استمع إلى الملخص
- **قوة ذهنية ومعنوية:** أظهرت إيمان صلابة ذهنية كبيرة، حيث لم تتأثر بالحملة ضدها وفازت بإجماع القضاة، مما يعكس قوتها النفسية وقدرتها على تجاوز الضغوطات.
- **إنجاز غير مسبوق:** أصبحت إيمان أول امرأة عربية تُحقق ميدالية في الملاكمة بالأولمبياد، وأول جزائرية تُحقق ميدالية منذ 2008، مما يعزز تاريخ سيدات الجزائر في الأولمبياد.
ضمنت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف (25 عاماً) تحقيق ميدالية في أولمبياد باريس 2024، بالإضافة إلى عدد من المكاسب، وذلك بعد تأهلها، مساءأمس السبت، إلى الدور نصف النهائي على حساب المجرية آنا لوكا هاموري، ضمن فئة وزن أقل من 66 كيلوغراماً، وفي منازلة جلبت اهتماماً عالمياً كبيراً عبر قنوات التلفزيون وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الحملة الشعواء التي تعرّضت لها خلال الأيام الأخيرة، وزادت حدتها منذ تجاوزها الإيطالية أنجيلا كاريني في الدور السادس عشر من هذه التظاهرة الرياضية.
وكان الكثير من الصحف العالمية وكذلك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى شخصيات مشهورة على المستويين الرياضي والسياسي، قد قاد خلال الأيام الأخيرة حملة عنصرية ضد إيمان خليف، لدرجة وصفها بـ"رجل متحول جنسياً"، في وقت تلقت دعماً جماهيرياً جزائرياً وعربياً كبيراً على ما تعرضت له من تشكيك وإساءة، إلى أن جاء الإنصاف من اللجنة الأولمبية الدولية، وفي المقدمة الرئيس توماس باخ، الذي أكد أحقية الملاكمة الجزائرية في المشاركة ضمن فئة السيدات.
خليف تستعيد كرامتها أمام أنظار العالم وميدالية مُنتظرة
استطاعت إيمان خليف، عبر تجاوزها المجرية آنا لوكا هاموري، حصد الكثير من المكاسب، وليس فقط على المستوى الرياضي، بل إنها استعادت كرامتها أمام أنظار العالم بعد الحملة الشرسة التي تعرضت لها طوال الأيام الماضية، حتى إنها أكدت ذلك بعد المنازلة أمام هاموري في تصريحات لقناة "بي إن سبورتس" القطرية، عندما اعترفت أن ما جرى لها هو قضية استعادة كرامة وشرف بعد الذي مسّ المرأة العربية، وهو ما زاد أكثر من حرصها على الفوز وتحقيق التأهل للدور المقبل.
قوة ذهنية ومعنوية تُرشح خليف للذهب
وكانت الجماهير الجزائرية والمتابعون مشوارَ إيمان خليف في أولمبياد باريس 2024 متخوفين من أن تؤثر الحملة الموجهة ضد هذه الملاكمة على حظوظها في التأهل للدور النصف النهائي، لكن خليف أثبتت صلابتها وقوتها أمام منافستها هاموري، وأنهت الجولات الثلاث لصالحها بإجماع القضاة، وهو ما يُلخص قوتها من الناحيتين الذهنية والنفسية وحتى المعنوية، إذ لم يظهر عليها أي تأثر من الذي تعرضت له من ضغوطات وإساءات كانت من الممكن أن تؤثر على رياضي آخر، وهذا مكسب مُميز يُرشّحها للتأهل إلى النهائي على حساب منافستها التايلاندية جانافاغ سوانافاغ، يوم السادس من أغسطس/ آب الجاري، ومنه المنافسة على الميدالية الذهبية.
خليف وإنجاز غير مسبوق عند العرب
المكسب الرياضي الآخر الذي حققته خليف بعد تأهلها للدور النصف النهائي، وضمانها الميدالية البرونزية على الأقل، هو دخولها تاريخ الملاكمة العربية من أوسع أبوابه، بحيث أصبحت أول امرأة تُهدي العرب ميدالية بتاريخ الأولمبياد في هذه الرياضة، وهذا يُضاف إلى أنّها أول ميدالية في رياضة الملاكمة بالنسبة لبلادها الجزائر منذ برونزية محمد علالو سنة 2000 بمدينة سيدني الأسترالية، أي بعد انتظار دام 24 عاماً، في حين أن الذهبية الوحيدة كانت عن طريق الملاكم الراحل محمد سلطاني في دورة أتلانتا عام 1996، وهو إنجاز كذلك تستهدفه خليف في هذه الدورة الأولمبية الجارية في العاصمة الفرنسية.
خليف تُحيي تاريخ سيدات الجزائر في الأولمبياد
وأصبحت إيمان خليف أول جزائرية في فئة السيدات تُحقق ميدالية في الأولمبياد وفي جميع الرياضات، منذ برونزية صورية حداد التي حققتها في منافسات الجودو بدورة بكين عام 2008، ومع المستوى المميز الذي أظهرته لحد الآن في باريس، ارتفعت الآمال في أن تكون ثالث جزائرية تُحقق الذهب في تاريخ الألعاب الأولمبية، بعد حسيبة بولمرقة في رياضة ألعاب القوى ضمن تخصص 1500 متر سنة 1992 بمدينة برشلونة، وهو حال العداءة نورية بنيدة مراح عام 2000 في سيدني، لكن الأمر لن يكون بالتأكيد سهلاً أمام خليف، عطفاً على قوة باقي المنافسين في هذا السباق، لكن يبقى الأكيد لحد الآن أن الجزائر لن تخرج خالية الوفاض في عدد الميداليات الملونة، بعد أن حدث ذلك في أولمبياد طوكيو الأخيرة.