كرة وأحلام!

20 سبتمبر 2022
مونديال قطر سيشهد منافسة كبيرة (لارس بارون/Getty)
+ الخط -

منذ صغري تعلقت بالمستديرة، ساحرة القلوب، وفي الكرة تعلمت بالمتابعة والمشاهدة، أن لا صوت يعلو فوق كأس العالم، ومن الممكن أن تنظيم البطولة كل 4 أعوام، ساهم في هذا الشغف لمسابقة كروية مثل المونديال.

كأس العالم بدأت في حياتي عام 78 في الأرجنتين متزامنة مع امتلاكنا لجهاز تلفزيون من نوع قرطاج، وخاصة بحظ وصول المنتخب التونسي إلى المونديال. ما زلت أذكر تفاصيل الوصول من التصفيات عندما تتجمع العائلة الموسعة من أعمام وأخوال وأبناء عمومة وحتى من الجيران والأقران. ففي ذلك الزمن كانت الفرجة جماعية، ومثلت البيوت قاعات سينما يتجمع حولها العشرات.

كرة عالمية
التحديثات الحية

ومن ماتش المغرب، إلى الجزائر ومصر، ما زالت صور "الدربيات" في الذاكرة...أجواء 78، من تألق وفوز وأداء بطولي، ساهم في تعلقي بكرة القدم ودعم غرامي في كأس العالم، ودورة وراء دورة مرت معها الأيام وكانت المتابعة للعرب، ففي تلك السنوات كانت المحبة صافية والقلب واحد، فتعلمنا حب وتشجيع كل ما هو عربي. فعشت مع الجزائر والمغرب و مصر والكويت والعراق والإمارات والسعودية بنفس الروح و التفاعل، ومن قواعد التشجيع في كأس العالم مساندة الفرق الأفريقية.

أما عالميا فكانت ميولي منذ أول دورة تابعتها نحو البرازيل والأرجنتين وإيطاليا ثم ألمانيا، كي أعطي نفسي فرصة التمتع بصيف أكون فيه بطلاً للعالم. تدوالت الأيام والمشجع صار معلقاً، وفي عام 97 علقت على أول مباراة في التصفيات، كانت بين تونس وناميبيا في إذاعة الشباب. و بتأهل تونس لفرنسا 98 أمكنني التعليق على مباريات تونس وكولومبيا وتونس ورومانيا.

ومن الطرائف أنني علقت على نهائي البطولة بين فرنسا والبرازيل، من "استديو 14" من خلال التلفزة، وكبر الحلم المونديالي، المشجع صار معلقاً، وجاء 2002 لأكون محترفا. حيث علقت على البطولة من قلب الحدث وكنت في الافتتاح من كوريا إلى الفينال في اليابان.. وتواصل الحضور متزامنا مع تعليق الفينال بذكريات الطليان في 2006 وتوج الإسبان في 2010، والألمان في 2014، وبآخر دورة حضرت فرحة الديوك الفرنسية، ولأن كأس العالم بالنسبة لي حلم.. فقد تواصلت وتيرة الأحلام و2022 تحقق ما كان للعرب مستحيلاً، ألا وهو تنظيم المونديال، قطر بصدد إخراج  نسخة خيالية بتنظيم لم يأتي به الأوائل، ولن يجود به الزمن على الأواخر، نسخة عربية بحضور 4 فرق عربية: تونس قطر والسعودية والمغرب، نسخة تمثل فرصة للعرب للحضور وليس المتابعة.

الأيام والسنين مرت في غمضة عين، والحدث الكبير على بعد شهرين من الإنطلاق، سنين مرت في حبك أنت. أحلام الطفولة. التشجيع... التعليق.. وصول تونس وحلم التعليق على فوز مونديالي تحقق في مباراة بنما، إلى مونديال في وطننا الكبير.

المساهمون