لا صوت يعلو فوق صوت فلورينتينو بيريز في "الملكي"

19 يونيو 2021
راموس أعلن رحيله بشكل مفاجئ (Getty)
+ الخط -

تباينت ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية والفنية في إسبانيا حول رحيل المدافع سيرخيو راموس، عن ريال مدريد بعد 16 سنة قضاها في الفريق وحقق فيها 22 لقباً محلياً وأوروبياً، وسجل فيها من الأهداف أكثر مما فعل زيدان وفيغو وبيكام.

وكان راموس في ريال مدريد أحد صانعي الأمجاد، قبل أن يعلن المغادرة الخميس الماضي في حفل وداع بسيط، أشرف عليه رئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي أمسى الثابت الذي لا يتحول ولا يرحل مهما كانت أسماء اللاعبين والمدربين، وكيفما كانت نتائج الفريق، وذلك بعد أيام من رحيل المدرب زيدان قبل انتهاء عقده.

وبعد فشل مفاوضات التمديد مع راموس الذي أصر على التجديد لموسمين من دون تقليص راتبه، في حين تمسكت الإدارة بالتجديد مع لاعبها لموسم واحد، بعد المتاعب الصحية التي عاشها اللاعب في الآونة الأخيرة، وتسببت بغيابه عن عدد من المباريات، وغيابه حتى عن منتخب إسبانيا في نهائيات بطولة "يورو 2020".

ومهما كانت الأسباب، فإن مغادرة اللاعبين والمدربين لأنديتهم أمر عادي وطبيعي في عالم الكرة، لكن الطريقة التي خرج بها راموس ذكّرت "المدريديين" بنفس المصير الذي تعرض له نجوم سابقون في عهد الرئيس، فلورنتينو بيريز، على غرار فيسنتي دل بوسكي وفرناندو هييرو سنة 2003، وراؤول وغوتي عام 2010، وكاسياس سنة 2015، ثم رونالدو عام 2018، وبعدهم زيدان وراموس في 2021.

وذلك في سيناريوهات متشابهة تكون فيها الكلمة الأخيرة لإدارة النادي "الملكي" التي تضع العاطفة جانباً كلما أرادت التخلص من أعمدة الفريق، مهما كان وزنهم وتاريخهم وشعبيتهم، وبطريقة لا ترقى إلى مستوى كل هؤلاء الذين رحلوا في تقدير المتابعين، والذين كانوا يتمنون خروجا مشرفا في مباراة وداع تكريمية تحضرها جماهير ريال مدريد، بدلاً من مجرد حفل بسيط في إحدى قاعات ملعب "سانتياغو برنابيو".

وفي هذا الإطار اعتبر بعض المحللين أن الطريقة مهينة للاعب ولريال مدريد على حد سواء، وبالتالي هي تكريس لهيمنة الرئيس، فلورنتينو بيريز، الذي لم يكن هذه المرة يرغب في استمرار زيدان، ولا في تجديد عقد راموس لموسم واحد مع تخفيض راتبه من 12 إلى 10 ملايين يورو سنوياً، رغم كل الذي قدمه لفريقه على مدى 16 موسماً، حقق فيها ما لم يحققه فرانشيسكو توتي مع روما وستيفن جيرارد في ليفربول، ولا فرانك لامبارد مع تشلسي، والذين حظوا باحتفالات وادع تليق بمقامهم عندما غادروا نواديهم.

وهو الأمر الذي تعودت عليه جماهير الريال في عهد بيريز، والتي أجمعت في وسائط التواصل الاجتماعي على حب واحترام راموس، بغض النظر عن طريقة خروجه من الفريق، وليس من قلوبهم مثل غيره من الأساطير التي صنعت أفراحهم عبر التاريخ.

في المقابل، اعتبر آخرون رحيل راموس عادياً وطبيعياً بعدما تراجع مستواه إثر تعرضه لإصابات متكررة، ويدخل في إطار عملية التجديد التي يسعى لتحقيقها الرئيس بيريز، وهو امتداد لبداية نهاية عصر الزمن الجميل لكل من برشلونة وريال مدريد خلال العقدين الماضيين برحيل بويول، تشافي وانييستا، و كاسياس ورونالدو وراموس، وذلك إفساحاً في المجال أمام أجيال جديدة تمهيداً لعهد جديد لم تظهر معالمه بعد.

كرة عالمية
التحديثات الحية

وإذا كان ديفيد ألابا هو الخليفة في ريال مدريد على أمل الاحتفاظ برافاييل فاران، فإن مستقبل، راموس، لم يعرف بعد رغم الاهتمام الذي أبداه النادي "الباريسي" ومانشستر يونايتد، لكن مطالبه التي تقارب 20 مليون يورو في صفقة الانتقال، إضافة إلى راتب يُقدر بـ15 مليون يورو، ربما تكون حجر عثرة أمام انضمامه إليهما، خاصة بعدما بلغ 35 سنة، لكنه قد يجد في النادي "الباريسي" عوامل وأسباباً تدفعه إلى اختيار الفريق الفرنسي والالتحاق بزميليه السابقين في ريال مدريد، كايلور نافاس ودي ماريا، واللعب إلى جانب لاعبين إسبان وهم أندير هيريرا، بابلو سارابيا وخوان بيرنات.

ومهما كان مستقبل راموس فإن مصير ريال مدريد هو الذي يهم جماهيره التي لم تحزن لرحيل راؤول وكاسياس ورونالدو مثلما حزنت لرحيل قائدها راموس، لكنها ستستفيق على مبدأ استمرار الكيان، وعياً منها بأن النادي هو الأصل، واللاعب أو المدرب مجرد عنصر يأتي عند الحاجة ويرحل عند الضرورة.

المساهمون