مدن يورو 2020... كوبنهاغن مدينة "الحدائق" تحتضن كرة القدم

23 مايو 2021
كوبنهاغن مدينة جميلة تستضيف "اليورو" (Getty)
+ الخط -

تُعتبر عاصمة الدنمارك "كوبنهاغن" واحدة من أجمل المدن الأوروبية التي اختيرت من بين المدن الـ11 التي ستستضيف بطولة "يورو 2020"، فيما لا تزال أمور الحضور الجماهيري في المدينة وملعبها غير واضحة حتى الآن بسبب فيروس "كورونا"، فالذهاب في رحلة صغيرة لتعريف عاصمة من عواصم البطولة الأوروبية لن يكون مضراً.

"كوبنهاغن" مدينة جميلة فيها الكثير من القنوات المائية وحدائق حضارية جذابة، وحتى أحواض استحمام ساخنة عائمة. وعليه، لن يكون هناك أي مشكلة في الترفيه هناك في حال وجود الجماهير، وفي حال عدم وجودها، فإن المنتخبات الأربعة التي ستخوض مبارياتها في ملعب المدينة، ستستمتع بأجمل المناظر البيئية الخلابة.

لمحة وتاريخ

يبلغ عدد سكان مدينة "كوبنهاغن" حتى الآن حوالى 794 ألف نسمة، وهي أساساً قرية صغيرة "للفايكينغز" تأسست في القرن العاشر من التاريخ، وأمست عاصمة الدنمارك في القرن الخامس عشر، وأمست في القرن الـ17، إحدى أقوى العواصم الأوروبية بمؤسستها الإدارية والعسكرية.

وطبعاً، كان لكوبنهاغن نصيب كبير من الحرب العالمية الثانية، خصوصاً أنها تعرضت للاحتلال من الجيش الألماني، وهي المدينة التي تعرضت في القرن الـ18 للكثير من الكوارث الإنسانية، مثل الطاعون والحرائق الضخمة، وهي اليوم ثاني أكبر عاصمة بين البلاد الإسكندينافية.

تُعتبر "كوبنهاغن" اليوم واحدة من أفضل عواصم العالم في المؤتمرات الدولية من حيثُ الاستضافة والقاعات المُميزة، وهي ستكون في بطولة "يورو 2020" إحدى أهم المدن المستضيفة للحدث الرياضي الذي يأتي في ظروف صحية صعبة بسبب تفشي فيروس "كورونا" في أوروبا.

ووفقاً للتاريخ، فإن بناء مدينة "كوبنهاغن" يعود إلى عام 1167، حين بُنيَت قلعة على جزيرة "سلوتسهولمن" الشهيرة، وهو مكان وجود قصر "كريستيانسبورغ" اليوم. ويؤكد المؤرخون في هذا الإطار أن مدينة كوبنهاغن وُلدت في القرن الـ11، وكانت بمثابة بلدة صغير يوجد فيها قصر كبير وكنيسة وأسواق، ومنذ ذلك الحين بدأت المدينة تكبر شيئاً فشيئاً، حتى أمست ما هي عليه اليوم.

في المقابل، إن بناء ميناء خاص في مدينة "كوبنهاغن"، أسرع كثيراً في عملية النمو والتطور، وذلك بسبب التبادلات التجارية ووصول المستكشفين، ونقل أخبار هذه المدينة إلى جميع دول العالم من خلال الرحلات البحرية. وفي منتصف القرن الـ15، أمست المدينة عاصمة الدنمارك الأولى.

وعانت مدينة "كوبنهاغن" كسائر الدول الأوروبية خلال الحرب العالمية الثانية، إذ وثق التاريخ احتلالها من قبل القوات النازية بين سنوات 1940 و1945، واعتبرها الزعيم النازي، أدولف هتلر، أنها مثال للمناطق التي تخضع لنفوذ ألمانيا في ذلك الوقت.

ومنذ عام 1943، بدأت الثورة الدنماركية لإنهاء الاحتلال الألماني، وتبرزُ حادثة إغراق السفن الدنماركية من القوارب الحربية الملكية الدنماركية، وذلك لمنع القوات النازية من استخدامها في الحرب. وفي عام 1945، تلقت كوبنهاغن الدعم من الجيش البريطاني، لتنجح الدنمارك في نيل الاستقلال رسمياً في الرابع من شهر أيار/مايو من ذلك العام.

المعالم السياحية

تملك عاصمة الدنمارك "كوبنهاغن" الكثير من المعالم السياحية الجميلة، ولعل من أبرزها متحف "ديزاين دانمارك"، وهو مقصد لكل من يهتم بالتصاميم المعمارية الجميلة والجذابة، حتى إن بناء المتحف تحفة معمارية تخطف الأبصار بفضل جمالها.

وهناك قصر "روزينبيرغ" الذي تأسس في عام 1606، على يد أشهر الملوك الاسكندنافيين، ويوجد في داخله الكثير من المعالم التاريخية التي تخص "كوبنهاغن"، والكثير من الآثار والكنوز التي تُمثل تاريخ المدينة. وهناك "كوبين هوت"، المكان الذي يوجد فيه الكثير من حمامات السباحة الساخنة التي تُريح الأعصاب.

ولا يمكن إغفال حدائق "تيفولي" الشهيرة الموجودة في وسط مدينة "كوبنهاغن"، وهي ثاني أقدم مركز ترفيهي في العالم، وهو الذي يجب زيارته ليلاً، لأن المشجع سيستمع كثيراً بالأضواء والمناظر الخلابة. هذا، ولا يمكن نسيان خليج "نيهافن" الشهير، الذي يوجد فيه الكثير من السفن الخشبية والحديثة والأبنية الملونة الجميلة ومطاعم المأكولات البحرية.

وتتميز مدينة "كوبنهاغن" بوجود الكثير من المتاحف فيها مثل (المتحف اليهودي الدنماركي، المعرض الدنماركي الوطن، متحف آركين للفن الحديث، متحف أوريغارد، متحف التاريخ الموسيقي، متحف الترسانة الملكية الدانمركية، متحف العمال، متحف النضال الدنماركي، متحف تورفالدسين، متحف ثيياتر، متحف سيتي ومتحف التاريخ الطبيعي).


وسائل النقل

تملك مدينة "كوبنهاغن" مطاراً دولياً ويبتعد عن وسط المدينة نحو 8 كيلومترات، وهو المطار الأكثر سهولة للوصول إليه في أوروبا بسبب الطرقات المفتوحة وقنوات الاتصال البحرية والبرية السهلة، وهو قريب أيضاً من ملعب المدينة الذي سيستضيف المباريات.

وتمتلك "كوبنهاغن" شبكات تواصل مُميزة عبر القطارات التي تنطلق بمعظمها من "كوبنهاغن سانترال". كذلك إن شبكة الطرقات حول الملعب تُسهل كثيراً عملية الوصول، خصوصاً أن المسافة من وسط المدينة إلى ملعب "باركين" تبلغ 3,4 كيلومترات.

ملعب "باركين"

سيستضيف ملعب "باركين" مباريات في بطولة "يورو 2020، وهو الذي تأسس في عام 1992 ويتسع لحوالى 38 ألف متفرج (طبعاً هذا الرقم لن يكون مفيداً في حالة كورونا الحالية، وذلك بسبب الضوابط الصحية، إذ إن القدرة التي سيُسمح لها قد تصل إلى 25% كحد أقصى).

ويُعتبر ملعب "باركين" الأصغر، مقارنةً بجميع ملاعب "يورو 2020، وهو الذي سيستقبل ما بين 11 و12 ألف متفرج في البطولة بحسب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. بالإضافة إلى ذلك فإنه الملعب الخاص بالمنتخب الدنماركي، الذي يخوض عليه مبارياته الدولية الودية والرسمية.

وطبعاً، سيستفيد المنتخب الدنماركي من ميزة اللعب على أرضه، وذلك من أجل تقديم أداء قوي ومحاولة التأهل إلى الدور الثاني من البطولة الأوروبية، خصوصاً أنه يلعب في مجموعة صعبة تضم منتخبات روسيا، بلجيكا وفنلندا.

مع الإشارة إلى أن ملعب "باركين" في العاصمة الدنماركية "كوبنهاغن" ما زال ضمن خطط يورو 2020، لم يُعلن الاتحاد الأوروبي حتى الآن أي نية لسحب شرف التنظيم من المدينة، وكذلك لم يُعلن الاتحاد الدنماركي لكرة القدم أي قرار بخصوص عدم استضافة المباريات.

بُني ملعب "باركين" على أرض الملعب الوطني السابق الذي دُمِّر عام 1992، وآخر مباراة استضافها كانت في بطولة "يورو 1992" عندما خسر المنتخب الدنماركي من أمام منتخب يوغوسلافيا. وبعد عملية تجديده، ما زال الملعب الوحيد الذي يستضيف مباريات المنتخب الدنماركي خلال السنوات الـ15 الأخيرة، وكلفت عملية إعادة التشييد حوالى 640 مليون كرون دنماركي.

ويحمل الملعب تصنيف "فئة 4" من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، حصل عليه عام 1993، ويمكن الملعب أن يستضيف مباريات بطولة "الدوري الأوروبي"، لكن لا يمكنه استضافة مباريات في بطولة دوري أبطال أوروبا، لأن سعته لا تتجاوز 50 ألف متفرج وفقاً لقوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وسيستضيف ملعب "باركين" خلال بطولة "يورو 2020" 3 مباريات في دور المجموعات (الدنمارك ضد فنلندا، الدنمارك ضد بلجيكا وروسيا ضد الدنمار)، ومباراة من دور الـ16 بين ثاني المجموعة الرابعة وثاني المجموعة الخامسة.

إنفوغراف مدينة كوبهاغن  يورو 2020
المساهمون