تستعد الجزائر للمشاركة بأكثر من 44 رياضيا وفي أكثر من 13 تخصصا في أولمبياد طوكيو الذي سينطلق يوم 23 يوليو/ تموز وإلى غاية 8 أغسطس/ آب القادم، إلا أن العداء توفيق مخلوفي، يبقى الاسم البارز الذي تعول عليه الجماهير الجزائرية للفوز بإحدى الميداليات الملونة في هذا العرس الأولمبي.
من هو توفيق مخلوفي؟
ولد توفيق مخلوفي في الـ29 من شهر إبريل/ نيسان لعام 1988 بمقاطعة سوق اهراس شرقي الجزائر وعلى الحدود التونسية، وبدأ ممارسة رياضة ألعاب القوى عام 2007 على المستوى المحلي وفي السباقات الخاصة بالفئات الصغرى، قبل أن يشارك لأول مرة على مستوى الكبار ضمن سباق 1500 متر عام 2009 في بطولة البحر الأبيض المتوسط واحتل حينها المركز الرابع.
وفي نفس العام (2009) مثل مخلوفي بلاده الجزائر في بطولة ألعاب القوى ووصل للنصف النهائي، وتأهله لهذه المنافسة جاء بعد تحقيقه رقماً مميزاً على الصعيد الوطني في ملتقى ألعاب القوى، مقدراً بـ3 دقائق و34 ثانية و34 جزءا من الثانية.
مخلوفي في الأولمبياد والبطولات الكبرى
يملك توفيق مخلوفي (33 عاماً)، العديد من الإنجازات في مسيرته برياضة ألعاب القوى، لكن تبقى أبرز إنجازاته على الإطلاق، فوزه بالميدالية الذهبية في 1500 متر في أولمبياد لندن عام 2012، حيث احتل المركز الأول بتوقيت قدره (3د و34 ث) ومحرزاً بذلك الميدالية الذهبية الوحيدة للجزائر في ذلك الموعد، والأولى منذ أولمبياد سيدني عام 2000 والتي كانت عن طريق العداءة نورية بنيدة مراح.
وعاد مخلوفي للمشاركة في الأولمبياد وهذه المرة ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 2016، وهناك حقق ميداليتين فضيتين كانتا الوحيدتين للجزائر في المنافسة، كانت الأولى في سباق 800 متر، حيث أنهى السباق في المركز الثاني بزمن قدره دقيقة و41 ثانية، خلف البطل الكيني ديفيد روديشا، ثم فاز بفضية سباق 1500 متر بتوقيت يقدر بـ3 دقائق و50 ثانية.
وحقق مخلوفي كذلك العديد من الإنجازات على المستوى الأفريقي، أهمها الميدالية الذهبية عام 2011 في سباق 800 متر في موزمبيق، وفي نفس المسابقة كذلك حقق البرونزية لكن في سباق 1500 متر، كما عاد في نسخة البنين عام 2012 وأحرز الميدالية الذهبية في سباق 800 متر، والبرونزية في نفس السباق بمراكش المغربية عام 2014، وكذلك فضية 800 متر في برازافيل عام 2015، ويضاف إليها فضية بطولة العالم في سباق 1500 متر، التي أقيمت في العاصمة القطرية الدوحة عام 2019.
صدامات
ورغم النجومية التي وصل لها، إلا أن مسيرة توفيق مخلوفي لم تخل من الصراعات والصدامات سواء على المستوى المحلي أو العالمي، مثلما كان الحال في أولمبياد 2012 في لندن، حيث بدأت القصة بعد فشل الاتحاد الجزائري لألعاب القوى في سحب اسمه من منافسات 800 متر، وذلك لرغبة العداء في التركيز على سباق 1500 متر الذي جرى يوماً بعد ذلك.
واضطر مخلوفي للمشاركة في سباق 800 متر الذي لم تكن لديه الرغبة للمشاركة فيه، لكنه تباطأ وخسر في المراحل الأولى، وهو ما جعله قيد التحقيق من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى الذي اتهمه بالتلاعب، إلا أنه في الأخير نجح في الخروج من تلك الورطة بسبب تقرير طبي أثبت معاناته من إصابة، كانت سبباً في عدم بذله للمجهود الكافي في ذلك السباق.
أما الصدام الثاني لمخلوفي، فقد كان مع مسؤولي الرياضة في بلاده، حيث لم يتردد في توجيه اتهامات خطيرة لهم بعد فوزه بالميدالية الفضية في سباق 1500 متر في ريو دي جانيرو، وواتهامهم بتسببهم في خسارته اللقب الذي أحرزه عام 2012 في لندن، كما اتهمهم بالتبذير والتلاعب بالأموال التي وضعتها السلطات تحت تصرف الرياضيين المشاركين في نسخة البرازيل، وهو ما أثار جدلاً كبيراً، قبل أن يتم تصليح الوضع بشكل ودي بعد عودة الوفد الجزائري من ريو دي جانيرو.
كما عاش مخلوفي فترة من المشاكل مع وزارة الشباب والرياضية الجزائرية بعد تفشي فيروس كورونا، وذلك بعد تأخر السلطات المحلية في إجلائه من جنوب أفريقيا رغم نداءاته المتكررة والاستغاثة التي أطلقها لفترة تفوق 4 أشهر على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان مخلوفي قد سافر إلى هناك من أجل التحضير لأولمبياد طوكيو، قبل أن يصدر قرار تأجيلها من صيف العام الماضي بسبب الجائحة.
وتبقى المشكلة الأبرز التي عاشها توفيق مخلوفي في مسيرته الرياضية، الاتهامات التي وجهت إليه من قبل قناة "فرانس 3" الفرنسية، التي ربطت اسمه نهاية العام الماضي بمواد منشطة ومحظورة تم العثور عليها في غرفته أثناء المعسكر الذي كان يشارك فيه في المعهد العالي في العاصمة باريس قبل تفشي فيروس كورونا، قبل أن يعود النجم الجزائري ويفند كل تلك المزاعم بتصريحات أكد فيها عدم صلته وتورطه في هذه الأمور.
كيف كانت تحضيرات مخلوفي لأولمبياد طوكيو؟
ورغم الشائعات التي كانت تحوم حول إمكانية انسحابه من المشاركة في أولمبياد طوكيو، إلا أن مخلوفي أقدم على تحضيرات مكثفة من أجل تشريف الجزائر في هذا الموعد، حيث كانت البداية العام الماضي بمعسكر في جنوب أفريقيا، ثم معسكر في المكسيك مطلع شهر يناير/ كانون الثاني، حيث فضل هذا البلد على إثيوبيا التي اعتاد على التحضير فيها خلال السنوات الماضية من مشواره الطويل في عالم ألعاب القوى.