للمرة الثالثة على التوالي يخفق رونالدو في قيادة فريق يوفنتوس لاجتياز ربع نهائي دوري الأبطال الذي استُقدِم من أجله إلى إيطاليا بعد خروجه في الدور ثمن النهائي على يد أياكس سنة 2019، ثم أمام ليون العام الماضي، وبعدهما فشله في اجتياز عقبة بورتو البرتغالي، ما أثار الكثير من الكلام والقيل والقال، وفسح المجال أمام التحاليل والتكهنات بمصير رونالدو مع "يوفي"، وخصوصاً مع سقوط أسهم النادي في البورصة في اليوم التالي للإقصاء.
وارتفعت مشاعر الحسرة لدى الجماهير التي صبّت غضبها على رونالدو الذي لعب واحدة من أسوأ مبارياته، ولم يضف شيئاً إلى فريقهم الذي كان في نظرهم أقوى من دون النجم البرتغالي، تُوِّج باللقب تسع مرات على التوالي، لكنه يتوجه نحو تضييعه لمصلحة إنتر ميلان هذا الموسم، بعدما خرج من دوري الأبطال.
وبدأت الصحافة الإيطالية تتحدث عن كارثة حلّت بيوفنتوس الذي تراجع منذ وصول رونالدو الذي اعتبرته خدعة كبيرة وخسارة اقتصادية وفنية تكبدها النادي، وذهبت إلى حد المطالبة برحيله نهاية الموسم لفسح المجال أمام بيرلو لبناء فريق جديد من دون النجم البرتغالي الذي يفكر بدوره في العودة إلى ريال مدريد نهاية الموسم الحالي لإنهاء مشواره في فريق فاز معه بكل الألقاب الفردية والجماعية.
وهو لا يزال يحنّ إلى أيامه الجميلة، لكن الأزمة المالية الخانقة التي يتخبط فيها الفريق الإسباني قد تحول دون ذلك، خاصة أن راتبه الشهري يفوق 30 مليون يورو، وصفقة انتقاله لن يقل سعرها عن 60 مليون يورو، لكنه سيكون أقل تكلفة من سعر مبابي وإرلينغ هالاند الذي يتجاوز 150 مليون يورو، ويبدو بعيد المنال بسبب الطلبات الكثيرة عليهما من أقوى الأندية الأوروبية وأغناها.
من جهته، باريس سان جرمان كان دائماً يريد استقدام رونالدو، لكن الأولوية في الظرف الراهن تكون لتجديد عقدي نيمار ومبابي، ولن يفكر في البرتغالي إلا إذا اضطر إلى الاستغناء عن واحد من نجميه، ما يفسح المجال أمام عودة رونالدو إلى الريال التي رحب بها سرخيو راموس عندما علّق قائلاً إنه لو كان صاحب القرار لما ترك رونالدو يغادر الفريق، ورحبت به الصحافة المدريدية.
وحتى فلورنتينو بيريز الذي تواصل معه القائم بأعمال رونالدو خورخي مينديز من أجل الاتفاق على تفاصيل العودة، خصوصاً أن يوفنتوس لم يمانع رحيل هدافه الذي أخفق للمرة الثالثة على التوالي في بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا رغم سجله التهديفي الذي بلغ 27 هدفاً في 32 مباراة هذا الموسم، وأكثر منها في الموسمين السابقين.
ويربط دعاة رحيل رونالدو من يوفنتوس بإخفاقه في مسابقة دوري الأبطال التي بلغ فيها فريقهم النهائي مرتين مع ماسيميليانو أليغري عامي 2015 و 2017 بدون كريستيانو، بينما عشاق رونالدو يسقطون مسؤولية الإخفاق على نجمهم ويذكرون بأن يوفنتوس لم يتوج بدوري الأبطال منذ 1995.
ولا يملك تقاليد الفوز به حيث خسر النهائي سبع مرات في تاريخه، ويعتقدون أن يوفنتوس هو الذي فوّت الفرصة على رونالدو للفوز باللقب للمرة السادسة مع ثلاثة أندية كبيرة هي المان يونايتد والريال واليوفي، وبين هؤلاء وأولئك العشاق يبقى المهم أن الفشل مشترك بين رونالدو واليوفي إذا سلمنا بأن التتويج بدوري الأبطال هو المعيار الأساسي للتقييم.
لكن يوفنتوس لا يزال فريق التتويجات المحلية، ورونالدو لا يزال أحد أفضل لاعبي العالم حالياً، يحلم باستقدامه أي فريق، رغم بلوغه سنّ الخامسة والثلاثين.
بعض الأصوات اعتبرت أن مسؤولية الإدارة في الفشل أكبر من مسؤوليات رونالدو أو بيرلو أو بقية اللاعبين، لأنها هي التي استقدمت رونالدو، وهي التي غيرت ثلاثة مدربين على التوالي في ظرف وجيز بعد ترحيل ماسيمليانو أليغري وماوريزيو ساري، وقد تقيل في نهاية الموسم أندريا بيرلو.
لكن مهما كانت الأسباب والتداعيات، فإن كل المعطيات تشير إلى أن مستقبل رونالدو سيكون خارج أسوار اليوفي، ومستقبل اليوفي سيكون من دون رونالدو، بوفون، كيليني، وحتى بونوتشي، وخاصة إذا ضيّع لقب الدوري في نهاية الموسم، بعدما توج بلقب كأس إيطاليا وكأس السوبر المحلي في انتظار مواجهة أتلانتا في نهائي الكأس هذا الموسم في التاسع عشر من شهر أيار/ مايو المقبل.