عاش نادي ليفربول إحدى أسوأ لياليه في السنوات الثلاث الأخيرة، بعد خسارته على ميدانه بهدفٍ نظيف أمام بيرنلي ضمن الأسبوع الـ(18) من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، وهي أول خسارة لفريق "الريدز" على ميدانه بعد 68 مباراة في "البريميرليغ".
وجاءت هذه الخسارة بعد أربع مباريات سابقة فشل فيها ليفربول في تحقيق الفوز أمام منافسين يعتبرون في المتناول على غرار نيوكاسل يونايتد وويست بروميتش ألبيون، ما حوله من فريق يعد مرشحا دائما للفوز بالدوري ومنه الاحتفاظ بلقبه، إلى فريق مُهدد بالخروج من رباعي المقدمة، في ظل اشتداد المنافسة بين أكثر من 8 فرق على المراكز الأولى في جدول الترتيب.
كما طرحت هذه الهزيمة التساؤلات حول خيارات المدير الفني لفريق "الريدز"، يورغن كلوب الذي تعرض لانتقادات بسبب إجلاس النجوم على غرار صلاح وفيرمينو على دكة البدلاء، خاصة في مباراة بيرنلي عندما ترك نجميه على مقاعد الاحتياط، في قرار يوحي بأن المدرب الألماني استهان بإمكانات الفريق المنافس، وكان يرى أن المباراة أقرب لأن تُحسم بلاعبين شاركوا في بعض دقائق هذا الموسم على غرار ديفوك أوريغي وأوكسلاند تشامبرلين.
ولم يقتصر آخر ظهور للاعبي ليفربول أمام بيرنلي على النتيجة المخيبة فقط، بل إن ظهورهم بذلك المستوى شكل صدمة لجماهيره التي افتقدت في اللقاء مثلما هو الحال منذ بداية عام 2021 إلى ذلك الشغف وتلك الروح القتالية، اللذين يُظهرهما اللاعبون فوق الملعب، وكذلك السرعة في نقل الكرات إلى منطقة الخصم، وهي إحدى أبرز النقاط التي شكلت قوة ليفربول في المواسم الأخيرة.
ونشر موقع "ليفربول" المتخصص في أخبار بطل "البريميرليغ" تقريراً يتحدث فيه عن نقاط الضعف التي ظهرت على لاعبي الفريق، مقابل نقاط القوة التي أبرزها لاعبو بيرنلي وجعلتهم يحققون فوزاً غاب عنهم في "الأنفيلد" منذ أكثر من 70 عاما.
ونجح أبناء المدرب شون دايش في كبح أفكار المدرب كلوب فوق الملعب، وأجبروا لاعبي ليفربول على التسديد من بعيد ولعب الكرات العرضية، التي أحسن مدافعو بيرنلي التعامل معها، وذلك للطول الفارع الذي يتميز به محور دفاع الفريق الذي يشكله جيمس تراكوفسكي وبين مي، وكذلك الحارس نيك بوب المعروف بأنه أحد أفضل الحراس في إنكلترا والذي تعامل بسهولة كبيرة مع الكرات العالية التي وصلت إلى منطقته.
وبعد مرور الدقائق وفشل ليفربول في هز الشباك وهو حال هجومه في الدوري منذ بداية العام الجديد، حاول كلوب تغيير نظام اللاعب عندما طالب شاكيري بالدخول أكثر برفقة تشامبرلين إلى منطقة جزاء المنافس، لكن ذلك اصطدم بسوء تعامل اللاعبين مع الكرات التي وصلتهما إلى داخل منطقة الجزاء كما كان الأمر مع ساديو ماني الذي ظهر بمستوى سيئ هو الآخر، كما أن مستواه لم يكن أسوأ من الذي أظهره صلاح وفيرمينو بعد دخولهما مبكراً في الشوط الثاني.
ومن دون شك، إن هذه المباراة ستكون فائدتها أكبر للمنافسين المقبلين لفريق ليفربول، الذين حصلوا على الصورة التي تسمح لهم بتكرار ما حققه بيرنلي على ملعب "الأنفيلد" الذي استعصى على كبار إنكلترا، إلا إذا كان للمدرب كلوب رأي آخر وأعاد شحن بطاريات لاعبيه بأفكار جديدة، مما يسمح لهم بتقديم المستويات التي اعتاد ليفربول تقديمها في السنوات الماضية.