متلازمة الـ "نايسميث"

13 سبتمبر 2015
(من حساب الدوري الإنجليزي الرسمي)
+ الخط -

"اعرف كل شيء عن شيء، واعرف شيئاً عن كل شيء"، هذه القاعدة سائدة دائماً. في كل مجتمع مطلوب أشخاص متخصصون، كلٌ في مجاله وكذلك يكون مطلوباً تلك النوعية من الأشخاص الذين يمكن وصفهم بـ"بتاع كله".

وكرة القدم لا تختلف في هذا الصدد.. فهناك من يجيد اللعب بتميّز تام في الهجوم والدفاع، وهناك تلك النوعية التي يحبها المدربون من اللاعبين القادرين على أداء أي مهمة توكل إليهم وبكفاءة كبيرة.

محمد بيشيتش.. لاعب بوسني يلعب في إيفرتون، يُصاب بعد أول التحام مع كيرت زوما لاعب تشيلسي في الدقيقة الثامنة فيخرج غاضباً لضياع فرصة التألق في مباراة يشاهدها الجميع، ليشترك الهادئ الاسكتلندي ستيفن نايسميث الذي لا تُظهر ملامح وجهه أي أمارات من أي نوع.

لاعب إيفرتون يتلقّى الكرة بين خطوط تشيلسي فيتقدم بها غير آبه لدنو الضغط عليه من لاعبي البلوز ليبدأ الهجمة وينهيها في المرمى.. 1/0 للتوفيز برأسية نايسميث قبل أن يلحقها بالهدف الثاني ثم الثالث ليصير أول لاعب في تاريخ النادي الليفربولي الأزرق يسجل هاتريك في مرمى النادي اللندني الأزرق.

الحقيقة أن نايسميث من تلك العينة التي يحبها المدربون.. اللاعب القادر على أن تحوله من مركز إلى مركز، فلا يتذمر بل ويبهرك بأدائه في المركز الجديد الذي اختاره له مدربه. في مصر لم يكن أسامة نبيه من نوعية الفئة الممتازة وهم يلعب في الزمالك لكنه كان قادراً على أن يلعب في أي مكان بالملعب بدءاً من مركز المهاجم ونهاية بالظهير الأيمن.

نايسميث لا يعير بالاً إلى أنه لم يعد ذاك المهاجم الذي كان لا يغادر هذا المركز في ناديه القديم رينجرز، فهو يمتلك من الثقة والإمكانات ما يكفي لأن يلعب في مركز الجناح أو لاعب الوسط أو غيرها من المراكز.

يبرز شعر أشقر آخر يتمتع بنفس متلازمة الـ"نايسميث" هذه وهو الآيسلندي إيدور جوديونسن. الرجل الثلجي بدأ مع تشيلسي كرأس حربة ضمن المشروع الجديد لرومان أبراموفيتش ورجله الخاص لكن سرعان ما انحنت موهبته لمن هم أعلى منه موهبة ليتراجع إلى الخطوط الخلفية قبل أن يحط الرحال في برشلونة.

جوديونسن قدم أجمل فتراته عندما كان يلعب كلاعب وسط مساند متناسياً تماماً الأيام الخوالي التي كان فيها قريباً من المرمى، وقد أبدع في هذا المركز وقدم مباريات كبيرة لكن الآيسلندي كان سيئ الحظ بشكل عام، حتى إن واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق كانت تلك المباراة التي خسرها البلوز 2/1 أمام برشلونة.

ومن بلاد الضباب نعود إلى إسبانيا، أو بالأحرى أحد الأقاليم التي لا تريد أن تكون جزءاً منها حيث تعج الأسماء بحرف الـ x الذي يجعل الأمور صعبة في النطق، لكن رجلاً اسمه سهل كان موجوداً ليجعل الأمور أسهل على مدربه.. أوسكار دي ماركوس.

من الغريب جداً أن ترى لاعباً يرتدي الرقم 10 ويلعب في مركز الظهير الأيمن، لكن هذا ما حدث مع لاعب أتلتيك بلباو الذي بدأ حياته كمهاجم وسرعان ما ارتأى مدربوه أنه قادر على اللعب في أي مركز من الملعب وقد كان. اللاعب الباسكي خاض ذهاب السوبر الإسباني ضد برشلونة كظهير أيمن قبل أن يتحول لمركز المهاجم المتأخر في مباراة العودة بدون مشاكل.

ما يميز تلك العينة من اللاعبين أنهم ليسوا قادرين على التواجد في أي مكان في التشكيل فقط، بل إنهم ينفذون التحولات من الهجوم للدفاع والعكس بشكل مميز، ويقدمون لاعباً إضافياً للمدرب في كل عملية فنايسميث على سبيل المثال هو أول من يدافع أمام الكرة وأول من تجده داخل منطقة الجزاء عندما تكون الكرة بحوزة فريقه.

ولأن مثل هذه النوعية لا تأخذ حقها كثيراً، فقد كان حدثاً رائعاً للاسكتلندي أن يسجل ذلك الهاتريك.. سيظل حديث هذا الأسبوع قبل أن ينساه بعضهم مجدداً، لكن الأكيد أن المدربين سيظلوا سعداء بتواجد أصحاب تلك المتلازمة دائماً في تشكيلاتهم.

المساهمون