كريستيانو رونالدو.. هل هو جنون العظمة؟

10 ديسمبر 2022
يعاني رونالدو نجم منتخب البرتغال مؤخراً (Getty)
+ الخط -

ستكون البرتغال الليلة على موعد مع التاريخ لبلوغ نصف نهائي كأس العالم، وسيكون نجمه، كريستيانو رونالدو، على موعد مع إثارة جدل من نوع آخر إذا جلس على كرسي الاحتياط، مثل ما كان عليه الحال في مباراة ثمن النهائي أمام منتخب سويسرا، التي قدم فيها بديله، غونسالو سانتوس، مباراة كبيرة سجل فيها هاتريك، ما يرشحه للعب أساسيا للمرة الثانية على التوالي.

لكن ذلك لن يمنع ردود الفعل الإعلامية والجماهيرية، سواء المساندة قرارَ المدرب التي تعتبر أن مردود رونالدو تراجع وصار يشكل عبئا على الفريق، أو تلك المعارضة له والتي تدعو إلى إقحام رونالدو في التشكيل الأساسي لأنه رونالدو، ولا يزال قادراً على صناعة الفارق حتى ولو كان في أسوأ حالاته، ومهما كان مردود ومستوى المنتخب في وجوده أو غيابه، ومهما كان تصرف رونالدو الذي يبدو في نظر البعض أنانيا لدرجة الإصابة بجنون العظمة.

رونالدو "اللاعب"، وليس "الأسطورة"، جلس الثلاثاء الماضي على مقاعد البدلاء، حين حقق المنتخب البرتغالي فوزا عريضا على المنتخب السويسري في دور الستة عشر من بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، وشاهد زميله الشاب، غونسالو راموس، يسجل ثلاثية تاريخية، قبل أن يعوضه في ربع الساعة الأخير، وهو الأمر الذي أسكت عشاق رونالدو وكل من كان يدعو إلى إقحامه أساسياً لمجرد أنه أسطورة، في وقت تيقن من يعتبر رونالدو اليوم مجرد لاعب بأن البرتغال أفضل من دونه، كمجموعة متجانسة تتحلى بروح جماعية، تتشكل من مجموعة من اللاعبين المتميزين الذين تحرروا من العبء الذي يشكله وجود الأسطورة في التشكيلة، مثل ما تحرر فريق مانشستر يونايتد الذي فسخ عقده قبل أيام من انطلاق المونديال. 

هذا المساء، سيجلس رونالدو مجدداً على مقاعد البدلاء في مواجهة المغرب من دون أدنى شك، ولا أحد هذه المرة يرفع أصبعه ليعترض أو ينتقد قرار المدرب فرناندو سانتوس، الذي أمسى بدوره في موقع قوة بعد أن تبين أن غالبية مشجعي البرتغال يرفضون دخول رونالدو أساسياً، وفيهم من يطالب باستبعاده من المنتخب، خاصة بعد التسريبات التي تحدثت عن إطلاقه تهديدات بالرحيل عن قطر في حالة عدم إقحامه أساسياً في المباراة السابقة أمام سويسرا.

لكنه تراجع في النهاية بسبب الوجه الرائع الذي ظهر به البرتغال من دونه، وهو ما نفاه المدرب في تصريحاته رغم عدم مشاركة اللاعب زملاءه فرحتهم بالتأهل بعد نهاية مواجهة سويسرا ودخوله غرف الملابس مباشرة، ما أثار مزيداً من الشكوك حول نفسية رونالدو الذي لا يرضى سوى أن يكون اساسيا ومحور الاهتمام الإعلامي والجماهيري.

قليل من الجماهير الذين تحكمهم العاطفة نحو رونالدو من يدعون إلى إقحامه أساسيا في الظروف الراهنة، وكثير من المحللين الفنيين والمتابعين، وحتى الجماهير البرتغالية من تساند سانتوس في قراره خاصة أن البديل كان موفقاً، والمنتخب تخلص من هاجس وجود رونالدو فوق أرضية الميدان، واللاعبون تحرروا من ضغوط وتداعيات مشاركة نجمهم التي تقتضي التركيز عليه فنياً حتى لو كان في أسوأ أحواله، لدرجة يعتقد البعض أنه أمسى يعطل ماكينة تسير بشكل جيد، ويشوش عليها حتى وهو جالس على كرسي البدلاء، لذلك يدعو البعض الآخر الى ترحيله عن المجموعة حالاً، حفاظاً على توازن المجموعة، وعلى سمعة وصورة رونالدو الذي يبقى واحدا من أساطير الكرة العالمية التي صنعت الفرجة والمتعة على مدى 18 سنة.

في حالة تأهل البرتغال من دون رونالدو إلى نصف نهائي كاس العالم الليلة، فسترتفع أسهم المدرب سانتوس، وقلب هجومه الذي يحمل نفس الاسم، ويستمر الوضع على حاله، ويزداد الضغط من رونالدو وعلى رونالدو خاصة، بعد تأهل غريمه ميسي البارحة الى نصف النهائي مع الأرجنتين، أما في حالة الإقصاء فالأكيد أن المحللين والمتابعين لن يقولوا حدث ذلك بسبب غياب رونالدو، لأنه ببساطة لم يعد في أفضل أحواله الفنية والبدنية والنفسية التي تسمح له بقيادة منتخب بلاده نحو الفوز بلقب كأس العالم.

المساهمون