لن يكون احتفال الأرجنتيني ليونيل ميسي بعيد ميلاده الـ28 خارج الديار، مقلقاً له، بقدر ما يقلقه غيابه عن منصات التتويج مع منتخب بلاده الذي يبحث عن لقب "كوبا أميركا" الغائب عن خزائن "التانجو" منذ 22 عاماً، وتحديداً منذ العام 1993، لذلك فإن التتويج مع منتخب بلاده سيكون أكبر هدية لميسي ولبلاده لكي يحتفل بعيد ميلاده.
ومنذ انضمامه للمنتخب الأرجنتيني عام 2005، لم يتوج ميسي بأي لقب مع المنتخب الأرجنتيني الأول، لذلك فإنه يسعى لتحقيق هذا الهدف مع منتخب بلاده، حين يواصل مسيرته في ربع النهائي بـ"كوبا أميركا" الحالية، حين يلتقي منتخب كولومبيا فجر السبت المقبل.
وسيقود ميسي منتخب بلاده في مباراته الدولية الواحدة بعد المائة، وهو يُمنّي النفس بتحقيق الفوز والمضيّ قدماً نحو الأدوار المتقدمة في البطولة ووصولاً للمباراة النهائية والتتويج باللقب القاري.
ويملك ميسي، الذي توج بلقب أفضل لاعب في العالم 4 مرات من قبل، سجلاً ناصعاً مع ناديه الإسباني برشلونة، حيث قاده للتتويج في 24 بطولة منها 16 محلية و8 قارية، ولكنه لم يقو حتى الآن على التتويج مع منتخب بلاده بأي بطولة قارية كبيرة.
واكتفى ميسي، الذي يرشحه الكثيرون للتتويج بلقب أفضل لاعب في العالم للمرة الخامسة، هذا العام بالتتويج مع بلاده بكأس العالم للشباب، وذهبية أولمبياد بكين عام 2008، في الوقت الذي نال فيه فقط المركز الثاني في كأس العالم 2014.
وكان ميسي قد احتفل، يوم الأحد الماضي، بدخوله نادي المائة في المباريات الدولية مع منتخب بلاده، حيث بات خامس أكثر لاعب يشارك في مباريات دولية بقميص الأرجنتين بعد مباراته أمام جامايكا التي فازت بها الأرجنتين بهدف دون رد.
ويبقى ميسي مرشحاً لزيادة عدد المباريات في الاستحقاقات القادمة، والتقدم في سجل نادي المائة الأرجنتيني الذي يتصدّره خافيير زانيتي بـ143 مباراة، يليه روبرتو أيالا بـ115 مباراة، ويأتي ثالثاً خافيير ماسكيرانو بـ114 مباراة، وفي المركز الرابع دييغو سيموني بـ106 مباريات.
وقد يتمكن ميسي من التقدم أكثر في قائمة نادي المائة، وخصوصاً أن مستقبلاً كبيراً ينتظره مع منتخب بلاده، علاوة على أنه أكمل اليوم الـ28 ربيعاً، الأمر الذي سيمكّنه من تحقيق ذلك.
وحملت المباراة رقم 100 لميسي أهمية خاصة، حيث نجح في قيادة منتخب بلاده للفوز، وتحقيق النقاط الثلاث التي ضمنت له صدارة المجموعة الثانية في كأس "كوبا أميركا" المقامة حالياً في تشيلي.
ويملك ميسي سجلاً جيداً من الأهداف مع منتخب بلاده، وهو قادر على أن يصبح الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني، حيث نجح ميسي في تسجيل 46 هدفاً مع منتخب بلاده، وصنع 27 هدفاً، وهو مرشح لزيادتها في المباريات المقبلة، كما بمقدوره تحطيم الرقم القياسي الذي يملكه المهاجم السابق باتيستوتا الذي سجل 56 هدفاً مع منتخب بلاده، ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب بلاده، كما أنه الهداف التاريخي لناديه الإسباني برشلونة بعد تسجيله 286 هدفاً.
وكان ميسي قد استهل مشواره مع منتخب الأرجنتين في مباراة ودية في العام 2005، وتحديداً في السابع عشر من شهر أغسطس/ آب، حيث شارك في مباراة ودية أمام المنتخب المجري، وانتهت لمصلحة بلاده بهدفين لهدف، لكنه يملك ذكريات سيئة في هذه المباراة كونه خرج مطروداً بعد دخوله بوقت قصير.
ويملك ميسي سجلاً وافراً من الانتصارات، حيث فاز مع منتخب بلاده في 60 مباراة، وتعادل في 20 وخسر مثلها، علماً بأنه شارك مع منتخب بلاده في بطولات كوبا أميركا 2007 و2011 وحالياً 2015 بجانب كأس العالم 2006 و2010 و2014.