مدن يورو 2020... إشبيلية عروس "اليورو" ومدينة الكرة

29 مايو 2021
إشبيلية استضافت "اليورو" بدلاً من بلباو (العربي الجديد)
+ الخط -

لم تكن مدينة إشبيلية الإسبانية مستضيفة لمباريات بطولة "يورو 2020"، إلى حين انسحاب مدينة بلباو بسبب عدم قدرتها على التزام الحضور الجماهيري خلال البطولة، ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى اختيار المدينة الأندلسية كمدينة مستضيفة بديلة.

وتُعتبر مدينة إشبيلية عاصمة "الأندلس" ورابع أكبر المدن الإسبانية. حصلت على اسمها في القرن الـ13، وهي مدينة أوروبية جميلة ودائماً ما كانت أرضاً لكرة القدم على مرّ التاريخ، خصوصاً بوجود فريق إشبيلية الذي حصد العديد من الألقاب تاريخياً والأكثر تتويجاً بلقب بطولة "الدوري الأوروبي".

ولن تستضيف المدينة مباريات بطولة "يورو 2020" على ملعب "إشبيلية"، بل على ملعب "لا كارتوخا" الذي سبق أن استضاف المباريات النهائية لبطولة كأس ملك إسبانيا في آخر موسمين، ونهائيين في عام 2021، بين أتلتيك بلباو وريال سوسييداد وبين برشلونة وأتلتيك بلباو.

لمحة وتاريخ
يبلغ عدد سكان مدينة إشبيلية حوالى 690 ألف نسمة، وهي المدينة الـ 26 الأكثر اكتظاظاً في مدن الاتحاد الأوروبية وفقاً للأرقام والإحصاءات. وبسبب المباني الأثرية التاريخية الموجودة في المدينة، تضم قائمة "يونيسكو" للمعالم التاريخية الكثير من المباني الموجودة في العاصمة الأندلسية.

اكتشف الرومان المدينة وأمسى اسمها إشبيلية بعد الفتح الإسلامي، وبعد اكتشاف القارة الأميركية، أمست إشبيلية الوسط التجاري والاقتصادي للإمبراطورية الإسبانية آنذاك، وكانت أيضاً مهد العصر الذهبي الخاص بالفنون والثقافة والتاريخ. يقدّر عُمر مدينة إشبيلية بنحو 2200 سنة تقريباً، وهو ما جعلها مدينة تاريخية أثرية قديمة، مرّ عليها الكثير من الحضارات، على مدى العقود الماضية.

وفي عام 2021، ستكون مدينة إشبيلية حاضنة لبطولة "يورو 2020". ولحسن حظها، تأجلت البطولة من العام الماضي لأنّ مدينة بلباو كانت بدلاً منها، لكن الأخيرة أُقصيت بعد التأجيل وبسبب مشاكل فيروس كورونا، واعتمدت مدينة إشبيلية ممثلاً لإسبانيا في "اليورو".

المعالم السياحية
في مدينة إشبيلية الكثير من المعالم السياحية الجميلة التي تُعتبر مقصداً للسياح من أنحاء العالم في كل عام، بدايةً من كاتدرائية "سانت ماري" التي بُنيت بين سنوات 1401 و1519، وهي كاتدرائية ضخمة جداً، وتصميمها جميل، وتُعتبر بمثابة تحفة معمارية جاذبة للسياح.

وهناك كاتدرائية "ألكازار" التي بُنيت في عام 1181، وهي تعكس الحضارة القديمة في المدينة الأندلسية. وهناك مركز الأرشيف العام للهنود الذي يحتوي على الوثائق التاريخية التي توثق الإمبراطورية الإسبانية واكتشاف القارة الأميركية والفيليبين.

الصورة
كاتدرائية "ألكازار" (Getty)

ومن المعالم المشهورة "تورو ديل أورو"، وهو برج مراقبة عسكري ثنائي الأضلاع يقع في إشبيلية، أقامته الخلافة الموحدية من أجل السيطرة على الطرق إلى المدينة عبر نهر الوادي الكبير. شُيِّد البرج في الثلث الأول من القرن الثالث عشر، وكان سجناً خلال العصور الوسطى.

ولا ننسى قصر "سان تيلمو" الذي كان سابقاً جامعة للبحارة، واليوم هو مقر للحكومة الأندلسية المستقلة، وهو من بين المباني الأثرية الجميلة التي صُممت بطريقة فنية باهرة.

وتشتهر إشبيلية بالتحفة الخشبية المعمارية "متروبول باراسول" الموجود في ساحة "لا إنكارناسيون"، وهو أكبر هيكل خشبي في العالم، ومبنى ضخم يُشبه المظلة وانتُهي من بنائه عام 2011، ويوجد بجانبه وتحته الهيكل المعماري الحديث للسوق المركزي، بالإضافة إلى مجمع أثري تحت الأرض.

الصورة
"متروبول باراسول" ( Getty)

وسائل النقل
يُعتبَر مطار "أيوروبويرتو" دي إشبيلية من أهم مطارات القارة الأوروبية، ويبعد عن وسط المدينة نحو 10 كيلومترات، فضلاً عن مطار آخر هو "خيريز دي لا فرونتيرا" الذي يبعدُ عن إشبيلية نحو ساعة، وهو سادس أكثر المطارات عملاً في القارة الأوروبية.

وبالنسبة إلى شبكة القطارات، هناك محطة "سانتا ماريا" الأساسية في إشبيلية، وفيها شبكة طرقات تنقل الجماهير بين مدن: قرطبة، مدريد، ريال سرقسطة وبرشلونة، وفي المدينة شبكة خاصة للقطارات متصل بعضها ببعض ومباشرةً مع ملعب "لا كارتوخا" الذي سيستضيف المباريات.

وتضم المدينة كذلك شبكة طرقات مُميزة للباصات، وهي أسهل عملية لتنقل الجماهير من وسط المدينة وإلى الملعب، خلال بطولة "يورو 2020"، ولا تشهد المدينة الكثير من زحمة السير، ما يُسهل عملية التنقل بين الأحياء التاريخية الجميلة.

ملعب "لا كارتوخا"
سيحل ملعب "لا كارتوخا" بدلاً من ملعب أتلتيك بلباو لاستضافة مباريات "يورو 2020"، وهو ملعب مُتعدد الخدمات، فهو يستضيف مباريات كرة القدم، وكذلك الحفلات الموسيقية والمهرجات المتنوعة. يتسع الملعب لنحو 60 ألف متفرج، وهو سادس أكبر ملاعب إسبانيا وثاني أكبر ملاعب "الأندلس"، وكان قد استضاف نهائي بطولة "الدوري الأوروبي" في عام 2003.

الصورة
ملعب "لا كارتوخا" (Getty)

يُعتبر "لا كارتوخا" من الملاعب التاريخية في إسبانيا، وكان ضمن الملف الإسباني المُرشح لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 2004 و2008، وبعد فشل إسبانيا باستضافة البطولة، بقي من دون استخدام من فريقي المدينة إشبيلية وريال بيتيس، إذ استخدم كل فريق ملعبه الخاص، واستُخدِم الملعب فقط في حال إجراء أحد الفريقين عملية تجديد لملعبه.

هذا ويستخدم المنتخب الإسباني ملعب "لا كارتوخا" في بعض المباريات الدولية الودية والرسمية، وسبق لهذا الملعب أن استضاف أخيراً المباريات النهائية لبطولة كأس ملك إسبانيا، في وقت اختاره الاتحاد الإسباني للتنس لكي يكون الحاضن لبطولة كأس "ديفيس" الدولية في عامي 2004 و2011، وفي النسختين أُنشئ سقف مؤقت فوق أرض الملعب.

Image
إنفوغراف إشبيلية يورو 2020

وسيستضيف ملعب "لا كارتوخا" 4 مباريات في بطولة "يورو 2020"، وسيكون ملعب المنتخب الإسباني في مبارياته الثلاث ضد منتخب السويد في البداية، ثم ضد المنتخب البولندي في المواجهة المُنتظرة وختاماً ضد منتخب سلوفاكيا في المباراة الثالثة من الدور الأول. هذا وسيستضيف مباراة من دور الـ16 بين متصدر المجموعة الثانية وثالث المجموعات (الأولى أو الرابعة أو الخامسة أو السادسة). فهل تكون هذه المباريات بحضور جماهيري كما جرى الاتفاق بين مسؤولي المدينة والاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وتحظى إسبانيا بالدعم الجماهيري؟

المساهمون