كرة القدم بدون قضاة الملاعب لا يمكن لها أن تقام أو تستمر ولو لدقيقة واحدة، وفي ذات الوقت لو قدر لجميع مباريات كرة القدم أن تشهد تحكيما صحيحا للمجريات، لما شعر أحد بالظلم وربما لتغيرت ملامح تاريخ كرة القدم في كثير من المشاهد؛ ذلك أن الخطأ التحكيمي كان مؤثرا للغاية في بعض الأحيان، وفي بعضها الآخر يكون قد حرم فريقا من الانتصار أو غير اسم البطل المنتظر والمتوقع في وقت سابق.
وامتلأت صفحات اللعبة الشعبية الأولى في العالم بالعديد من سلسة الأخطاء التحكيمية، وسنقوم في كتابة هذا السلسلة من الحلقات التي تتعلق بـ "كوارث التحكيم" على مر التاريخ في عالم الساحرة المستديرة.
يد مارادونا الشهيرة
لا شك أن أشهر الأخطاء التحكيمية على الإطلاق في تاريخ الكرة العالمية كان ذلك الهدف الذي سجله أسطورة الكرة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا بيده في شباك المنتخب الإنجليزي، في المباراة التي أقيمت في الدور ربع النهائي من كأس العالم لعام 1986 والذي استضافته المكسيك، وساهم بشكل كبير في تأهل منتخب التانغو للدور الذي يليه قبل أن ينجح الداهية في خطف لقب كأس العالم لصالح الأرجنتين في النهاية.
هذا الهدف كان له تأثير كبير في تاريخ كرة القدم، ولا يمكن أن ينسى من صفحات الكوارث التحكيمية، حين ارتقى مارادونا لكرة عرضية ودك الكرة بـ"خبث" بيده صوب مرمى الحارس بيتر شيلتون هدفا غير شرعي.
وللهدف وقع خاص لدى الجماهير العربية بالذات، ليس لأن عشاق مارادونا كثر، بل لأن الحكم التونسي علي بن ناصر كان الحكم الذي احتسب الهدف المثير للجدل؛ والذي غير معالم التحكيم شيئا فشيئا، وسلط الأضواء عليها أكثر من أي وقت مضى.
طاقم حكام تلك المباراة كان يتكون من التونسي علي بن ناصر كحكم رئيسي، والحكم البلغاري بوغدان دوتشيف والكوستاريكي بيرني موريرا.
الحكم التونسي علي بن ناصر كان الحكم الوحيد في العالم الذي قاد مباراتين نهائيتين متتاليتين في بطولة كأس الأمم الأفريقية قبل مونديال عام 1986، وفي إحدى المقابلات الصحافية قال بن ناصر "لو عدت لشريط المباراة ستجدني أنظر الى زميلي حامل الراية، بينما كنت أعود إلى منتصف الملعب لإعلان الهدف، كنت أنظر إليه لعله يغير رأيه، ويعلن بطلان الهدف لأنه كان في وضعية افضل مني لرؤية اللعبة المشتركة، كان عندي شك لكنه كان شكا، وليس يقينا فاحتسبت الهدف".
ميسي يكرر فعلة مارادونا من جديد
مارادونا أعطى وصفة للمهاجمين بذلك الهدف الذي تكرر كثيرا في ملاعب العالم، وأقرب من قام بتقليده على ذات الشاكلة مواطنه الأرجنتيني ليونيل ميسي، ذلك الهدف الذي جاء في مرمى نادي إسبانيول، في عام 2007 حينما سجل هدف التعادل لبرشلونة في مرمى الضيوف في الدقيقة 42 من الشوط الأول للمباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، كما كان مهاجم ريال مدريد السابق، الهولندي فان نيستلروي قد فعلها من قبل بذات الطريقة في شباك فريق ديبورتيفو لاكارونيا.
وفي كلتا الحالتين خان التوفيق حكمي اللقاء، فنجح البرسا بالخروج في نقطة التعادل في قمة كتالونيا، حارما الفرق الأخرى من توسيع الفارق النقاطي الذي كان في الأصل يؤكد هزيمة برشلونة في المباراة أمام اسبانيول؛ ما يخدم الغريم التقليدي ريال مدريد لاحتضان لقب الليغا الغائب عن ديارهم منذ ثلاثة مواسم متتالية آنذاك.
الحكم "رودريغس سانتياغو" لم يشاهد هدف الأرجنتيني ميسي باستخدام يده، في مباراة شهدت أخطاء تحكيمة كثيرة أيضا، حين قام الحكم بإهمال ركلة جزاء صحيحة لمصلحة اللاعب الكاميروني صامويل إيتو، بعد تدخل خشن من حارس إسبانيول الكاميروني كاميني.
-هدف تونسي باليد يقصي بطل مصر
سجل المهاجم النيجيري مايكل اينراموا المحترف بصفوف فريق الترجي التونسي آنذاك، هدفا بيده أيضا في مرمى الحارس شريف إكرامي، ليطيح بفريق الأهلي المصري من دور الأربعة لبطولة دوري أبطال أفريقيا في نسخة 2010. ذلك المشهد أثر كثيرا على تأهل الترجي التونسي للمباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا لكرة القدم؛ والذي استفاد من خسارته ذهاباً بهدفين مقابل هدف واحد، ليستفيد من أفضلية الهدف في أرض الخصم بهدفين.
توقع الجميع أن يقوم حكم الساحة الغاني جوزيف لامبتي ومساعده بإلغاء الهدف؛ لأنه كان من زاوية واضحة الرؤية، لكن على النقيض احتسب الهدف وسط اعتراضات شديدة من لاعبي الأهلي المصري، ليكون الهدف بمثابة هدية للترجي للتأهل إلى النهائي ومواجهة مازيمبي الكونغولي.