خطف الأرجنتيني مارسيلو برافو الأضواء بعد وصوله إلى فريق فورتين عندما كان يبلغ من العمر 6 أعوام فقط، واليوم، وبعد ثلاثين عاماً بالضبط، صنع مسيرة تستحق الخوض فيها، خاصة ما حدث في شهر أغسطس/ آب 2005، اللحظة التي تغير فيها كل شيء.
وبعد فترة تألق مع فريق فيليز سارسفيلد اضطرت هذه الموهبة إلى مغادرة عالم كرة القدم.
وحول هذا قال برافو في حوار مع موقع قناة "تي واي سي" الأرجنتينية: "أتذكر أنني قدمت أفضل مباراة لي في الدرجة الأولى. في ذلك اليوم، تغلبنا على خيمناسيا 6-0 في لا بلاتا، وسجلت هدفاً وقدمت عدة تمريرات حاسمة، وشعرت بأن فترة التأقلم قد مرت بالتأكيد، وكنت على استعداد لتقديم أفضل ما لدي في فريق كان به لاعبون مهمون للغاية".
وأضاف "بعد يومين، حضرت للتدريب كالمعتاد، وقد جاء ميغيل أنخيل روسو المعد البدني للفريق وأخبرني بأنه بحاجة للتحدث معي. أبلغني على الفور أنهم اكتشفوا مشكلة صغيرة في القلب، وكان عليّ التوقف عن اللعب والتدريب على الفور، لأن هذا هو ما قرره الفريق الطبي بالنادي".
انهيار الحلم
وحول انهيار أحلامه في عالم كرة القدم، واصل اللاعب حديثه بالقول "كان عمري 20 عاماً فقط، لم أشعر أبداً بأي نوع من الأعراض أو الألم. إنه أمر لا يصدق، لكني لم ألعب سوى 55 مباراة في البطولات المحلية و6 مباريات دولية".
وأردف "جرى التشخيص النهائي لمشكلتي في ذلك الوقت على أنه اعتلال عضلة القلب، ونظراً للخوف من الموت المفاجئ في الملعب، تبين أن الاعتزال هو الحل الوحيد الممكن. في البداية كان الأمر صعباً للغاية، خاصة في الأشهر الخمسة أو الستة الأولى، وأيضاً لكوني صغيراً. لكن مع مرور الوقت، تمكنت من أبدأ العمل على تحقيق أحلام جديدة، والحقيقة هي أنني اليوم جيد جداً في دوري كمدرب، إذ إنني قادر على العمل مع اللاعبين الصغار".
موقف مؤثر من مارادونا
وعن موقف مارادونا مما حدث، تابع مارسيلو "عندما حدثت لي مشكلة قلبي، اتصل بي دييغو على الفور، كان دائماً منتبهاً لأي شيء يمكن أن يحدث مع لاعب كرة قدم، وأذكر أنه في تلك الأيام دعاني أيضاً إلى العرض الأول لفيلمه "محبة مارادونا"، والحقيقة أن ما حدث غيّر من وضعي كثيراً، لكل ما كان يعنيه هذا الأسطورة على المستوى الإنساني وكرة القدم. سأتذكره دائماً بأفضل طريقة، بالنسبة لي كان الرقم واحد، الأفضل على الإطلاق".
مجاورة ميسي
من بين الأشياء التي لا تُنسى التي تركها له وقته في كرة القدم، يتذكر برافو بعاطفة أيامه التي شاركها مع ليونيل ميسي في منتخب الشباب: "ليو هو أحد أبسط الأشخاص الذين قابلتهم في علم كرة القدم. إنه هادئ ومتواضع جداً. أتذكر أنه في ذلك الوقت لم يتحدث حتى، لكننا كنا نعلم جميعاً أنه كان لاعباً مختلفاً تماماً، وأنه سيعطي الكثير للمنتخب الوطني. كنا نطلق عليه لقب "القزم"، في ذلك الوقت كان الأصغر بيننا، الوحيد الذي جاء من أوروبا للانضمام إلى الفريق، الحقيقة أنه من الرائع اللعب معه".