كيف تفوّق مانشيني على بلجيكا؟ السرّ في الأطراف والضغط والدفاع

03 يوليو 2021
إيطاليا تُنافس على لقب "اليورو" بقوة (Getty)
+ الخط -

إيطاليا مانشيني تغيرت كثيراً، وأصبحت هجومية شرسة في الثلث الأخير، ودائماً ما تجد الحلول الفنية للخروج من ضغط المنافس أو تنظيمه الدفاعي. وفي مباراة بلجيكا، تفوقت إيطاليا في الكثير من النواحي، وعرفت كيف تضرب بلجيكا على مدار 90 دقيقة كاملة.

البناء من الخلف

لم تجد إيطاليا صعوبة كبيرة للخروج بالكرة أمام بلجيكا، خصوصاً أن مدرب بلجيكا طلب من خط الوسط عدم الضغط نحو قلوب الدفاع، بل التمركز في وسط الملعب، لحرمان فيراتي وجورجينيو عملية التسليم والتسلّم. هذا الأمر منح رباعي الخلف خيارات أكثر للتمرير وسهولة في الخروج.

مع دخول دي بروين إلى الوسط، وتحوّل لوكاكو نحو الجناح من أجل التحولات البلجيكية عبر محطة دي بروين، ومع تقدم سبيناتزولا المُعتاد على الطرف، كان على مانشيني أن يطلب من دي لورينزو العودة لتشكيل ثلاثي دفاعي يحمي إيطاليا من سرعة دي بروين ولوكاكو، خصوصاً بعد الفرصتين الخطيرتين.

الأطراف خصوصاً اليسار

فرض مدرب بلجيكا رقابة لصيقة على جورجينيو، وثبّت دي بروين عليه، لمنعه من التسليم والتسلّم أعلى الثلث الأول. هذا الأمر جعل مانشيني يدفع بفيراتي إلى التحول للطرف قليلاً، مع تقدم سبيناتزولا كجناح ودخول إينسينيي نحو العمق، لتكسب إيطاليا قوة كبيرة على الجهة اليُسرى

بعد نجاح مانشيني بالهروب من ضغط دي بروين ولوكاكو في الوسط (رقابة جورجينيو وفيراتي)، خلقت إيطاليا كل الخطورة على الجهة اليُسرى، خصوصاً مع حركية سبينا وإينسينيي التي أحدثت فوضى في الخط الخلفي لبلجيكا، مع العلم أن قلوب الدفاع لم يتقدموا للتغطية كثيراً (ما سبّب الهدف الثاني).

سيطرة إيطاليا على الجهة اليُسرى أجبرت بلجيكا على التحول نحو هذه الجهة، ومع تقدم مونيير لمقابلة فيراتي، كان على الظهير الأيسر التغطية الدفاعية، ما سمح بخلق مساحات على الطرف الأيمن، ما زاد من خطورة إيطاليا، خصوصاً عند نقل الكرة بسرعة نحو المساحة.

الضغط العكسي الإيطالي

عندما تخسر إيطاليا الكرة تفرض ضغطاً عكسياً سريعاً، وتُحاول حرمان بلجيكا الخروج بالكرة أو بناء الهجمات. وفعلاً، نجحت بلجيكا في كرتين فقط، بينما في معظم الحالات تفوق "الأزوري"، من خلال الضغط كمجموعة واحدة موجهة نحو حامل الكرة، بهدف قطع الإمداد سريعاً.

ولقطة الهدف الأول أكبر دليل على أهمية الضغط العكسي الذي صنع الفارق في المباراة بشكل عام. فإيطاليا كانت تتقدم بثلاثي الهجوم لمقابلة المدافعين، مع ضغط فيراتي وباريلا على الوسط وبقاء جورجينيو كوسط إرتكاز لحماية المنتخب في حال تخطيه أول جدارين، وبعد ذلك يأتي دور رباعي الدفاع.

ومع إجبار إيطاليا البلجيكيين على التمركز في الخلف تحت الضغط، اعتمدت بلجيكا كثيراً على الكرات الطويلة نحو لوكاكو، الذي لم ينجح في التسلّم إلا نادراً بسبب قوة ضغط كيليني وبونوتشي في الخلف، الأمر الذي حرم بلجيكا عملية بناء سهلة ومُنظمة.

الدفاع والقتالية العالية

إيطاليا تشتهر بالدفاع، ومَن أفضل منها في خلق منظومة دفاعية مُتكاملة تُدافع عن المرمى بشراسة؟ ومع وجود كيليني وبونوتشي، تفوق الدفاع الإيطالي في معظم الهجمات البلجيكية، سواء عبر التفوق في الثنائيات، أو في عملية الضغط الموجه في خلال دفاع المنطقة.

والوحيد الذي تفوق في الثلث الأخير البلجيكي على دفاع إيطاليا، هو الجناح الصغير دوكو، الذي كان مفاجأة وأرهق دي لورينزو كثيراً، وكان مصدر الخطر الأكبر على إيطاليا. لكن في المُجمل، دفاع إيطاليا فرض رقابة (مان تو مان)، وخصوصاً في حال وصول بلجيكا إلى مساحة قريبة من منطقة الجزاء.

بقوة الأطراف والحركية الدائمة، بالضغط العالي في الحالتين الدفاعية والهجومي، وبقوة الدفاع وصلابته، قدم مانشيني للجميع "ماستركلاس" في كيفية التحضير وإدارة مباراة قوية ضد بلجيكا، وفي النهاية أبدعت إيطاليا وتأهلت إلى الدور نصف النهائي، عن جدارة واستحقاق.

 
المساهمون