كيليان مبابي.. هلا مدريد

27 اغسطس 2024
شارك مبابي ضد مايوركا في الليغا، 25 أغسطس 2024 (أنخيل مارتينيز/Getty)
+ الخط -

تعرّض النجم الفرنسي كيليان مبابي (25 عاماً) لحملة انتقادات واسعة، إثر مشاركته في لقاءين مع ريال مدريد على مستوى "الليغا" الإسبانية، من دون صناعة أو تسجيل خلال 176 دقيقة، بعد تعادل 1-1 أمام ريال مايوركا، وفوز 3-0 على بلد الوليد دون بصمة، رغم تسجيله هدفاً ومساهمته في الفوز 2-0 والتتويج بأول ألقاب الموسم، بعد الحصول على السوبر الأوروبي في العاصمة البولندية وارسو، يوم 14 أغسطس/ آب.

كيليان مبابي حقق حلمه باللعب لريال مدريد، إذ زينت صور الفريق الملكي جدران غرفته، وقد تواصل مسؤولو "الميرينغي"، بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، طوال عامين مع اللاعب للانتقال من نادي باريس سان جيرمان بعد سبعة مواسم قضاها بنادي العاصمة الفرنسية، قادماً من موناكو منذ يونيو/ حزيران 2017 بثاني أعلى مقابل، قدره 180 مليون يورو (البرازيلي نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان الأعلى 200 مليون يورو)، بعدما تُوج بعدة ألقاب مع الـ "بي إس جي"، ومع منتخب فرنسا بلقب كأس العالم 2018 ووصافة نسخة 2022، بالإضافة إلى الفوز بلقب دوري الأمم الأوروبية 2021، فحلمه تحقق وعبّر عن سعادته واعتزازه بالانضمام إلى النادي الملكي مجاناً، وبراتب 35 مليون يورو سنوياً، مؤكداً رغبته في ترك بصمة خاصة بتاريخ كرة القدم بانتقاله إلى ريال مدريد.

وكانت هناك خيبة أمل كبيرة للعشاق والمشجعين تجاه موهبة كبيرة بما يملكه من سرعة فائقة ومهارة ومراوغة وتحركات واستغلال المساحات، وصناعة الأهداف وحسم الأهداف وتسجيلها، إذ يعاني الجفاف التهديفي، نظراً للتوقعات والتكهنات بقوة هجوم "الملكي" وفاعليته التي لا تُقاوم، ليخرج المدير الفني القدير، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بتصريحات مدافعاً عن نجم الفريق، مبرراً بأنه يحاول إيجاد التوازن والتناغم المنشود والانسجام والتحلي بمزيد من الروح القتالية.

أسباب وتبريرات عديدة للخبرات والنقاد حول إخفاق مبابي في تقديم نفسه وإظهار قدراته بما يتناسب مع سقف طموحات الجماهير، وأول تلك الأسباب عدم الوصول إلى درجة التفاهم بالقدر الكافي مع فينيسيوس جونيور، ورودريغو وبيلنغهام بشأن التحركات والتعاون وتنظيم الأدوار، التي تصل أحياناً إلى العشوائية، ويأتي إصرار كارلو أنشيلوتي على توظيفه بصفة رأس حربة ثابت، ما يحدّ من إمكاناته وقدراته بعدم اللعب في الجناح الأيسر والدخول بالعمق، في ثاني الأسباب. فرؤية كارلو أنشيلوتي وإصراره على أنّ لديه شيئاً إيجابياً سيظهر مع المباريات، والكل توقع أداءً خارقاً لهجوم الريال، وأغلب الاحاديث تمحورت حول من يوقف الهجوم الفتاك والشرس، فجاء المردود أقل من التوقعات والطموحات. وثالثاً التحاقه المتأخر بالفريق وتأثير ذلك في اكتمال اللياقة البدنية والفنية. ورابع الأسباب الاستعراض والفردية والأنانية من جانب فينيسيوس جونيور، نجم الفريق والملهم والقائد، بعد رحيل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة. وخامساً الضغوط النفسية والمقارنات بأرقام وإنجازات نجوم سابقين، ومنهم "الدون" البرتغالي رونالدو. وسادساً منافسة ريال مدريد على ألقاب عدة وبطولات لجماهير لا ترضى إلا بالتتويجات والبطولات. أما سابع الأسباب، فهو تعديل مركز اللاعبين بعودة الإنكليزي جود بيلنغهام إلى الوسط، بعد موسم أول رائع بـ19 هدفاً في "الليغا"، وتمريرات حاسمة ساهمت في التتويج بالدوري، ودوري الأبطال الأوروبي والسوبر الإسباني، وتأثير غياب واعتزال الألماني توني كروس صانعَ ألعاب وقائداً بالوسط. وثامناً الإصابات المبكرة في الموسم للفرنسي كمافينغا والإنكليزي بيلنغهام، ورغم ذلك نجح البديل إبراهيم دياز في التسجيل والصناعة أمام بلد الوليد، وكذلك البرازيلي الشاب أندريك فيليبي، بالتسجيل خلال مشاركة لمدة 10 دقائق بديلاً لمبابي.

فهل ينجح مبابي، خلال رحلة الفريق، الخميس المقبل، إلى جزر الكناري أمام لاس بالماس، في الاحتفال والتسجيل وتقديم الافضل والمتوقع لعشاقه ومتابعيه؟

المساهمون