مورينيو.. تضاد يوضح المعنى ويؤكده

23 اغسطس 2015
+ الخط -


لا خلاف على أن مدرب تشيلسي الإنجليزي، البرتغالي جوزيه مورينيو، يعد شخصية فريدة من نوعها، ولكن أكثر ما يميزه هو أنه يمكن تلخيص شخصيته في كونها "كل شيء ونقيضه".

يقال في علم البلاغة إن التضاد يوضح المعنى ويؤكده، ولكن التضاد في عالم مورينيو الكروي يوضع معنى واحداً فقط: أنه لا شيء يعلو فوق مصلحته في الفريق الذي يدربه، لذا فإنه طوال مسيرته اضطر إلى عقد تحالفات وشن حروب مع لاعبين كانوا نجومه وأصبحوا خصومه والعكس.

بدرو رودريغز لن يكون المثال الأول والأخير فهذا اللاعب كان من اكتشاف بيب غوارديولا المدير الفني السابق للنادي الكتالوني، مدرب بايرن ميونخ حالياً، والغريم الأكبر لمورينيو، ولكن البرتغالي لا يأبه بأي من هذا.. "هناك لاعب جيد وأنا أحتاجه وحتى لو كان متحالفاً مع الشيطان نفسه سأجلبه".. هكذا يفكّر مورينيو.

هناك في مسيرة مورينيو الكثير من الأمثلة حول هذا التضاد والتحول الذي قام به مع عدد من اللاعبين، وهي كالتالي:

مسلسل كاسياس
ربما هذه هي الحالة الأغرب في مسيرة مورينيو، والتي لم تنته حتى الآن، ففي بداية الأمر حينما تولى مورينيو تدريب الريال قال في 2010 عن كاسياس إنه "لا يمكن المساس به"، ثم عاد في 2010 واعتبر أنه "يستحق الفوز بالكرة الذهبية"، ولكنه في 2013 جعله صديقاً للدكة ورفض أي انتقاد لقرار الاعتماد على دييغو لوبيز بحجة أنه يفضل "طوال القامة".

وأشارت كل التكهنات حينها إلى أن كاسياس كان متهماً بتسريب أخبار الفريق لصديقته الإعلامية سارة كاربونيرو، فيما قالت تقارير أخرى إن مورينيو كان يجد ثقل وصوت "القديس" في غرفة الملابس عالياً بدرجة يجب التعامل معها.

وكانت آخر الحلقات في هذا المسلسل الذي بدأ بكون كاسياس "حارساً لا يمكن المساس به"، هي تصريحات مورينيو عقب رحيل قائد المنتخب الإسباني إلى بورتو حيث اعتبر أن راتبه مبالغ فيه في ظل الوضع الذي تمر به البلاد.

الفرعون الصغير
الحديث هنا عن لاعب روما الحالي محمد صلاح، والذي كان سابقاً نجماً في بازل السويسري حيث أصر مورينيو على جلبه إلى فريقه حتى لا يحط الرحال في ليفربول كما كان متوقعاً، فقد أكد حينها أن الـ"بلوز" في حاجة إليه، خاصة بعدما كان "الفرعون" قد تمكن من هز شباك تشيلسي بالتخصص.

قضى صلاح نحو موسم ونصف الموسم داخل تشيلسي حتى انتهى به الأمر معاراً في سوق الانتقالات الشتوي الماضي إلى فيورنتينا الإيطالي في صفقة تضمنت قدوم الكولومبي خوان كوادرادو للنادي الإنجليزي بناء على طلب من مورينيو.

وقبل بداية الموسم الجاري أخرج مورينيو صلاح من حساباته على الرغم من أنه تألق مع فيورنتينا لينتهي المطاف باللاعب المصري معاراً مجدداً، هذه المرة في روما الإيطالي.

ابن لا ماسيا
إذا كانت حالة كاسياس هي الأغرب، فإن صفقة ضم الإسباني سيسك فابريغاس هي الأعجب، إذ إن اللاعب كان قد رد في موسم 2013-2014 إبان حقبة تاتا مارتينو على تصريحات لمورينيو انتقد فيها نادي برشلونة، وقال فيها إن الفريق ليس كما كان منذ عدة سنوات، ليخرج اللاعب الإسباني ويطلب من المدرب البرتغالي أن "يصمت ويهتم بشؤونه".

تعجب الكثيرون بعدها كيف تمكن مورينيو بعد نهاية ذلك الموسم من إقناع فابريغاس بالانضمام لتشيلسي بعد مكالمة هاتفية لم تستغرق سوى دقائق، كما قال اللاعب الإسباني بنفسه.

لا بد من أن مورينيو له سحر خاص، وإلا فكيف نجح من تحويل العداوة إلى علاقة ناجحة تمكن عن طريقها فابريغاس الموسم الماضي من صناعة 24 هدفاً في كل المسابقات وتسجيل خمسة؟

صاروخ البرتغال
يحمل مورينيو وكريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني نفس الجنسية، وخلال الفترة التي درب فيها "ذا سبيشال وان" النادي الملكي (2010-2013) كان الـ"دون" عنصرا حاسماً في النجاحات التي حققها الفريق حينها وتضمنت كأس الملك والليغا وكأس السوبر الإسباني.

خلال الفترة التي درب فيها مورينيو الريال لم يتوقف عن الإشادة به وباحترافيته وكونه "ماكينة أهداف" بل واعتباره "أفضل لاعب على الساحة" مرات عدة، ولكن بعد الرحيل ومن دون سبب واضح أو معلوم حتى الآن لا يتوقف عن الإدلاء بتصريح يثير الجدل بخصوص "صاروخ ماديرا".

وهناك تلك المرة التي قال فيها إنه يفخر بتدريب "رونالدو الحقيقي البرازيلي"، وذلك ما فسر على إنه تقليل من شأن كريستيانو الذي رد على تصريحات مورينيو حينما سأله الصحافيون بخصوصه بقوله "أنا لا أبصق في طبق أكلت فيه"، وهو مثل برتغالي يستخدم للإشارة إلى عدم الرغبة في الحديث عن شخص ما بدافع "العشرة".

يأتي هذا أيضاً إلى جانب تلك التصريحات الأخيرة لمدرب تشيلسي الإنجليزي الذي اعتبر فيها أن لاعبه البلجيكي ايدين هازارد أفضل حالياً من كريستيانو وأثارت قدراً كبيراً من الجدل.

المساهمون