كولومبيا في كوبا أميركا.. صاحبة اللقب المثير للجدل ورسائل الموت

26 يونيو 2021
كولومبيا حققت اللقب مرة واحدة (العربي الجديد)
+ الخط -

بطولة كوبا أميركا، الأعرق في تاريخ كرة القدم الخاصة بالمنتخبات، كانت بدايتها قبل انطلاق كأس العالم، تحديداً في عام 1916، ومن هناك أقلعت رحلة المنتخبات.

حديثنا اليوم سيتركز على منتخب كولومبيا، الفريق الذي يأتي في المرتبة الخامسة في عدد التتويجات برصيد لقب واحد فقط، كحال بوليفيا، خلف كلّ من باراغواي وتشيلي وبيرو، فيما تعتبر أوروغواي صاحبة الرقم القياسي (15) والأرجنتين الوصيفة بـ14 والبرازيل الثالثة بـ9 ألقاب.

لم يكن منتخب كولومبيا واحداً من المنتخبات التي تواجدت في كوبا أميركا منذ انطلاقها، فقد غاب عن هذه المسابقة حتى وقتٍ متأخر، تحديداً عام 1945. حينها حقق المركز الخامس.

مشاركات كولومبيا في بطولة كوبا أميركا لاحقاً كانت متواضعة ومتقطعة، إذ غاب عن نسخ عدّة، قبل أن يبدأ في الظهور بشكلٍ دائم منذ عام 1975 حتى النسخة الأخيرة في 2019 التي أقيمت في البرازيل.

النهائي الأول
في عام 1975 كان منتخب كولومبيا على موعدٍ مع اختبار أول نهائي له في تاريخ مسابقة كوبا أميركا، بعدما تصدّر مجموعته، وسجل سبعة أهداف، مقابل اهتزاز شباكه مرة واحدة.

في نصف النهائي، استطاع كولومبيا التفوق على أوروغواي، بعد الفوز ذهاباً بنتيجة 3-0 في بوغوتا والخسارة إياباً في مونتيفيديو بهدف من دون مقابل.

خصم كولومبيا في اللقاء الأخير كان منتخب بيرو الذي كان قد تفوق على البرازيل، وفي نهاية الأمر فشل زملاء اللاعب إرنستو دياز، الذي توج هدافاً لتلك النسخة مناصفة مع الأرجنتيني ليوبودلو لوكي برصيد 4 أهداف، في التفوق على بيرو، الذي حصل حينها على لقبه الثاني.

اللقب الوحيد وقصته الغريبة
لم يبلغ كولومبيا بعد نسخة 1975 النهائي، فاحتل المركز الثالث عام 1987 بحضور العديد من النجوم، على غرار كارلوس فالديراما، ثم تكرر الموقف نفسه في نسختي 1993 و1995.

خلال بطولتي 1997 و1999، خرج كولومبيا من الدور ربع النهائي، ليأتي عام 2001، وهناك تحقق الحلم أخيراً. أقيمت بطولة كوبا أميركا عام 2001 في كولومبيا، في الفترة الممتدة من 11 إلى 29 يوليو/تموز، وشهدت تلك النسخة العديد من المفاجآت والاضطرابات وأحداثاً مثيرة للغاية قبل انطلاقها.

دُعي حينها المكسيك وكندا بطل الكأس الذهبية الخاصة بالكونكاكاف للمشاركة في البطولة، وجرت اجتماعات عدّة من قبل اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم "الكونميبول" بسبب الشعور بالقلق إزاء الوضع الأمني في كولومبيا آنذاك.

يوم 1 يوليو، أعلن "الكونميبول" إلغاء البطولة، وعرضت على إثرها فنزويلا استضافة المسابقة لتعويض البلد الواقع في المشاكل، إذ كانت البلاد تعيش ارتدادات حربٍ داخلية بين الحكومة وحركة "فارك" وغيرها من الجماعات اليسارية الثورية، بالإضافة إلى عصابات المخدرات والممنوعات. كانت الحرب على عصابات المخدرات قد تراجعت حدّتها في تلك الفترة، مع وفاة بابلو إسكوبار في مطلع التسعينيات، لكنّ الحكومة اتهمت الحركات الثورية بتلقي كثير من الأموال من عصابات المخدرات. وبينما يقال إنّ الثورة فكرة، والفكرة لا تموت، لنستبدل كلمة "الثورة" بـ"قواعد"، نعم فالقواعد التي أرساها إسكوبار في عقلية أتباعه كانت كفيلة بإبقاء الصراع قائما مع الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.

بالعودة إلى الأحداث في ذلك العام، تحديداً يوم 6 يوليو، قرر اتحاد اللعبة في القارة اللاتينية، قبول عودة كوبا أميركا إلى أحضان كولومبيا، بعدما تعهّدت بحماية البعثات بشكلٍ جيد. ومع قرار إقامة البطولة، شكّل قرار الأرجنتين، عدم المشاركة، صدمة للجميع، وكاد هذا الأمر أن يطيح بالحدث الكبير، واشتكى الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم من الانعكاس المفاجئ على التحضيرات، مؤكداً أنّ لاعبي المنتخب تلقّوا تهديدات بالقتل من جماعات إرهابية، فجاء قرار الانسحاب رغم الضمانات التي حاولت كولومبيا وضعها للتانغو، من خلال حماية مكثّفة وغير عادية، فدُعي منتخب كوستاريكا على عجل وظهر بصورة طيبة ووصل إلى ربع النهائي.

بعدها، أعلنت كندا عدم مشاركة منتخبها، بحجة حلّ معسكره وعودة جميع اللاعبين إلى أنديتهم، فوجّهت الدعوة لمنتخب هندوراس بشكلٍ سريع، فوصل الفريق بالكاد بعدد كافٍ من اللاعبين، إذ حطّت البعثة رحالها في البلاد بعد رحلة على متن طائرة قدّمها سلاح الجو الكولومبي، حتى إنّ اللاعبين لم يحظوا بساعات نومٍ كافية قبل مباراتهم الأولى.

منتخب البرازيل بدوره بقيادة المدرب لويز فيليبي سكولاري، قرر إبعاد العديد من النجوم الكبار، على غرار الظاهرة رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس وجيلبرتو سيلفا وكافو وآخرين، واكتفى ببعض الخيارات، أبرزها جونينيو ودينيلسون وبيليتي وديدا.

خرج منتخب السامبا حامل اللقب بشكلٍ مفاجئ على يد هندوراس الذي احتل المركز الثالث بعد الخسارة 2-0، فيما وصل كولومبيا إلى النهائي بعد تحقيقه 6 انتصارات وتسجيله 11 هدفاً من دون اهتزاز شباكه، مع العلم أنّه فاز في المشهد الختامي على المكسيك، فمرّت البطولة بسلام من دون أيّ أحداث عنف.

كرة عالمية
التحديثات الحية

أرقام كبيرة
سجل إيفان كوردوبا هدف كولومبيا في النهائي أمام المكسيك، وكان ذلك هدفه الأخير على الصعيد الدولي، رغم أنّه لعب بعدها 10 سنوات إضافية.

كارلوس فالديراما أفضل لاعب في نسخة 1987، يعتبر الأكثر ظهوراً في كوبا أميركا، إلى جانب ليونيل ألفاريز (27 مرة).

يُعد أرنولدو أغاران أفضل هداف لكولومبيا في التاريخ بكوبا أميركا، بتسجيله 10 أهداف في 4 نسخ، فيما يُعد فيكتور أريستيزابال أفضل هداف في نسخة واحدة (6) حين كان متصدر ترتيب الهدافين في 2001.

المساهمون