نابولي والنجمة الثالثة

01 مايو 2023
جماهير فريق نابولي تستعد لاحتفالات كبيرة في المدينة (فيشينزو إيزو/Getty)
+ الخط -

انطلقت الأفراح في مدينة نابولي ابتهاجاً واحتفالاً باقتراب فريق نابولي من تحقيق لقب الدوري الإيطالي للمرة الثالثة في تاريخه، وهو الحلم الكبير المنتظر منذ حوالي 33 سنة، وهي بمثابة عودة إلى إنجازات الماضي لفريق نابولي، عندما كان الأسطورة الأرجنتينية، دييغو مارادونا حاضراً.

وكان مارادونا انتقل من فريق برشلونة الإسباني إلى فريق نابولي الإيطالي وخاض تجربة مميزة مع فريق الجنوب الإيطالي، ووصل مارادونا إلى مدينة الفقراء التي تعاني اقتصادياً وسط توترات بين الشمال والجنوب الإيطالي.

واستُقبل دييغو في ملعب "سان باولو" بحضور حوالي 75 ألف متفرج، ليُحقق أول لقب دوري بتاريخ نابولي في موسم 1986-1987، بعد أن جمع 42 نقطة متفوقاً على منافسه فريق يوفنتوس، وإنتر ميلان صاحب المركز الثالث برصيد 39 نقطة، بقيادة المدرب، أوتافيو بيانكي.

ثم حقق لقبا ثانيا في بطولة الدوري في موسم 1989-1990، بعد أن جمع 51 نقطة، وحل فريق ميلان ثانياً برصيد 49 نقطه وإنتر ميلان ثالثاً برصيد 44 نقطة، بقيادة المدرب، ألبيرتو بيجون، بالإضافة للتتويج بلقب كأس إيطاليا في عام 1987، ولقب السوبر الإيطالي في عام 1990، ثم لقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1989.

وخاض مارادونا 259 مباراة مسجلاً 185 هدفاً (188 في بطولة الدوري وسجل 81 هدفاً)، وتألق خلال تلك الفترة الثلاثي الذي نال لقب "الماجيكا"، مارادونا – برونو جيوردانو- كاريكا البرازيلي بالإضافة للنجوم أليماو البرازيلي، فرانكيني، فوزي، دي نابولي وفيريرا.

بعد رحيل مارادونا، بدأ فريق نابولي مرحلة جديدة والتي بدأت بأزمة مالية وإفلاس كبير وهبوط إلى الدرجة الثانية، ليأتي عهد المالك والرئيس الحالي للنادي المنتج السينمائي، أورليو دي لورينتس، المستمر منذ عام 2004، وصعد بالفريق إلى "الكالتشيو" مجدداً بعد خوض منافسات الدرجات المتدنية لسنوات، وحقق الفريق 3 ألقاب في بطولة كأس إيطاليا ولقبا في بطولة السوبر الإيطالي، وحاول الرئيس تطوير الفريق كل هذه السنوات من خلال التعاقد مع مدربين جيدين ولاعبين مميزين.

ومن النجوم الذين لفتوا الأنظار مع فريق نابولي: السلوفاكي هامسيك، الأرجنتيني غونزالو إيغوايين، الأرجنتيني لافيتزي، السنغالي كاليدو كوليبالي، البرازيلي إيطالي الجنسية جورجينيو، الإيطالي لورينزو إينسيني، الأورغواياني إدينسون كافاني، وصولاً للهداف النيجيري فيكتور أوسيمين، الذي وصل من فريق ليل الفرنسي مقابل 7 ملايين يورو، وكذلك الجناح الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا.

ووصلت ثورة فريق نابولي إلى الذروة مع المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي، الذي بدأ رحلته مع الفريق في عام 2021، وخلف المدرب جينارو غاتوزو، وخاض سباليتي 554 مباراة كمدرب، وحقق لقبين في بطولة الكأس مع روما وحل وصيفاً في 3 مناسبات أيضاً.

ومنذ لقب الدوري عام 1990، تعاقد فريق نابولي مع 32 مدربا أبرزهم الإيطاليان كلاوديو رانييري ومارشيلو ليبي، الصربي بوسكوف، التشيكي زيمان، والإيطاليان روبيرتو دونادوني ووالتر ماتزاري، الإسباني رافاييل بينيتيز، وكذلك المدربان الإيطاليان ماورسيو ساري كارلو أنشيلوتي جينارو غاتوزو.

أعاد سباليتي ترتيب البيت من الداخل وحصل على تدعيمات جديدة غطت الاحتياجات والطموحات، وفي الموسم الأول (2021-2022)، حل في المركز الثالث بعد أن جمع 79 نقطة خلف فريق إنتر الوصيف (84 نقطة)، وميلان البطل (86 نقطة)، وشهد موسمه الأول الإقصاء من دوري الـ 16 في بطولة كأس إيطاليا أمام منافسه فريق فيورنتينا وكذلك في ملحق بطولة الدوري الأوروبي أمام فريق برشلونة.

وفي الموسم الثاني يبدو أن المدرب سباليتي يسير لتحقيق إنجاز تاريخي، إذ يتصدر بطولة الدوري بعد أن جمع 79 نقطة من 25 فوزاً و4 تعادلات و3 خسارات، وبفارق مريح هو 18 نقطة عن فريق لاتسيو الوصيف (61 نقطة)، ولكن في وقت كان قريبا من الوصول إلى الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، خرج على يد فريق ميلان في الدور ربع النهائي.

كما وتأجل تتويجه بلقب "الكالتشيو" رسمياً بالرغم من خسارة لاتسيو أمام إنتر (3 – 1)، وذلك بسبب تعادل فريق نابولي مع منافسه ساليرنيتانا (1 – 1)، وهو الذي كان يحتاج للفوز من أجل حسم التتويج باللقب رسمياً، وتحقيق اللقب الثالث في تاريخه قبل 6 جولات من الختام.

قدم فريق نابولي موسماً رائعاً وأبدع نجومه الحارس الدولي الإيطالي ميريت ودفاع صلب بقيادة الكوسوفي أمير رحماني، الكوري مين جاي كيم، والظهيران الإيطالي دي لورينزو والبرتغالي، ماريو روي، ووسط ملعب متميز بقيادة السلوفاكي، لوبتكا، والكاميروني أنغيسا، والبولندي جيلنسكي، والهجوم القوي والخطير النيجيري، فيكتور أوسيمن الذي سجل 21 هدفاً والهداف الجورجي كفاراتسخيليا، الذي سجل 12 هدفاً وصنع 10 أهداف، بالإضافة لماتيو بوليتانو، والمكسيكي لوزانو، والمقدوني أليف ألماس، الإيطالي جياكومو راسبادوري، والأرجنتيني جيوفاني سيميوني.

في النهاية سيكسر التتويج باللقب احتكار الثلاثي يوفنتوس وإنتر وميلان للألقاب منذ موسم 2000-2001، ليعود نابولي من الباب الكبير إلى قمة الكرة الإيطالية متفوقاً على الكبار.

المساهمون