كيروش يقلب الطاولة: من عدو للمصريين إلى بطل شعبي

04 فبراير 2022
كيروش يتمتع بشخصية قوية (تشارلي تريباليو /Getty)
+ الخط -

سارت رحلة البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم، من عدو في عيون 100 مليون مصري إلى بطل شعبي، على خلفية نجاحه في قيادة منتخب "الفراعنة" إلى نهائي كأس أمم أفريقيا المقامة حالياً في الكاميرون.

ونجح كارلوس كيروش في صناعة تاريخ له في مصر، بعدما نجح في الوصول للمباراة النهائية بعد غياب دام 5 سنوات، وإعادة الهيبة الكروية لـ"الفراعنة" بعد اهتزاز كبير في أمم أفريقيا 2019 والخروج من الدور ثمن النهائي ثم العروض المخيبة للآمال في تصفيات أمم أفريقيا رغم التأهل مع حسام البدري، وكذلك الإبقاء على آمال المصريين في التأهل لكأس العالم.

معارضة كبيرة

وعندما انطلقت البطولة القارية في الكاميرون تعرض كيروش لانتقادات كبيرة وحملة منظمة، تدعو إلى إقالته من منصبه وتعيين مدرب وطني بداعي عدائه لنجوم الأهلي والزمالك واستبعاد اللاعب محمد مجدي قفشة وطارق حامد ثم تصاعدت الحملة بعد الخسارة في المباراة الأولى بالبطولة أمام نيجيريا بهدف مقابل لا شيء وصلت إلى حد سفر مشجعين للكاميرون لدعم المنتخب يرتدون قمصاناً، تحمل صور حسام حسن وتدعو لتنصيب الأخير مدرباً للمنتخب في الدور الثالث والأخير من عمر كأس العالم.

تحول كبير

ورغم هذه المحنة إلا أن كيروش نجح في استعادة الثقة وتقديم أوراق اعتماده كمدرب كبير من خلال بلوغ النهائي عبر سلسلة من النتائج الرائعة، أبرزها الفوز على المغرب (2-1) والتفوق على ساحل العاج والكاميرون بركلات الترجيح وخوض 3 مباريات متتالية بمعدل 120 دقيقة في المباراة الواحدة دون اهتزاز أو تراجع في معدلات اللياقة البدنية للاعبين.

وبات كيروش في عيون الجماهير المصرية حالياً بطلاً شعبياً لعدة أسباب أبرزها نتائجه الجيدة في البطولة، حيث قاد المنتخب إلى الفوز في 3 مباريات، والتعادل مرتين والخسارة مرة واحدة أمام نيجيريا.

كما نجح كيروش في إعادة الروح للاعب المصري من جديد داخل الملعب وتميزت مباريات "الفراعنة" بقتال كبير ورغبة في الفوز وقدرة على تقديم أقصى جهد بدني وفني في سبيل تحقيق الفوز وهو ما ظهر في لقاء المغرب وتحويل التأخر بهدف إلى فوز بهدفين لهدف.

ونجح المدرب البرتغالي في اكتشاف جيل جديد من النجوم الجدد، يتصدرهم محمد عبد المنعم (22 عاماً) قلب الدفاع وأحد أبرز مدافعي البطولة وأحمد فتوح (23 عاماً) الظهير الأيسر ومهند لاشين (26 عاماً) لاعب الوسط المدافع وعمر كمال عبد الواحد (28 عاماً) الظهير الأيمن وعمر مرموش (22 عاماً) لاعب الوسط المهاجم، وهم لاعبون لم يظهروا سوى مع المدرب البرتغالي.

أسلوب ناجح

فرض كيروش أسلوباً ناجحاً في إدارة المنتخب المصري من خلال التعامل بحزم مع اللاعبين، وإنهاء فوضى المعسكرات السابقة، واعتراض لاعبي الفريق على الجلوس بدلاء، وأبعد من اعترض عليه في وقت سابق مثل طارق حامد محور الارتكاز رغم أهميته احتراماً للجهاز الفني.

وبرز كيروش في عنصر آخر تمثل في استعادة نجمه الكبير محمد صلاح قائد المنتخب المصري والمحترف في ليفربول الإنكليزي بريقه السابق، وعاد تأثيره الإيجابي في مباريات "الفراعنة" بعد غياب دام طويلاً وكان ورقة رابحة في أمم أفريقيا، وسجل هدفين ونال لقب رجل المباراة مرتين وتميز بدور قيادي في أداء قائد المنتخب في البطولة القارية.

ومع الوصول للمباراة النهائية أصبح بقاء كيروش في منصبه مطلباً جماهيرياً لخوض مباراتي السنغال في مارس /آذار المقبل في الدور الثالث والأخير من عمر التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم المقبلة في قطر 2022، أملاً في التواجد بالمونديال للمرة الرابعة في تاريخ مصر، وكذلك الأخيرة في رحلة المدرب المنتظر له الاعتزال نهاية العام.

المساهمون