ليونيل ميسي.. وتحية احترام !

23 نوفمبر 2014
ليونيل ميسي يواصل الإبداع (العربي الجديد)
+ الخط -


بدأ سحر ميسي في أرجاء برشلونة والعالم ينتثر، بعد أول لقطة يشاهده العالم فيها أساسياً مع فريقه.. فرانك ريكارد يُشركه لأول مرة، وعندها يصفق له الكامب نو؛ إيماناً منهم بقدراته، وإدراكاً منهم بموهبته. يسجل ابن الـ17 عاما هدفا، وعندها بدأت أولى صفحات التاريخ بالتدوين، وبدأت الأقلام بالكتابة على ولادة أسطورة حية اسمها "ليونيل أندريس ميسي".

هذا الأرجنتيني هو كالأسود المفترسة التي لا تريد أن تترك لأحد أي شيء، لا يريد أن يتوقف عن أي شيء: عن تسجيل الأهداف، ومواصلة التميز، والتألق، والإمتاع. وهو أيضا مثل الطيور النادرة التي قلّما تجد مثلها، أو مثل الأحجار الكريمة التي وجب على الجميع الاعتناء بها وحفظها. فشكراً لكِ يا كرة القدم على أن أخرجتِ لنا شخصاً سيذكره تاريخك وحاضرك كثيرا وطويلا.. شكرا على ليونيل ميسي.

هو ذلك الساحر رباني الموهبة والأناقة الكروية، صاحب القدرة الأكثر على المراوغة وتجاوز الخصوم في أصعب الظروف وأضيق المساحات، والاحتفاظ بالكرة بطريقة عجيبة سحرية أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع.. ومن ثم تسجيل الأهداف بطريقة تسرّ الأعين وتطرب القلوب. فحقيقةً أتعجب من أشخاص يحبون كرة القدم لا يحبون ميسي. ليس شرطا أن تشجعه، لكنك مجبر منطقيا على احترامه وتقديره والثناء عليه والاستمتاع بما يقدم، فهو من نوعية اللاعبين الذين لا يتكررون في كل مرة.

ميسي يملك كل المقومات والمؤهلات التي يحسده عليها جميع لاعبي كرة القدم: التحكم المثالي للكرة، دقة اللمسة الأخيرة، الفكر الكروي الكبير، والتأثير الكبير الذي يتركه على فريقه برشلونة. صحيح لا يوجد شخص كامل، ولكن هذا الأرجنتيني من نوعية اللاعبين الذين يملكون أقل السلبيات التي من الممكن أن تكون موجودة في لاعب كرة قدم.

برشلونة وميسي وأمجاد كتباها سويا.. لا يمكن أن نتحدث عن أمجاد كتالونيا من دون ميسي، مثلما لا يمكن تفسير نجاحات ميسي من دون برشلونة.. هو كالزواج الذي تم توثيقه بمرور الأيام والسنين.. لا نتخيل برسا بدون ميسي أو ميسي بدون برسا.. فالفريق الكبير يلزمه لاعب كبير ليتوج تعبه وإبداعاته، واللاعب الكبير يلزمه فريق كبير ليعطيه كل ما يتمنى ويتطلع.

عند ميسي لا إنجازات مستحيلة، فهو بإمكانه التغلب على أي شيء، ولا حواجز أمامه، يبحث عن الأرقام أينما وجدت ليحطمها.. قليلا من العقلانية والمنطق يا أحبة، واعترفوا بروعة هذا الساحر.. أنا أحب رونالدو كثيرا لكفاحه وإصراره على خوض التحديات وكسبها، في المقابل أحب ميسي لموهبته ومتعته وتحديه للأرقام وكسبه إياها. لنستمتع بهما، ولندرك تماما أن القمة "تسع اثنين"، ولا داعي لمغالطة عقولنا لأجل عواطف قلوبنا.

لمتابعة الكاتب...

مجرد رأي

المساهمون