ما يفعله رونالدو في اليوفي للموسم الثالث، وما يحدث للبلجيكي إيدن هازارد في الريال للموسم الثاني بسبب تكرار إصاباته وغياباته، يعيد إلى الأذهان أسئلة وتكهنات طرحت في مدريد على مدى موسمين حول جدوى استغناء إدارة الريال عن رونالدو في أوج عطائه مقابل 100 مليون يورو ، واستقدام هازارد في يونيو 2019 مقابل 130 مليونا، من دون أن يتمكن من المشاركة سوى في 22 مباراة في جميع المسابقات مسجلاً هدفاً واحداً بعدما لازم بيته والعيادة وكرسي الاحتياط والمدرجات لفترات متقطعة بسبب الإصابات المتكررة، في وقت يصنع رونالدو الحدث في اليوفي منذ موسمه الأول الذي سجل فيه 43 هدفاً، ثم 46 في الموسم الثاني، ويحتل اليوم ريادة ترتيب هدافي الدوري بعدما سجل 19 هدفا في جميع المسابقات، محافظاً على مستوياته الكبيرة.
لا يمكن المقارنة بين المهارتين التي لا يشكك فيهما أحد، لكن الوضعية التي يعيشها هازارد لم تمنع من طرح التساؤلات حول الحالة الصحية للبلجيكي الذي لم يغب عن تشلسي سوى في عشرين مباراة، على مدى سبعة مواسم لعب فيها 352 مباراة مسجلاً 110 أهداف في جميع المسابقات، بينما غاب عن تشكيلة الريال في 43 مباراة على مدى موسم ونصف، ما أدّى إلى تراجع قيمته السوقية في ظرف وجيز من 150 إلى 50 مليون يورو، ووضع المدرب زيدان في مأزق كبير بعدما كان يعول عليه كثيراً في تعويض غياب رونالدو، وقيادة الريال نحو التتويج بدوري الأبطال الموسم الماضي والحفاظ على لقب الليغا لهذا الموسم، لكن معاناة اللاعب مع الإصابات المتكررة لا تزال متواصلة، مما يعزز القلق من المستقبل رغم تألق بنزيمة الذي يبقى مهاجماً متميزاً، لكن الفريق بحاجة إلى نجم يقوده.
لقد تبيّن مع الوقت بأن الريال أخطأ في الاستغناء عن رونالدو في أوج عطائه، وفشل في صفقة هازارد الذي أراد زيدان أن يبني عليه منظومة لعب الريال بالاستناد على الشبان فينيسيوس جونيور ورودريغو وأسينسيو، وينتقل معه إلى عهد جديد لم تظهر معالمه لحد الآن لدرجة كاد على أثرها الفريق يخرج من دوري المجموعات في دوري الأبطال بسبب المستويات المتباينة التي أظهرها والغيابات المتكررة لإيدين هازارد الذي لم يشارك في مباراتين متتاليتين في الدوري هذا الموسم ليتحول إلى صفقة خاسرة من الناحيتين الفنية والمالية، قد تترك آثارها في نهاية الموسم إذا أخفق الريال في الحفاظ على لقب الدوري، وفشل في المنافسة على لقب دوري الأبطال، بعدما أخفق في الفوز بلقب كأس السوبر إثر خروجه الأسبوع الماضي على يد المتوج أتلتيك بلباو ، وخرج من كأس الملك أمام فريق من الدرجة الثالثة.
صبر جماهير الريال والصحافة المدريدية على هازارد بدأ ينفد، لذلك تفكر إدارة النادي جدياً في بيعه الصيف القادم لتمويل صفقة انتقال الدولي الفرنسي كيليان مبابي التي لا تقل عن 150 مليون يورو، أو استعادة غاريث بيل المعار إلى توتنهام، وهو السيناريو الأسوأ للفريق في الظروف الحالية التي تتميز بشح الموارد المالية نتيجة تراجع المداخيل.
وبعدما تعود الريال على اللعب من دون هازارد الذي لن يجد من ينتدبه حالياً ويدفع من أجله 50 مليون يورو، خاصة أن رونالدو رفع السقف عالياً في مشواره مع الريال كنجم فوق العادة سجل معه 450 هدفًا في 438 مباراة وفاز معه بكلّ البطولات، قبل أن يغادر مبكراً إلى اليوفي في وقت كان بإمكانه الاستمرار لسنوات أخرى وتحقيق الألقاب والبطولات والموارد المالية للفريق، وإسكات جماهير الريال.
لا مجال للمقارنة بين مردود رونالدو وهازارد اليوم، ولا يمكن لأي لاعب أن يعوض لاعباً آخر في أي فريق، كما لا يمكن تعويض رونالدو في الريال مهما كان الحال حتى ولو كان الأمر يتعلق بإيدين هازارد الذي لا يشكك أحدٌ في قدراته ومهاراته، التي جعلته مرغوباً في كلّ أندية العالم عندما كان يبدع في ليل ثم تشلسي، وصار أولوية الريال، لكن لسوء حظه جاء بعد رحيل رونالدو مباشرة وتعرّض لإصابات متكررة أثّرت على مستواه ومردوده، كما أن مواصلة رونالدو لإبداعاته مع فريقه اليوفي في نفس الوقت، كلّها عوامل تزيد من حجم الضغوط على فريق كبير لن يصبر على هازارد أكثر مما فعل لحد الآن.
الظروف الصعبة التي يمرّ بها الريال حالياً مع إخفاقه في كأس السوبر وخروجه من كأس الملك، يقود الإعلام والجماهير، إلى استعادة ذكريات أيام رونالدو والحسرة على صفقة هازارد، ومن ثم التفكير في البديل، لأن الريال لا ينتظر، خاصة أن الحفاظ على لقبه والمنافسة على دوري الأبطال لن يحصل بهازارد كهذا.