مارشان تجاوز تأخّر النمو مثل ميسي ليُسقط أرقام أساطير السباحة

04 اغسطس 2024
مارشان في قاعة باريس لا ديفونس في نانتير، 4 أغسطس 2024 (سيباستيان بوزون/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **إنجازات أولمبية مذهلة**: ليون مارشان، السباح الفرنسي البالغ من العمر 22 عاماً، أصبح أيقونة أولمبياد باريس 2024 بفوزه بأربع ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة، متفوقاً على رياضيين كبار بفضل تركيزه العالي وتفانيه في التدريب.

- **الدعم العائلي والتحديات**: وُلد في عائلة رياضية، وواجه تحديات جسدية وتأخر في النمو، لكنه بدأ تكثيف تدريباته في سن 15 عاماً مقتنعاً بالطريق التي سلكها والداه.

- **التألق الدولي**: تأهل لأولمبياد طوكيو في سن 19 عاماً وانتقل للولايات المتحدة للتدريب تحت إشراف بوب باومان، مما أدى إلى تحقيقه نجاحات كبيرة في البطولات العالمية والمحلية.

أمسى السباح الفرنسي، ليون مارشان (22 عاماً)، أيقونة أولمبياد باريس 2024، بعدما حقق أربع ميداليات ذهبية وبرونزية واحدة، إذ حلّ ثالثاً مع منتخب بلاده، خلف منتخبي الولايات المتحدة الأميركية والصين، ليؤكد بذلك أنه رياضي ناجح، لكن وراء هذا النجاح، يحمل مارشان قصصاً وخبايا في حياته، ساهمت في تكوين شخصية البطل، ووضعته على منصة التتويج، ليصبح أسطورة من أساطير السباحة، رغم صغر سنه ونقص خبرته.

واستطاع ليون مارشان، في وقت قصير، أن يوجه الأنظار نحوه، قبل انطلاق الألعاب الأولمبية، ورغم وجود رياضيين من المستوى العالي، مثل مصارع الجودو، تيدي رينر، فإن السباح الشاب كان هو المرشح الأول، والمنتظر منه الفوز بأكبر عدد ممكن من الميداليات، وهو رهان يستجيب له كلما ارتدى قبعة السباحة والنظارات، التي تسمح له برؤية الطريق نحو النجاح، بوضوح كامل.

أرقام قياسية بالتخصص

وخطا ليون الخطوات سريعاً في درب النجاح، لأنه ركز على عمله، ولم يرتدِ رداء النجوم، مثل كيليان مبابي، وفقاً لما نشرته صحيفة لوبوان الفرنسية، فاستطاع التوفيق بين حياته الشخصية ومشواره الرياضي، وهذا ما مهد له الطريق لكسر الأرقام القياسية، في مختلف البطولات والمنافسات، ففضلاً عما بلغه خلال أولمبياد باريس 2024، وكسره أرقاماً أولمبية، فإنه تخصص في إزاحة الكبار عن طريقه، مثلما كان عليه الحال عام 2022، عندما أسقط رقم الأسطورة الأميركية، مايكل فيلبس.

مارشان سباح منذ الطفولة

وأضافت الصحيفة أن ليون مارشان وُلد في المسبح، إذ باشر مشواره الرياضي مبكراً، بمساعدة والده كزافييه، وهو صاحب ميدالية فضية في كأس العالم 1998، ووالدته، سيلين بوني، بطلة فرنسا في السباحة لعدة مرات، ولحسن حظه فقد كان دعم الوالدين كبيراً، ووضعاه في المسبح منذ كانت سنه ثلاث سنوات، وتحت رعاية مختصين صقلوا موهبته.

ورغم توجهه إلى السباحة منذ الطفولة، فإنه لم يكن مجتهداً، لدرجة أن يتيح لمدربيه فرصة توقع مشواره الرياضي، حتى إنه كان يحاول ممارسة رياضة الرغبي، ما أثار الشكوك حول نجاحه في السباحة، لكن والداه تركا أمامه حرية الاختيار، خاصة أن حالته البدنية لم تكن مثالية لخوض برنامج تأهيلي متكامل.

تأخر في النمو

وتشبه حالة مارشان، خلال فترة طفولته، ما عاشه نجم كرة القدم العالمية، الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي واجه مشاكل جينية أخّرت نموه، لكنه تجاوز الوضع، وعاش فترة مراهقة طبيعية، كما اتجه كمثله من الشباب نحو هوايات كثيرة، مثل الموسيقى والإعلام الآلي والألعاب الإلكترونية، كما عشق فكرة أن يصبح طياراً يوماً ما، خاصة أنه تلقى تدريباً في هذا المجال.

حارب من أجل النجاح

وواجه مارشان، في طفولته، صعوبات جمّة لإيجاد زي حسب مقاسه، لأنه كان ضعيف الجسد مقارنة بزملائه، لكنه حارب من أجل النجاح، ووضع نصب عينيه مشروعاً مهماً، هو أن يصبح بطلاً أولمبياً يوماً ما، فجاءت المرحلة، التي شهدت طفرة في حياته، وهو في سن 15 عاماً، إذ ضاعف الحصص التدريبية، تماشياً مع دراسته، واقتنع بأن الطريق المثلى هي التي سلكها والداه، بل إن طموحه كان أكبر بكثير مقارنة بهما.

اجتياز العوائق هو الحل

واصطدم السباح الفرنسي بعدة مشاكل كادت تعصف بجهوده وتنهي مشواره الرياضي، ومن بينها فترة تفشي فيروس كورونا، ومع ذلك، نجح في تجاوز الأمر، بالعمل مع مختصين نفسيين ومدربين خاصين، ليحقق بعدها التأهل إلى أولمبياد طوكيو، وهو في سن 19 عاماً، حيث شارك برفقة مجموعة من نجوم السباحة، وحقق المرتبة السادسة في السباق النهائي.

الحلم الأميركي

واتخذ مارشان قراراً صعباً، لكنه مفيد، عندما قرر ترك البيت العائلي، والسفر للعيش في الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تلقي التدريب والتأهيل المثالي، بإشراف مدربين أثبتوا قدراتهم في المستوى العالي، خاصة أنه حاول مجاراة النسق ومنافسة الأفضل، كما شارك في عدة منافسات، وواصل في الوقت نفسه تكوينه العلمي، واختار لنفسه مدرباً يعرفه الجميع، وهو بوب باومان، الذي درّب في وقت سابق البطل الأولمبي مايكل فيلبس.

رصيد ذهبي

ويمتلك ليون مارشان في رصيده عدة ميداليات ذهبية، ففي أولمبياد باريس، حقق أربع ميداليات ذهبية وواحدة برونزية، كما تُوج في بطولة العالم للمسابح الكبيرة بخمس ميداليات ذهبية وواحدة فضية، أما على المستوى المحلي، فحقق السباح العالمي عدة ميداليات، وتفوق على السباحين الفرنسيين بجدارة، ففاز بـ(15) ذهبية، وفضيتين وميدالية برونزية واحدة.

المساهمون