مدربون يرفعون راية التحدي في كأس الخليج وحضور أجنبي لافت

05 يناير 2023
مدارس أجنبية مختلفة في كأس الخليج (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

يدخل مدربو المنتخبات التي ستشارك في كأس الخليج في البصرة، البطولة بأهداف مختلفة حسب وضعية كل منتخب، في نسخة تتميز بحضور أجنبي مهم من مدارس عديدة ما سيجعل التنافس أقوى نظراً لامتلاك معظم المدربين الخبرات الضرورية للتعامل مع بطولة قوية.

وسيكون مدرب منتخب العراق، الإسباني كاساس، في أول اختبار في مهمته الجديدة حيث لجأ إليه الاتحاد العراقي منذ فترة قصيرة بهدف تدارك الخيبات الأخيرة التي منيت بها الكرة العراقية، وهو أكثر المدربين الذين سيعانون من الضغط القوي خلال هذه البطولة باعتبار أن الجماهير العراقية تريد الحصول على اللقب ليكون بداية صفحة جديدة في سجل كرة القدم العراقية بعد الخيبات الأخيرة وآخرها في كأس العرب.

وتمتع المدرب الإسباني بظروف مثالية من أجل تحضير "أسود الرافدين" لهذه النسخة وآخرها خوض لقاء ودي ضد منتخب الكويت، مع تواصل نشاط الدوري العراقي الذي ساعد اللاعبين على المحافظة على مستواهم الجيد وعدم التأثر بتوقف النشاط. ولهذا فإن الإسباني الذي استفاد من حضور أهم اللاعبين في المعسكرات الأخيرة، مطالب بالحصول على اللقب من أجل تفادي غضب الجماهير، عبر اقتحام مهمته من الباب الكبير على أمل أن يستعيد المنتخب حضوره القوي آسيوياً في المرحلة القادمة.

كما يوجد مدرب منتخب الكويت، ريو بنتو، في موقف لا يُحسد عليه بسبب قراراته الأخيرة التي حرمت بدر المطوع من المشاركة في كأس الخليج وهو ما أثار جدلاً كبيراً في الكويت بالنظر إلى مكانة المطوع في كرة القدم الكويتية، وسيكون بنتو مجبراً على إثبات أن اختياراته كانت موفقة عبر حسن إدارة المنتخب في هذه البطولة والوصول إلى أدوار متقدمة.

أما الفشل في إسعاد الجماهير فسيكون له تبعات خطيرة على علاقته بمنتخب الكويت لا سيما أن شبح المطوع سيلاحقه في كل المباريات. ولم يمض وقت طويل على تكليف البرتغالي بتدريب الكويت ولكن قصر مدة عمله لا تعطيه حصانة كبيرة حيث قد يجد نفسه مهدداً بالرحيل لا سيما وأنه معروف أكثر بتكوين الشبان ومعظم نجاحاته كانت مع منتخبات أقل من 23 سنة، في وقت سيتم تقييم عمله هذه المرة على النتائج التي سيحققها المنتخب الأول.

ولا تبدو نتائج منتخب الإمارات مستقرة في الفترة الأخيرة، منذ التعاقد مع المدرب الأرجنتيني أروابارينا الذي لم يحقق بعد نتائج مثالية وهو الذي يقود المنتخب منذ قرابة السنة، ولكن الاختبار في كأس الخليج سيكون صعباً بلا شك وشديد التعقيد حيث تضع التوقعات منتخب الإمارات من بين المرشحين للتتويج باللقب وبالتالي عليه أن يكون في مستوى هذه الانتظارات لأن الفشل في البطولة قد يضعه في موقف صعب ويوتر علاقته بالاتحاد خاصة وأن استبعاده اللاعب مبخوت أضعف موقفه مع الجماهير التي لم تكن راضية على هذا القرار، وبالتالي فإن التحدي سيكون مضاعفاً بالنسبة إلى الفني الأرجنتيني المطالب بالعودة بنتيجة مثالية حتى يتفادى المصير المحتوم، خاصة وأن اللقاء الودي أمام لبنان لم يكن مطمئنا وظهرت عديد النقائص في الهجوم أساساً التي يتوجب تعديلها قبل ضربة بداية كأس الخليج.

ويواجه هيليو سوزا، مدرب منتخب البحرين تحدياً كبيراً وهو قيادة منتخب البحرين إلى المحافظة على لقبه بطلاً لكأس الخليج، والبرتغالي قادر على ذلك خاصة وأن نتائج البحرين تبدو مستقرة في السنوات الأخيرة والمدرب غير مستهدف بالإبعاد من منصبه ولكن المحافظة على اللقب ستجعله يمدد إقامته في البحرين وتوفر له الحصانة التي يبحث عنها أي مدرب خاصة وأنه ترك بصمته في الكرة البحرينية.

كما سيُحاول الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش، الاستفادة من وجوده على رأس منتخب عمان منذ فترة طويلة نسبياً من أجل تأكيد المستوى الجيد لهذا المنتخب والذي تميز في كأس العرب في قطر في نهاية عام 2021، وكان قريباً من إحداث المفاجأة حيث أظهر أنه يملك شخصية قوية تُساعده على توجيه اللاعبين بشكل جيد، وهو مدرب يملك خبرة كبيرة أيضا من شأنها أن تساعده على حسن إدارة المباريات مستفيداً من الاستقرار الحاصل في الرصيد البشري ووجود بعض الأسماء المميزة، غير أن الفشل في كأس الخليج قد يكون حاسماً في مسيرته ويُنهي علاقته بالمنتخب بما أن الانتظارات من هذه البطولة كبيرة للغاية والجماهير تريد رؤية منتخبها متألقاً وقادراً على رفع التحدي مجدداً وهو الذي سيتسلح بأفضل لاعبيه.

أمّا مدرب المنتخب السعودي، سعد الشهري، فسيدخل البطولة دون ضغط كبير، ذلك أن قرار الاعتماد على المنتخب الأولمبي يجعله غير مطالب بحصد اللقب باعتبار أسبقية المنافسين قياسا بوضعه ولكن هذا لا يمنع أنه سيكون مطالباً بأن يحقق أفضل النتائج والتقدم في البطولة إلى أبعد مستوى ممكن، وقد يكون نجاحه في كأس الخليج بوابة بالنسبة إليه من أجل إثبات قدراته التدريبية العالية في بطولة لن تكون سهلة خاصة وأن عامل الخبرة يعوز لاعبي السعودية في هذه المشاركة.

وهذه الوضعية تنطبق نسبيا على البرتغالي برونو بينيرو، مدرب منتخب قطر الذي عُهدت إليه مسؤولية قيادة المنتخب في كأس الخليج مؤخراً، حيث اختار الاتحاد القطري المشاركة بمجموعة تضم بعض لاعبي المنتخب الأول وعدداً من عناصر المنتخب الأولمبي، وذلك قبل إعلان قرار التخلي عن المدرب الإسباني فيليكس سانشيز عقب المشاركة المخيبة في مونديال قطر 2022.

وهذه الوضعية لا تضمن فرص نجاح كبيرة بالنسبة إلى "العنابي" في كأس الخليج في غياب الانسجام بين اللاعبين وكذلك عدم تمتع المدرب بفترة عمل طويلة ولكن النجاح في البطولة يبقى وارداً بما أنه يملك عديد اللاعبين أصحاب الخبرة ويمكن إيجاد تركيبة قادرة على التقدم في البطولة وتعويض الخيبة التي مني بها المنتخب في كأس العالم قطر 2022، بعد أن ودّع البطولة منذ الدور الأول.

وهذا الوضع يُرافق المدرب التشيكي ميسرولاف سكوب، مدرب منتخب اليمن في كأس الخليج، حيث تولى المهمة منذ قرابة الشهرين ولن يكون من السهل عليه النجاح في هذه البطولة في ظل ضعف التحضيرات ولكن وجود مواهب داخل اليمن ومعرفته بواقع كرة القدم العربية بشكل عام قد يساعدانه على تجاوز الصعوبات في البطولة.

المساهمون