب ثقة المدرب لمحاولة فرض نفسه أساسياً، وخاصة أن لديه من القدرات ما يُساعده على أن يكون أساسياً في الفريق ويقدم الإضافة.

في المقابل، فإن بعض الصفقات الأخرى كانت موفقة في بدايتها، وخاصة إسلام سليماني، الذي استعاد مهاراته في التهديف بعد الأزمة التي عاشها مع فريقه السابق بريست الفرنسي، حيث سجل هدفاً وحيداً في الدوري الفرنسي في بداية الموسم وأحرز هدفاً ثانياً في كأس فرنسا. ولكنه عاد للتسجيل مع أندرلخت، حيث سجل باستمرار منذ تعاقده مع الفريق، وأحرز أربعة أهداف في كل المسابقات حتى الآن، منها هدف في منافسات المؤتمر الأوروبي، ولهذا فإن التجربة تعتبر موفقة في أسابيعها الأولى.

المساهمون