تراجع مانشستر سيتي إلى المركز الرابع في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، بعد أن كان المرشح الأول للسيطرة على الدوري وحصد المركز الأول والمحافظة على اللقب الذي حصده في آخر ثلاثة مواسم، خاصة أن بدايته كانت واعدة بشكل كبير مع الصفقات التي قام بها لدعم مختلف الخطوط.
وخيّب "سيتي" آمال الجماهير في المباريات الأخيرة، بعد سلسلة تواصلت أربع مباريات لم يعرف خلالها الفريق الانتصارات، آخرها أمام أستون فيلا بهدف نظيف، وفشل في إسعاد الجماهير التي لم تكن تتوقع بداية مشابهة، لا سيما أنه يملك الكثير من النجوم في مختلف الخطوط، ولكن الوضع مع بداية الموسم كان صعبا للغاية، رغم أن الفريق يحقق نتائج إيجابية في دوري أبطال أوروبا، ولكن من النادر أن يتعثر الفريق خلال أربع مباريات توالياً في الدوري. وتظهر العديد من الأسباب التي جعلت الفريق يخسر مكانته في بداية الموسم، ولكن فرصه في التدارك تبقى قائمة.
السبب الأول الذي جعل نتائج فريق مانشستر سيتي تتراجع هو ضعف أداء الفريق دفاعياً، حيث بات من السهل الوصول إلى مرمى الحارس البرازيلي إيدرسون، واهتزت شباك الفريق في 17 مناسبة خلال أول 15 مباراة، وهو يحتل المرتبة الثالثة في ترتيب أفضل خطوط الدفاع بالنسبة إلى الرباعي الأول في الترتيب، ولا يتفوق إلا على دفاع أستون فيلا.
ورغم أن المدرب الإسباني بيب غوارديولا يصرّ في كل موسم على التعاقد مع مدافعين من أعلى طراز، بتكلفة مالية كبيرة جعلت خط دفاع "السيتي" تفوق قيمته ميزانيات العديد من الأندية الأخرى. ومنذ بداية الموسم، قام المدرب الإسباني بالعديد من التعديلات على الدفاع، البعض منها بسبب الإصابات التي طاولت بعض اللاعبين وخاصة جون ستونس، ولكن غوارديولا لا يتردد في القيام بتغييرات تبدو غريبة في بعض المباريات، ولكنه يصرّ على سياسة المداورة وهو ما أفقد الفريق صلابته الدفاعية.
كما أن رغبة الفريق في الهجوم المستمر على منافسيه جعلته يهمل الجانب الدفاعي، ويوفر الفرصة أمام المنافسين من أجل تهديد مرماه باستمرار، وهو ما قد يفسر تراجع أرقام السيتي دفاعياً إلى حدّ الآن قياسا بالمواسم الماضية، التي كان خلالها الدفاع مصدر القوة الأساسي.
السبب الثاني يخصُ المدرب، إذ نجح غوارديولا في إثبات أنه مختلف عن البقية، بفضل أسلوب اللعب الذي يعتمده باستمرار مع الفريق، إضافة إلى أنه مدرب أحدث ثورة في عالم كرة القدم من خلال فلسفة مختلفة عن بقية المنافسين، وهذه التغيرات وبقدر ما أربكت حسابات منافسيه، فإنها أصبحت مصدر خطر على فريقه، فبعد أن تخلى عن فكرة اللعب من دون قلب هجوم كلاسيكي، فإن الاعتماد على بعض المدافعين في وسط الميدان وغير ذلك من الاختيارات جعلت "سيتي" يتأثر كثيراً ويخسر مصادر قوته، واضطر الإسباني في بعض المباريات لإجراء تعديلات أثناء اللعب على الخطة أو تمركز اللاعبين.
أما السبب الثالث، فيتعلق بقوة الدوري، فمنذ بداية الموسم الحالي، تداولت العديد من الفرق تصدر الترتيب، على غرار توتنهام وأرسنال وليفربول ومانشستر سيتي، وبالتالي يبدو موسم 2023ـ2024 الأقوى عبر التاريخ والأكثر إثارة قياسا بالمواسم السابقة، بما أن الفرق المرشحة لحصد اللقب كثيرة ولا يبدو أن هناك فريقا يتمتع بأسبقية على غيره من المنافسين، حيث واجهت كل الأندية فترات فراغ، ومانشستر سيتي لن يكون هذا الموسم في سباق مع ليفربول أو أرسنال فقط، مثل ما كان في المواسم السابقة، ذلك أن فريقا مثل توتنهام مصر على الدفاع عن فرصه في التتويج، وكذلك أستون فيلا الذي صنع الحدث في بداية الموسم، من دون نسيان قوة فريق تشلسي الذي بدأ يستعيد توازنه.
ولم يحسم اللقب بسهولة، بل إن مصير التتويج سيكون في المباريات الأخيرة من الموسم، ولهذا، فإن المصاعب التي تواجه السيتي منطقية، بما أن الأندية الأخرى قامت بصفقات قوية بدورها وتسلحت بالنجوم من أجل حصد اللقب والدفاع عن آمالها في لعب الأدوار الأولى، ولا يستبعد أن يستعيد السيتي توازنه سريعا، خاصة أن المباريات التي تنتظره تبدو أقل صعوبة من منافسيه.