كرة تشافي المُمتعة: السيطرة على الوسط والتفوق بالسرعة

16 يناير 2023
حقق تشافي أول لقب له مع فريق برشلونة كمدرب (Getty)
+ الخط -

ما فعله تشافي في المباراة النهائية لبطولة "السوبر الإسباني" استثنائي وعظيم جداً، وذلك بعد اكتساحه ريال مدريد طوال 90 دقيقة كاملة، إن كان من الناحية الدفاعية أو الهجومية، إذ لم يسمح فريق برشلونة لمنافسه النادي "الملكي" بالتنفس وخنقه أمام جمهور مدينة الرياض السعودية.

أفكار المدرب تشافي أصبحت واضحة جداً مع فريق برشلونة، ويبدو أنها تطورت كثيراً وبدأت تأخذ مساراً تصاعدياً من شأنه أن يضمن تحقيق الانتصارات أولاً، وربما البطولات في المستقبل، وتحديداً في موسم 2020-2021، وكأن برشلونة استعاد قوته التي فقدها في السنوات الماضية وتحديداً بعد رحيل الأسطورة ليونيل ميسي.

كرة تشافي المُمتعة

تطور فريق برشلونة كثيراً مع المدرب تشافي هيرنانديز واستعاد إيقاعه القوي هجومياً وتحسن الدفاع كثيراً، حتى أنه لم يتلقَ سوى 6 أهداف في الدوري حتى الآن، وهو ما يؤكد نجاح عمل تشافي حتى الآن على كافة الأصعدة، وخصوصاً بعد تحقيق أول لقب تحت شعار من يزرع يحصد.

برشلونة مع تشافي يلعب الكرة السريعة، يستحوذ بذكاء ويتدرج بالكرة من الخلف بهدوء وبتركيز عال، وما يُساعده على ذلك ميزة التحرك المُستمر للمجموعة على أرض الملعب من أجل فتح المساحات والهروب من الرقابة وبالتالي خلق ثغرات لصناعة الخطورة منها. فأمام ريال مدريد مثلاً اعتمد تشافي لأول مرة تشكيلة (4-2-3-1)، مع تمويه واحد وهو أن الفريق سيُهاجم برباعي خط وسط مع مساندة هجومية من اثنين منهما، الأمر الذي سيجعل الفريق قوياً جداً في الاستحواذ في خط الوسط، وأيضاً يمنحه كثافة عددية أكبر في الثلث الهجومي، وبالتالي خيارات أكثر لصناعة الخطورة.

تفوق برشلونة على ريال مدريد بخط وسطه، دي يونغ وبيدري وغافي تفوقوا على وسط ريال مدريد، إن كان عبر التمريرات القصيرة السريعة للتدرج وفتح الثغرات للصعود نحو منطقة جزاء المنافس، أو عبر التحرك بين الخطوط وخلق انطلاقات سريعة تجعل الفريق يتحول سريعاً من الدفاع إلى الهجوم، وهو ما حصل في نهائي السوبر الإسباني والذي انتهى بتتويج النادي "الكتالوني".

دفاعياً، نجح تشافي في تغيير عقلية فريق برشلونة، من انهيار ذهني وصعوبة كبيرة للتفوق في الثنائيات إلى مجموعة مقاتلة تخلق ضغطاً عالياً موجهاً من وسط الملعب وتُحاول قدر الإمكان حرمان المنافس من التحكم بالكرة أو فرض شخصيته على أرض الملعب، وهو ما يجعل الفريق يفوز بالثنائيات أكثر، يقطع كرات أكثر، ويتكتل بطريقة ذكية جداً للتصدي لهجمات المنافس.

غير تشافي الكثير من الأمور في برشلونة، جعله أكثر قوة وفعالية في الهجوم، أكثر صلابة وقتالية في الدفاع، والأهم أنه أعاد إليه سلسلة النتائج الجيدة وخصوصاً الانتصارات، والآن بدأ يحصد نتيجة عمله بتحقيقه أول لقب في مسيرته التدريبية مع النادي "الكتالوني".

المساهمون