منتخب الجزائر واللقب الأفريقي الثالث.. بلماضي يراهن على جيل 2019

10 يناير 2024
منتخب الجزائر توج بنسخة 2019 (فزنهاوس/Getty)
+ الخط -

وسط أحلام كبيرة بالحصول على اللقب الثالث، يخوض منتخب الجزائر منافسات كأس أفريقيا للأمم لكرة القدم 2023 في ساحل العاج، متسلحاً بجيله الذهبي الساعي لاستعادة الأمجاد القارية، وتوجيه رسالة عطاء قوية تتيح لهم البقاء لفترة جديدة، أو الرحيل من البوابة الذهبية.

ويمثل جيل 2019 في منتخب الجزائر الفائز ببطولة كأس الأمم الأفريقية في العاصمة المصرية القاهرة، العمود الفقري بالنسبة إلى جمال بلماضي المدير الفني لـ"محاربي الصحراء" في رحلة المنافسة على حصد كأس 2023، ومصالحة الجماهير بعد التراجع في سباق "كان 2021" في الكاميرون، والخروج من الدور الأول.

وشهدت قائمة المنتخب الجزائري الاستعانة من جانب جمال بلماضي بـ 12 لاعباً من الجيل الذهبي في أمم أفريقيا 2019، أملاً في استغلال خبراتهم الكبيرة في تحقيق حلم الكأس الثالثة.

وتُعد بطولة كأس أمم أفريقيا 2023 فرصة أخيرة لمجموعة من لاعبي الجيل الذهبي في الجزائر، من أجل تحقيق حلم حصد لقب قاري في آخر نسخة محتملة بالنسبة لهم على الصعيد الدولي.

ويملك منتخب الجزائر مجموعة من اللاعبين أصحاب الأعمار السنية الكبيرة الذين تخطوا الثلاثين عاماً، وباتوا على مقربة من الاعتزال، سواء الدولي أو النهائي في الفترة المقبلة، وهو ما يزيد من أحلام البحث عن نهاية دولية تاريخية لجيل ذهبي نال كأس 2019، ويبحث عن الكأس القارية الثانية له في رحلته الدولية برفقة الجزائر.

وتضمنت قائمة منتخب الجزائر النهائية مفاجآت كبرى من جانب المدرب جمال بلماضي، الذي أعاد إلى الحسابات من جديد حارسه المخضرم رايس مبولحي (37 عاماً) وهو حارس المرمى الذي يلعب في شباب بلوزداد حالياً، وكان خارج حساباته منذ أشهر طويلة، ولكن جاء تألق رايس مبولحي برفقة شباب بلوزداد خاصة في لقائه أمام الأهلي المصري في دوري أبطال أفريقيا ليفتح الباب أمام استعادة الحارس الذهبي الذي كان نجم نجوم الجزائر في 2019، سواء للعب أساسياً أو كحارس ثانٍ مخضرم وشخصية قيادية في التشكيلة.

وسار على السيناريو نفسه لاعب آخر يلعب في البطولة الجزائرية المحلية، وأحد أهم رموز جيل 2019، وهو يوسف بلايلي (31 عاماً) نجم وهداف فريق مولودية الجزائر، وعانى يوسف بلايلي من تجاهل المدرب جمال بلماضي في الأشهر الماضية، بسبب كثرة مشكلاته في أندية أوروبية لعب لها، كما تجاهل اللاعب عندما عاد للبطولة المحلية، ولم يستعن به سوى بعد المستوى المُبهر الذي فاجأ به يوسف بلايلي الجميع في الدوري خلال أول 11 جولة، وتسجيله 10 أهداف تصدر بها لائحة الهدافين، بخلاف ظهور ضغوط جماهيرية أكبر طالبت جمال بلماضي بضرورة السعي وراء استعادة خدمات اللاعب، خاصة في ظل استبعاد لاعبه سعيد بن رحمة المحترف في وست هام يونايتد الإنكليزي، وليعيش بلايلي حالة معنوية مرتفعة بعدما تجددت أحلامه في اللعب دولياً برفقة منتخب بلاده.

ولم تحمل المفاجآت تسلح جمال بلماضي بالجيل الذهبي في 2019 بالثنائي رايس مبولحي ويوسف بلايلي فقط، بل قرر المغامرة والاستعانة بلاعب جزائري مميز عائد من إصابة قوية في الركبة أبعدته عن الملاعب لأكثر من 6 أشهر، ولم يشارك سوى في عدد محدود من المباريات أخيراً، وهو نجم بطولة "كان 2019"، إسماعيل بن ناصر لاعب وسط ميلان الإيطالي البالغ من العمر 26 عاماً، ويعتبره المدرب بلماضي ورقة رابحة في الوسط، ويراهن على قدرته في استعادة بريقه بأسرع وقت خلال منافسات البطولة القارية، في ظل السعي وراء الاستفادة من خبراته الكبيرة في حل أزمة الوسط التي مرت بها التشكيلة لفترة طويلة.

ويملك منتخب الجزائر في صفوفه مجموعة أخرى من اللاعبين كبار السن ممن تخطوا الثلاثين عاماً، ويبحثون عن حلم النهاية المشرفة دولياً من خلال الحصول على لقب بطل كأس الأمم  الأفريقية، مثل إسلام سليماني (36 عاماً) الهداف التاريخي للجزائر عبر كل العصور والمحترف في الدوري البرازيلي، والذي لا يزال جمال بلماضي المدير الفني يعتبره ورقة رابحة في الهجوم، إلى جانب بغداد بونجاح (32 عاماً) هداف السد القطري وأحد أهم رموز جيل 2019، وهو لاعب عانى بدوره لفترة من التجاهل والغياب عن تشكيلة الجزائر قبل أن يستعيد الثقة الكاملة من جانب جمال بلماضي.

ومن اللاعبين كبار السن يظهر سفيان فيغولي (35 عاما) نجم الوسط المحترف في الدوري التركي، وهو لاعب مخضرم من رموز جيل 2019، ويلعب في أكثر من مركز مثل لاعب الوسط الهجومي والجناح الأيمن، ويحظى بثقة المدرب جمال بلماضي، رغم تقدمه في السن، ومروره بفترات عصيبة في مسيرته الكروية.

وهناك عيسى ماندي (32 عاماً) قلب دفاع الجزائر الأساسي في 2019، والذي لا يزال يملك الثقة الكاملة من جانب المدرب جمال بلماضي، رغم ظهور وجوه شابة وجديدة، مثل أحمد توبة ومحمد أمين توغاي، وهو لاعب يسعى بدوره إلى النهاية الدولية التي يفتخر بها.

وتلعب مع هذه المجموعة أسماء أخرى حضرت في 2019، وتمثل قوة ضاربة في 2024، مثل يوسف عطال الظهير الأيمن، ورامي بن سبعيني الظهير الأيسر، وهشام بوداوي لاعب الوسط، وآدم وناس رأس الحربة، هو رباعي لا يزال يملك القدرة على الاستمرار دولياً لسنوات مقبلة.

وتلعب هذه المجموعة برفقة النجم الأكبر في تشكيلة الجزائر وأحد أهم لاعبيها عبر التاريخ، وهو رياض محرز (32 عاماً) كابتن الجزائر ونجم أهلي جدة السعودي، ورجل بطولة 2019 الحاسم.

ورغم قرار رياض محرز نجم الجزائر المغامرة قبل بداية الموسم الجاري 2023-2024 بالرحيل عن الملاعب الأوروبية والانتقال لنادي أهلي جدة السعودي، إلا أن جمال بلماضي رفض التفريط في جوهرته الكبيرة.

المساهمون