لويس إنريكي..موسم بدأ بمطالبات بطرده وانتهى محمولاً على الأكتاف

07 يونيو 2015
+ الخط -



لم يدُر في مخيّلة أشد المتفائلين من عُشاق نادي برشلونة الإسباني أنّ الفريق الكتالوني سيُحقق كل هذه النجاحات تحت قيادة مدربه الحالي، لويس إنريكي، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن صفوف "البلاوغرانا" بعد سبعة أشهر فقط من توليه رأس الإدارة الفنية، وذلك قبل أن يفرض اسمه بقوة، ليقود عملاق كرة القدم الإسبانية للتتويج بالثلاثية التاريخية.

ونجح المدرب الإسباني في قيادة فريقه الكتالوني للتتويج بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخه، إثر فوزه على نظيره "يوفنتوس" الإيطالي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، في المباراة النهائية التي أقيمت مساء السبت في الملعب الأولمبي بالعاصمة الألمانية برلين.

وتمكن الفريق الكتالوني تحت قيادة مدربه الإسباني، لويس إنريكي، من إضافة هذا اللقب إلى لقبي (بطولة الدوري الإسباني، والكأس المحلية)، ليُصبح فريق البلاوغرانا أول فريق في تاريخ كرة القدم الأوروبية ينجح في إحراز الثلاثية مرتين في تاريخه، حيث سبق له أن حقق الثلاثية في موسم 2008-2009 تحت قيادة مدربه الأسبق بيب غوارديولا.

بداية نارية
المتتبّع لمسيرة فريق برشلونة تحت قيادة مدربه الإسباني، يُدرك تماماً مدى الظلم الكبير الذي عاشه المدرب البالغ من العمر 45 عاماً، فالأخير استهل مشواره مع الفريق الكتالوني بسبعة انتصارات من أصل ثمان مباريات على صعيد بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم، دون تلقي أي هدف، وهو الأمر الذي أعطى أنصار البارسا طمأنينة على مستقبل الفريق في عهد اللوتشو.

ناقوس الخطر يدق بعد مواجهة الكلاسيكو
لكن ناقوس الخطر قد بدأ يدق في ملعب "كامب نو" عقب الخسارة التي تعرض لها الفريق على أيدي غريمه التقليدي "ريال مدريد" بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف، في مباراة كلاسيكو الذهاب التي أقيمت على ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، وهي الهزيمة التي كشفت عجز المدرب الإسباني أمام الكبار.

وبدأت وسائل الإعلام الإسبانية منذ خسارة "الكلاسيكو" في شن هجوم لاذعٍ على مدرب فريق البارسا الجديد، واصفة إياه بالعاجز أمام الكبار، حيث كان المدرب الإسباني في ذلك الوقت قد واجه منافسين كبيرين هما باريس سان جيرمان وريال مدريد، وكانت النتيجة السقوط في المباراتين وولوج مرمى فريقه ثلاثة أهداف في كل مواجهة.

ولم يتعلّم إنريكي من أخطائه في هاتين المباراتين، وعانى الفريق الكتالوني تحت قيادته من تذبذب في المستوى نتيجة لعدم الاستقرار على تشكيلة أساسية، واستخدام خطط تكتيكية مختلفة في كل مباراة، ناهيك عن ضعف خبرته في التعامل مع المباريات الكبرى، وهو الأمر الذي بدا جليّاً في أول مواجهة خاضها الفريق أمام غريمه التقليدي "ريال مدريد"، عندما فضّل إنريكي آنذاك الزج بالمهاجم الأوروغواياني، لويس سواريز، البعيد كلياً عن أجواء الملاعب لفترة طويلة، على بيدرو، وقرّر إراحة الظهير الأيسر، جوردي ألبا، والاستعاضة عنه بالمدافع ماتيو.

نقطة تحوّل
ووسط النتائج المتذبذبة لفريق برشلونة الإسباني، تحت قيادة مدربه لويس إنريكي، جاءت المباراة التي اعتقد فيها الجميع أنّ إنريكي كتب سطور نهايته مع الفريق "الكاتالوني" بيده، وذلك بعد الأزمة التي فجّرها مع نجم الفريق، الأرجنتيني ليونيل ميسي، في أولى مباريات "البلاوغرانا" خلال عام 2015، عندما أبقاه على مقاعد البدلاء، خلال خسارة الفريق بهدف نظيف أمام مضيفه ريال سوسييداد في بطولة الدوري الإسباني.

ولم يعد المدرب، الذي تولى دفة قيادة فريق البارسا في بداية الموسم الجاري، محبوباً لدى جماهير الفريق في ذلك الوقت، حيث كانت الأزمة التي افتعلها إنريكي مع ميسي بمثابة النار التي أشعلت الفتيل بين المدرب الشاب من جهة، وجماهير فريق "البلاوغرانا" من جهة أخرى.

وفقد إنريكي، الذي بدا وكأنه يسير على خطى صديقه بيب غوارديولا، المدير الفني الأسبق لنادي برشلونة الإسباني الذي كان قد قاد "البرسا" للأمجاد في أربع سنوات حصد خلالها 14 لقباً، ثقة جماهير فريقه مُبكراً، حيث ساندت آنذاك النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، على حساب المدير الفني لفريقه، وذلك من خلال استفتاء أجرته صحيفة "سبورت" الإسبانية.

وأجرت الصحيفة نفسها استطلاعاً للرأي عقب المباراة لجماهير برشلونة تساءلت فيه حول رأي الجماهير في بقاء إنريكي من عدمه داخل قلعة "كامب نو"، وجاءت النتيجة لصالح رحيل المدرب الشاب بنسبة 96% من المشاركين في الاستطلاع، بينما أيّدت بقاء المدرب الشاب نسبة 4% فقط من المشاركين.

كرويف يُطالب الجماهير بالصبر
وفي ظل الأصوات الكثيرة التي تعالت مُطالبة برحيل إنريكي عن صفوف النادي الكتالوني، فإن شخصاً مهمّاً في برشلونة قد طالب بالصبر على الفريق ودعم المدير الفني الحالي، لويس إنريكي، من أجل مواصلة مشواره مع النادي "الكتالوني"، وهنا يتعلّق الأمر بأسطورة كرة القدم الهولندية ومدرب البرسا السابق، يوهان كرويف.

وأطلق المدرب الهولندي في ذلك الوقت تصريحاً قال فيه: "لقد قدّم الفريق مستوى جيداً تحت قيادة إنريكي خلال الثماني جولات الأولى من بطولة الليغا، لكن الفريق تراجع بعد ذلك بعد خسارته في الكلاسيكو الأول. لدينا لاعبون جدد ومدرب جديد، ومن الطبيعي أن يحتاج الجميع وقتاً كافياً لإيجاد التجانس ومن ثم تتحسن النتائج والعروض. من الظلم الحكم على إنريكي بالفشل لمجرد خوضه هذا العدد القليل من المباريات".

المدرب الإسباني يجني مكافأة صبره
ولم ييأس المدرب، البالغ من العمر 45 عاماً، من مطالبات الجماهير التي كانت لا تريده على رأس الإدارة الفنية، حيث لم تقف الأصوات المنادية برحيله حائلة دون استمرار إرادته القوية المؤمنة بتحقيق هدف كبير يتمثل في الوصول بالفريق إلى منصات التتويج، وهو ما حدث تماماً، فقد قاد إنريكي فريقه للتتويج بالثلاثية للمرة الثانية في تاريخه.

وبات المدرب الإسباني الشاب "ثامن" مدرب في تاريخ كرة القدم الأوروبية يتمكن من الفوز ببطولتي الدوري والكأس المحلية إلى جانب دوري أبطال أوروبا في موسم واحد. فضلاً عن ذلك، فقد أصبح المدرب الثاني في تاريخ نادي برشلونة الذي يتمكن من الفوز بالثلاثية بعد بيب غوارديولا.

المساهمون