هذه الأيام ليس هنالك كلام في الكرة إلا ويُذكر فيه الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي أصبح في عمر الخامسة والثلاثين عاماً، قريباً جداً من الاعتزال الكروي، ولا يحجبه عن ذلك إلّا اقتناص لقب كأس العالم، الذي ينقصه لتكتمل صورة أفضل لاعب لكلّ الأوقات.
الجوهرة الأرجنتينية حطّمت كلّ الأرقام القياسية، إن كانت مع النادي أو مع المنتخب. ليو هو بالتأكيد أكبر هداف في تاريخ منتخب الأرجنتين، وهو كذلك أكثر من لعب له مباريات.
ولم يكتف بذلك، بل اقترب من تحطيم الرقم الأسطوري للألماني ماتيوس في خوض أكبر عدد مباريات بكأس العالم، حينما يخوض المباراة النهائية لهذه الكأس العالمية، بعدما عادله حالياً بخمس وعشرين مباراة في نهائيات كأس العالم.
ويضع الأرجنتيني نصب عينيه الإطاحة بالديك الفرنسي الذي يصيح عالياً ومتحدياً الجميع، وما على ميسي إلا إيجاد الحلول اللازمة لفك شفرة رمز الفرنسيين.
الحدث العالمي خارق للعادة، ويتطلب لاعباً خارقاً للعادة مثل ميسي، الوحيد الذي بإمكانه إسعاد شعب أرجنتيني يئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة، وينتظر الفرحة الكبرى للملمة جراحه.
الفرصة أخيرة في عمر لم يعد يسمح للبرغوث الأرجنتيني بالفشل والخروج من الباب الصغير، بعد مسيرة طويلة من الانتظار لخطف لقب المونديال.
ولا يمكن للشعب الأرجنتيني نسيان عهد الفتى الذهبي الراحل دييغو مارادونا، الذي أهدى لقب كأس العالم لبلده منذ ستة وثلاثين عاماً، إلا من خلال نجاح ميسي في نيل الكأس العالمية، لتكون الاستحقاق الأخير في حياته الكروية الفريدة من نوعها. وإن غداً لناظره قريب.